
قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني إن إيران دولة مهمة في المنطقة ولا نرغب مطلقا في أن تكون لدينا أية مشاكل معها، وينبغي أن تقوم العلاقة الموجودة على أساس الاحترام المتبادل، مؤكدا أن إقليم كردستان لا يرغب في أن يكون طرفاً في أي صراع بين إيران وأطراف أخرى.
بارزانى : ايران دولة مهمة فى المنطقة ولانرغب فى أن تكون لدينا معها مشاكل
وأشار بارازني في حوار مع شبكة إعلام كردستان، مساء الخميس، إلى أنه ليس مسموحاً لأي طرف بالتدخل في شؤون كردستان الداخلية، موضحا أن التغيير في سوريا شكّل تحوّلاً كبيراً ونقطة فاصلة في تاريخ المنطقة، و أن الإدارة الجديدة بسوريا تريد الوصول إلى صيغة تفاهم مع الكرد. ونوه بارزاني إلى أن علاقات إقليم كردستان مع الولايات المتحدة الأمريكية “جيدة” معرباً عن أمله في أن تصبح أفضل، وعن إيمانه “الثابت” بأن حق تقرير المصير هو حق طبيعي للكرد وأي شعب آخر.
ولفت بارزاني إلى أن الحلفاء في معاهدة سيفر منحوا حق تقرير المصير للشعب الكردي، لكنهم تراجعوا بعد ذلك في معاهدة لوزان، وذلك التقسيم ترك للكرد واقعا مريرا تغييره ليس أمرا يسيرا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الشعب الكردي من حقوقه.
وأشار بارزاني إلى أن التغيير الذي طرأ على سوريا كان متوقعا، لكن ليس بهذه السرعة والكيفية، وشكّل تحوّلا كبيرا ونقطة فاصلة في تاريخ المنطقة، مردفا “جميعنا يعرف خلفيات القيادة الجديدة، ولكن بعد توليهم الحكم بعثوا إلينا برسائل إيجابية، ورغم غياب الاتصال المباشر بيننا حتى الآن إلا أن هناك تواصلا غير مباشر، إنهم يرغبون في إحلال السلام، يرغبون في منع القتال والوصول إلى صيغة تفاهم مع الكرد، وعلى هذا الأساس حاولنا مع الكرد هناك أن يكون لهم جميعاً موقفاً ورؤية موحدة بشأن مطالبهم من الحكومة الجديدة، ومنذ بضعة أيام، في الـ26 من هذا الشهر تم عقد مؤتمر في القامشلي اتفق فيه الكرد على توحيد موقفهم والتوجه إلى دمشق، ونحن ندعم ذلك من أجل حل المشاكل بصورة سلمية”.
بارزانى : لدى اطلاع واسع على الملف النووى الايرانى
وأكد بارزاني أنه ليس لديه إطلاع واسع على موضوع الملف النووي الإيراني ، لكنه يؤيد الحوار كوسيلة لحل المشكلات سواء كانت تتعلق بالملف النووي أو بأي قضية أخرى، موضحا” نُشدّد على ضرورة عدم إبرام أي اتفاق ينطوي على المتاجرة بأشخاص آخرين”. وأكد بارزاني أنه لولا تدخل أمريكا عام 1991 لما أُتيحت لكردستان فرصة إعمار الإقليم استنشاق أهله نسيم الحرية، بعدما أقامت المنطقة الآمنة مع حلفائها، كما دعمت الحرب ضد داعش، ما مكّن قوات البيشمركة من تحطيم أسطورة التنظيم، وتلك العلاقة الجيدة مع واشنطن تطورت، ونأمل أن تصبح أفضل.
