الأحد يوليو 7, 2024
أقلام حرة

لا تثبطوا العزائم فليس لوعد الله هازم..

بادية شكاط تكتب: طوفان الأقصى.. وكان حقا علينا نصر المؤمنين

قال موقع استقصائي فرنسي: «إن رئيس (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار أصبح منذ يوم السبت 7 أكتوبر كابوس الحكومة الإسرائيلية، لأنه مدبر عملية طوفان الأقصى، التي جرت تحت رادار أجهزة الاستخبارات والحماية، والتي يفترض أنها الأفضل في العالم»

إنه الذهول الذي أذهب بالعقول، وإنه الطوفان الذي لا عاصم لهم منه، وإنها الذكرى 

الخمسين لحرب أكتوبر 1973، التي جاءت بالوعيد قائلة: «بل هناك المزيد»، وهذا في أكبر عملية خداع إستراتيجي وفشل استخباراتي، فالعملية نٌفذت كما رُسمت، والصواعق برا، بحرا وجوا عليهم قد نزلت، مخلفة ما لا يقل عن ألف قتيل ومئات الأسرى والرهائن، حسب بيان للسفارة الإسرائيلية في واشنطن.

ليخرج القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام ويعلن بداية طوفان الأقصى، وانطلاقة المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير، بضربة أولى تجاوزت 5000 صاروخ وقذيفة خلال ثلث ساعة فقط،استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية، داعيا الفلسطينيين للانضمام إلى الحرب وكذا الشعوب الإسلامية بما يملكون من وسائل الضغط، ليتوجه بعدها أبو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب عز الدين القسام برسالة قوية قائلا: «يا أبناء شعبنا في الضفة يا مفجري الثورة وأهلنا في القدس اليوم يومكم للتحرك في كل المحاور، وما عليكم سوى التحرك الآن تجاه المستوطنات، وكل أماكن تواجد الاحتلال، أخرجوا للمشاركة في طوفان الأقصى الذي ما انطلق إلا استجابة لصرخات مرابطينا في الأقصى، ونطمئنكم بأن العمليات تجري على الأرض كما هو مخطط لها في كل المحاور، ومن ساب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واعتدى على الأقصى سيصله الجواب تباعًا»

رصد لأهم المواقف الدولية من طوفان الأقصى:

1- موقف حكومة كيان الاحتلال: قبل شهر من طوفان الأقصى صرح رئيس وزراء كيان الاحتلال نتياهو في الأمم المتحدة،بأن إبرام اتفاق «سلام تاريخي» مع السعودية، سيكون ذا أهمية كبرى لهم،نظرا لثقل المملكة السياسي والاقتصادي ورمزيتها في العالمين العربي والإسلامي، وهاهو بعد طوفان الأقصى يخرج معلنا عن حرب لحفظ السلام، قائلا: «نحن في حالة حرب، وحماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا على إسرائيل ومواطنيها»

ثم يضيف: «هذا اليوم يوم فارق سيتغير على أساسه الشرق الأوسط»

 ليقرر بعدها الكيان الصهيوني استدعاء 300 ألف جندي احتياط في الجيش استعدادا لتصعيد الصراع مع المقاومة الفلسطينية، كتعبئة للجيش العسكري هي الأكبر في التاريخ.

ثم تبدأ بعدها التحركات الدولية لإنقاذ هذا الكيان من الجحيم المستعر الذي أشعلته المقاومة الفلسطينية ولن تطفئه إلا بعد أن يدرك الصهاينة أنهم إن كانوا شعبا بلا أرض فإن فلسطين أرضا بشعب.

2- موقف الإتحاد الأوروبي: صرح مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي «جوزيب بوريل» بأن الاتحاد الأوروبي سيعقد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية على خلفية التطورات الأخيرة في إسرائيل،كما صرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس بأن مكافحة الإرهاب مهمة مشتركة لنا، ونحن سنواصل تنفيذها مع إسرائيل وشركائنا الدوليين، معربا عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلي.

