وافقت اللجنة العليا لخطة العمل الوطنية، برئاسة رئيس الوزراء شهباز شريف، على “عملية عزم الاستحكام” للقضاء على الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء البلاد.
القضاء على الإرهاب
وضم الاجتماع، الذي عقد في إسلام آباد يوم السبت، أعضاء رئيسيين في الحكومة الفيدرالية مثل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير المالية ووزير القانون ووزير الإعلام.
وحضر أيضًا رؤساء الوزراء من جميع المقاطعات وجيلجيت بالتستان، ورؤساء الخدمات، وكبار أمناء المقاطعات، وغيرهم من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين ومسؤولي إنفاذ القانون.
وأجرى المنتدى مراجعة شاملة لحملة مكافحة الإرهاب الجارية والوضع الأمني الداخلي. وبحثت التقدم المحرز في المبادئ المتعددة المجالات لخطة العمل الوطنية وسلطت الضوء على المجالات التي كان هناك نقص في تنفيذها. وتم التركيز على معالجة أوجه القصور هذه كأولوية.
وشدد الاجتماع على الحاجة إلى استراتيجية ديناميكية جديدة لمكافحة الإرهاب تقوم على التوافق الوطني والتنسيق المنهجي الواسع النطاق. وافق رئيس الوزراء شهباز على إعادة تنشيط الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب من خلال إطلاق عملية عزم الاستحكم، التي ترمز إلى التصميم الوطني بتوافق آراء جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك مقاطعات جيلجيت بالتستان وأزاد جامو وكشمير.
عملية عزم الاستحكام
وتهدف عملية عزم الاستحكام إلى القضاء على التطرف والإرهاب بشكل حاسم وشامل. وسوف تقوم بتنسيق ومواءمة الجهود عبر جبهات متعددة لمواجهة التهديدات، مع تكثيف الجهود للحد من الأنشطة الإرهابية من خلال التعاون الإقليمي في المجالين السياسي والدبلوماسي.
وستعزز العملية الجهود المتجددة والحثيثة التي تبذلها القوات المسلحة بدعم كامل من جميع وكالات إنفاذ القانون. وسيتم سن تشريعات فعالة لسد الثغرات القانونية التي تعيق محاكمة القضايا المتعلقة بالإرهاب، وضمان فرض عقوبات نموذجية على الجناة.
النزاعات المتطرفة
وسيتم استكمال هذه الحملة بتدابير اجتماعية واقتصادية تهدف إلى معالجة المخاوف الحقيقية للسكان وتهيئة بيئة لا تشجع النزاعات المتطرفة.
وأكد المنتدى مجددا أن الحرب ضد التطرف والإرهاب هي معركة باكستان الخاصة، وهي معركة حاسمة لبقاء الأمة ورفاهيتها. وتقرر عدم السماح لأحد بالطعن في سلطة الدولة دون عواقب.
كما استعرض المنتدى التدابير اللازمة لضمان الأمن المضمون للمواطنين الصينيين في باكستان. وبعد موافقة رئيس الوزراء، تم إصدار إجراءات التشغيل القياسية الجديدة (SOPs) لتعزيز الإطار الأمني للمواطنين الصينيين في البلاد.
من ناحيته صرح رئيس الوزراء شهباز شريف اليوم السبت أن مكافحة الإرهاب هي مسؤولية مشتركة بين جميع الحكومات والمؤسسات الفيدرالية والإقليمية. وشدد على الحاجة إلى نهج جماعي ومنسق للقضاء على هذا الخطر في البلاد.
وقال رئيس الوزراء خلال مخاطبته اجتماع اللجنة العليا لخطة العمل الوطنية: “إنها مسؤولية مشتركة علينا جميعا أن نفرض مساءلة الدولة بشكل كامل ودون استثناء”.
وحضر اللقاء رؤساء وزراء جميع المحافظات والوزراء الاتحاديون وكبار الضباط العسكريين.
وأشار رئيس الوزراء شهباز إلى أن الإرهاب ابتليت به باكستان لأكثر من عقدين ونصف. ووصف المشكلة بأنها معقدة، حيث توجد علاقة مميتة بين الإرهاب والجريمة وتهريب المخدرات والتطرف والكراهية الدينية.
الاستقرار وسيادة القانون
وشدد على أن الاستقرار وسيادة القانون ضروريان للتنمية المستدامة في باكستان. وأضاف: “الدولة الناعمة لا يمكن أن تحظى بثقة المستثمرين، ولا يمكن تصور اقتصاد سليم وقوي في بلد يعاني من عدم الاستقرار والإرهاب”.
وانتقد رئيس الوزراء ميل الحكومات والمؤسسات الإقليمية إلى الاعتماد فقط على القوات المسلحة الباكستانية لمحاربة الإرهاب، وإعفاء نفسها من المسؤولية. وحذر من أن هذا الاتجاه لن يساعد في استئصال الإرهاب بشكل كامل من البلاد.
ودعا رئيس مجلس الدولة جميع وكالات إنفاذ القانون والوزارات والحكومات الفيدرالية وحكومات المقاطعات إلى العمل معًا للقضاء على الإرهاب. وأشار إلى أنه بعد التعديل الثامن عشر للدستور، أصبح لدى حكومات المقاطعات الآن موارد كبيرة ودور حاسم في هذا الجهد.
طريق السلام والازدهار
وأضاف رئيس الوزراء: “نحن بحاجة إلى الانسجام بين جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك القادة السياسيين والدينيين، لوضع البلاد على طريق السلام والازدهار”.
وحث شهباز الزعماء السياسيين والدينيين على أن يكونوا واضحين بشأن أن الحرب ضد الإرهاب أمر بالغ الأهمية لحماية مستقبل الأجيال الباكستانية.
وقال: “بغض النظر عن كافة الخلافات، يجب أن نتحمل هذه المسؤولية وندعم قواتنا المسلحة”، مضيفا أن “إلقاء المسؤولية على مؤسسة واحدة فقط سيكون خطأ فادحا”.
وشدد أيضًا على أهمية الدبلوماسية النشطة لاتخاذ إجراءات ضد العناصر الإرهابية خارج باكستان.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة اتخاذ إجراءات تشريعية لتمكين وكالات إنفاذ القانون، وتحديد الثغرات القانونية القائمة باعتبارها عقبة رئيسية أمام عمليات مكافحة الإرهاب الفعالة. وأكد للجيش الباكستاني ووزارة الداخلية تقديم كافة الموارد والدعم الممكنين في الحرب ضد الإرهاب.
العلاقات الباكستانية الصينية
ورفض رئيس الوزراء شهباز الحملة المستمرة ضد العلاقات الباكستانية الصينية ووصفها بأنها جهود خبيثة لا أساس لها من الصحة على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد. وأشار إلى أن القيادة الصينية تصدت لهذه الحملة من خلال تصريحاتها، مما يدل على الأهمية التي توليها لعلاقتها مع باكستان حسب وكالة منبر