بارزانى عن ترامب : لم أقابله واسلوبه مختلف عن باقى رؤساء أمريكا
وحول انطباعه عن الرئيس الأمريكي قال بارزاني: لم ألتق بـ ترامب، ولكن بالتأكيد أسلوب عمله يختلف عن الرؤساء الذين سبقوه، ونتمنى له النجاح، كما نتمنى النجاح للشعب الأمريكي، موضحا “في الحقيقة بعض تصرفاته تعجبني، رغم أنني لا أرغب بالخوض في هذه التفاصيل لكنه اتخذ بعض القرارات التي أؤيدها، وأعتقد أنها كانت في محلها”. وحول دور فريق التفاوض الأمريكي مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة، قال بارزاني “ما يمكن لأمريكا أن تفعله، لا يستطيع أي طرف آخر فعله على مستوى العالم بأسره لأن هذه الحروب والأوضاع مأساة، فإذا لم تتمكن أمريكا من حلها، لا أعتقد أنه بإمكان أي طرف آخر إيجاد حلول سلمية للمنطقة، نحن سعداء ونؤيد ذلك لأنها خطوة تفضي إلى حل سلمي” .
بارزانى : عانينا فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى كثيرا
واستذكر بارزاني” في السبعينات والثمانينات لم يبق شيء لم يرتكبه النظام العراقي ضد شعب كردستان.. في الأنفال، لدينا 180 ألف شخص مغيب خلال تلك العمليات، في القصف الكيمياوي وخلال بضعة ثواني استشهد 5 آلاف شخص بينهم أطفال ونساء في حلبجة.. ليس في حلبجة فحسب بل تعرضت معظم مناطق كردستان للقصف الكيمياوي، لكن في حلبجة كانت الخسارة كبيرة جدا في مكان واحد وقبل كل هذا، الفيليون ولأنهم كرد تم تغييب 12 ألف شاب منهم، من عشيرة بارزان، تم تغييب ثمانية آلاف شخص، المجموع من جميع أنحاء كردستان تغييب 180 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. وفي انتفاضة 1991 وبعد هزيمة النظام العراقي في حرب الكويت لم يلجأ شعب كردستان إلى الانتقام بل على العكس تماما تم إطلاق سراح كل أولئك العساكر الذين نفذوا تلك الجرائم”. وأكد أن شعب كردستان وحكومة الإقليم، بذلوا جهدا في إعمار البلد، بعد عقود من تدمير 4.500 قرية في كردستان و تهجير سكانها قسرا على يد النظام، أحيانا، والآن تلك المناطق لا يمكن للإنسان أن يتصور كيف تم إعادة إعمارها.
بارزانى : نمتلك بلدا غنيا جدا
وقال بارزاني : نمتلك بلدا غنيا جدا، لكن لم تتح لنا الفرصة للاستفادة من غناه، فالعراق يعتمد على نفط كركوك وهو نفط كردستان، منذ تأسيس الدولة لم نرَ خيرا من هذا النفط كان يتحول إلى مال ويشترى به القنابل والطائرات والدبابات لضربنا، والآن، وبعد سقوط النظام في 2003 أتيحت فرصة ذهبية لكل العراق وتوجهنا بكل قوة إلى بغداد وبقرار من برلمان الإقليم لنؤسس عراقا جديدا طبعا بمساعدة أمريكا والحلفاء والأصدقاء، حتى وصلنا إلى مرحلة الدستور عام 2005.. لا أقول دستور كامل ولكن، كان مناسبا لتلك المرحلة وللوقت الحالي أيضا فيما لو تم الإلتزام به، ولكن للأسف لم يتم الإلتزام به. ونوه إلى أن شرط تقدم أي شعب هو العلم، ولا يمكن أن يزدهر من دون تربية ومن دون مدرسة و جامعة، وحتى إبان ثورة أيلول كان تعليم الأطفال متواصلاً حتى من داخل الكهوف،فالشعب المتعلّم قادر على التقدّم، أما الجاهل فيبقى متخلفا. ولفت إلى أن الكرد لم تُتح لهم الفرصة للعمل بحرية في مجالات السياسة والتجارة وغيرهما فاتجهوا بقوة نحو الثقافة، وهم أصحاب ثقافة غنية خاصة بهم، وإيماني ثابت لا يتغير بأن حق تقرير المصير هو حق طبيعي للكرد، كما هو حق لأي شعب آخر.