ومن جهتها دعت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية «آنا بيزونييرو» إلى وقف الإمدادات الأوروبية من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لتمويل الهجوم على إسرائيل جزئيا،مشيرة إلى أن هذه المساعدات موجهة لتغطية الاحتياجات ذات الأولوية للسلطة الفلسطينية،والتي كانت تقدر ب700 مليون دولار.

3- موقف الولايات المتحدة الأمريكية:إن موقف الولايات الأمريكية لا يمكن أن يحيد عن رؤيتها الإستراتيجية في ضرورة الحفاظ على هيمنتها على المنطقة، فبعد الحرب العالمية الثانية، وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي جعلت من الإسلام العدو الذي ينبغي شيطنته، بالدعاية المغرضة أنه أرض الإرهاب ومنبت الخراب، وقد وضح المفكر السياسي الأمريكي صاموئيل هنيتنجتون في كتابه الشهير «صدام الحضارات» بأن الحرب العالمية الثالثة القادمة ستكون بين الحضارة اليهودية المسيحية ضد الائتلاف الإسلامي الكونفيشيوسي، وهي النظرية الصهيونية، التي أعلن عنها تيودور هرتزل حين قال: «إن دولة إسرائيل سوف تكون قلعة متقدمة للحضارة الغربية ضد الهمجية في الشرق».

كما يقول الكاتب ورجل الدين الصهيوني «ليجوفيتش»: «إن قوه القبضة الإسرائيلية تأتي من القفاز الأمريكي الحديدي الذي يغلفه من شلال الدولارات التي تسقط عليها»، ولهذا فمن الطبيعي أن نشاهد اليوم أمريكا وهي تهرول لأجل تقديم المساعدات المالية الضخمة، وترسل حاملة طائرات هجومية بالقرب من دولة الكيان المحتل، وكذا يصرح مسئولوها العسكريون بأنهم سيعجلون بإرسال جميع المساعدات من العتاد والذخيرة.

4- مواقف عربية مخزيــة:عبرت كل من الإمارات والبحرين عن استنكارها لعملية طوفان الأقصى، حيث صرح يائير لبيد رئيس المعارضة الإسرائيلية بأنه تحدث  مع وزير خارجية الإمارات «عبد الله بن زايد»، وأعرب عن تضامنه مع دولة إسرائيل، وشكره على دعمه.

فيما أعربت البحرين عن «استنكارها» إزاء أسر فصائل المقاومة الفلسطينية مدنيين إسرائيليين خلال عملية «طوفان الأقصى»، حيث قالت الخارجية البحرينية في بيان لها: «إن الهجمات التي شنتها حماس تُشكل تصعيداً خطيراً يهدد حياة المدنيين»، معبرة عن أسفها البالغ للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات،وعن تعازيها لأسر الضحايا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل»

وقد علّق القياديّ في حركة حماس إسماعيل هنية على بيان وزارة الخارجيّة البحرينيّة، عبر حسابه في «منصّة إكس» قائلا:

«لم ننتظر من وزير خارجيّة البحرين ووزير خارجيّة دولة خليجيّة أخرى بعينها أقلّ من ذلك،بل لم ولن نستغرب إذا قامت هاتين الدّولتين بدعم قوات الاحتلال أيضًا بالعتاد والسّلاح»، وأضاف: «بعتم عروبتكم وإسلامكم وأنفسكم وكرامتكم،ولم يبقَ فيكم ما يحفظ ماء وجهكم يا حثالة العرب»

أما ملك المغرب فقد أدان الاعتداء على الكيان الصهيوني وطالب بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية .

الأردن : سمح بمرور طائرة عسكرية أمريكية من أجوائه إلى تل أبيب.. ويطالب بالتهدئة

مصر: أغلقت معبر رفح المنفذ الوحيد لغزة.. وتطالب بوقف العمليات العسكرية

لبنان: (رسميا) يطالب بوقف القتال

الجزائر: الموقف المشرف:

كان موقف الجزائر يتوافق مع موقف السواد الأعظم لشعبها،حيث صرحت في بيان لوزارة خارجيتها

بأن الجزائر تجدد قناعتها بأن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني هو لبّ الصراع العربي الإسرائيلي،وأن إنهاء ما ينجر عن هذا الصراع من محن وويلات ومآسٍ، يكمن لا ريب في الاستجابة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بل إن الشعب الجزائري خرج في مظاهرات يدعو إلى فتح باب الجهاد لدعم إخواننا في فلسطين.

فالذين يثبطون الهمم بإحصاء عدد الشهداء الفلسطينيين بعد طوفان الأقصى، نسوا أننا الأمة التي على الحق، وأن المقاومة الفلسطينية لا تقاوم بمرتزقة يحملون السلاح في أيديهم، إنما تقاوم برجال يحملون الموت على أكتافهم، فكم انهارت حضارات كثيرة لأن شعاراتها تخالف الحقيقة التي تحيا بها، والكيان الصهيوني كيان يعرف أنه بذرة تحمل بداخلها عوامل فنائها،فكيف ونحن نسمع ما يقولون عن يقينهم بزوالهم، يزول يقيننا ببقائهم؟

فهذا تصريح للعالم اليهودي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد في حواره لقناه 12 العبرية في يناير  2023 حيث يقول: «نحن قلقون جدا على إسرائيل أكثر مما كان من حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973، وقلقي ليس بشأن مستقبل إسرائيل بل بشأن جوهر الدولة الإسرائيلية، فهذا ليس البلد الذي نشأت فيه،وليس البلد الذي سيرغب أحفادي في العيش فيه، هذه النهاية هذه نهاية الديمقراطية بلا شك».

وهذا عالم اجتماع  صهيوني آخر يستشهد بالآية الثانية من سورة الحشر، وعلى مرأى ومسمع من العالم، حيث قال عن كيانهم الغاشم: هذا ما قاله عنا القرآن قبل 1400 سنة

 وعن دولة إسرائيل: «يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار»، فنحن نخرب بيوتنا بأيدينا الآن، فذهل المذيع وقال انه بهذا الشكل يمكن أن يؤمن بالقرآن الكريم،لأن هذا ما يحصل بالفعل في إسرائيل.

كذلك رئيس حكومة الكيان الصهيوني السابق قال محدرا من انهيار كيانهم في 05 يونيو 2022: «انتبهوا علينا أن نتذكر كيف تفككت دولتنا في التاريخ القديم قبل 2000 عام مرتين بسبب الصراعات الداخلية الأولى، عندما كان عمرها 80 عاما، والثانية عندما كان عمرها 77 عاما ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة، ونقترب من العقد الثامن ونقف جميعا أمام اختبار حقيقي،فهل نتمكن من الحفاظ على دولتنا؟»

كذلك في عدد 2 ابريل 2002 من مجلة نيوزويك تناولت المجلة موضوع بقاء الكيان الصهيوني، متسائلة:

هل ستبقى الدولة اليهودية على قيد الحياة؟ وبأي ثمن وبأي هوية؟

إن هذا الكيان الذي يحاول حمايته الحكام المطبعون، سيذهب هو ومن يحميه،لأنه ولد ميتًا من أول يوم وجد فيه، فما يدعى بالمجتمع الإسرائيلي هو شتات أتى من كل حدب وصوب، تحت مظلة الصهيونية، التي تفتقد إلى أي قومية، فكيف لذاك الشتات أن ينافس صاحب الحق على الحق؟

فكم من حضارات انهارت جميع معالمها،لأنها قامت على  شعارات جوفاء تخالف الحقيقة التي تحيا بها، فكتائب القسام وبقية المقاومة الفلسطينية لا يقاومون بمرتزقة يحملون السلاح في أيديهم، إنما يقاومون برجال يحملون الموت على أكتافهم، إنهم الرجال الذين لا يفزعون من بطش الجبابرة فيستكينون، ولا يغريهم زخرف الحياة فيستلينون، فما الكيان الصهيوني إلا كيان ورقي هش فضح هشاشته طوفان الأقصى الآن، وطوفان الجماهير المعارضة لحكومة نتنياهو من قبل، فذاك الانقسام الذي حصل لا يمكن أن تنهيه مجرد تغطية إعلامية،أو هدنة تأجيلية، فالانفجار الداخلي في الكيان المحتل حاصل لا محالة، ذلك لأنها دولة بلا هوية،تحمل مختلف الأطياف والتوجهات بمختلف التناقضات، كيان أسس على حفنة من العصابات لا مرجعية دستورية لها، ولا تريد سوى المحافظة على حكومتها الشكلية الصورية، ولهذا أراد زعيم عصابتها نتنياهو أن يعطل جميع صلاحيات محكمتها العليا لصالح الكنيست الحكومة التشريعية، لأنه السبيل الذي يحميه من أي نكير يلاحقه،أو نصيح يطارده.

ففي مارس من سنة 2023 أطلق رئيس الموساد السابق تيمير فيردو تحذيرات غير مسبوقة في حدتها على قناة عبرية قائلا: «هناك انكسار كبير جدا بدأ يتغلغل في الداخل الإسرائيلي الآن،وهذا حتى إلى داخل مؤسسة الموساد التي  تحمي أمن إسرائيل»

إضافة إلى مقاطعة الضباط العسكريين للخدمة العسكرية، ودولة الكيان المحتل في الأصل عبارة عن معسكر صغير،جميع أفراده مجندين،حتى الذين هم خارج الخدمة العسكرية.

فهو كيان قد قام على عقيدة مادية خالصة، محرَّف كتابها،فلا ذاكرة لها، إلا ذاكرة مزيفة،فاقدة للجوهر والمعنى الذي لأجله يقاتلون، فكيف وهم لا يذكرون أي علاقة تربطهم بالله عز وجل قد يستوون مع الذين هم إلى ربهم راغبون؟ قال عز وجل: {نسوا الله فأنساهم أنفسهم}

فعلى شعوب الأمة الإسلامية أن تشد الأوصار وتتجاوز الأقطار، فالقضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية المسلمين الذين آمنوا بالله وحده وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله،

فما ضاعت منا القدس إلا في سنة من نوم، حكم علينا فيها صهاينة عرب،فرضينا بما ارتضوا لأربابهم، من غير أن نقطع عليهم أسبابهم، فنكسر الحدود والقيود الجغرافية لنعيد بناء حدودنا التاريخية، فبينما يستجلب الكيان الصهيوني المحتل من كل دولة أصحاب العقيدة اليهودية بمختلف الجوازات الدولية، نحن مازلنا نحتكم للقطرية، بل وحتى في قضيتنا المركزية مازال يتشدق بعض مثقفينا بأن القضية الفلسطينية قضية إنسانية، وقضية حرب كغيرها من الحروب ذات النزعة العنصرية، في حين هي قضية دينية إسلامية،

فعلى كل فرد مسلم نصرة القضية بما يملك، ولا ييأس من فجور بعض الحكام،فالله عز وجل كما جعل في هذه الأمة فجورها قد جعل تقواها،أما أصحاب فكرة السلام مع الصهاينة،فهم واهمون ويرجون منهم ما لا يرجون، يقول مناحيم بيغن (رئيس وزرائهم الأسبق وزعيم الليكود) في كتاب «التمرد»: «أيها الإسرائيليون، يجب ألا تأخذكم شفقة وأنتم تقتلون عدوكم،يجب أن تقضوا عليهم حتى ندمر ما يسمى بحضارة العرب التي سوف نشيد على أنقاضها حضارتنا لن يكون لإسرائيل سلام ولا للعرب ما لم نحرر وطننا بأكمله حتى لو وقعنا معاهدة صلح فالأسلحة العبرية هي التي ستقرر حدود الدولة العبرية، إن الحل الأخلاقي الأمثل هو تفريغ الأرض من العرب بكل الوسائل».

فقوموا للجهاد إما بنصر أو استشهاد،قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.

بادية شكاط كاتبة في الفكر والسياسة وقضايا الأمة

أمين عام منظمة إعلاميون حول العالم الدولية بالنمسا

Please follow and like us:
بادية شكاط
كاتبة جزائرية، وأمين عام منظمة إعلاميون حول العالم الدولية بالنمسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب