في ظل الكارثة الطبيعية التي تضرب خيبر باختونخوا والمناطق المجاورة لها، ترأس رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف اجتماعًا طارئًا في إسلام آباد لمراجعة جهود الإغاثة الجارية.
وخلال الاجتماع، أعلن شهباز شريف عن خطوة رمزية وإنسانية تمثلت في تبرع مجلس الوزراء الفيدرالي براتب شهر واحد لصالح المتضررين من الفيضانات، مؤكّدًا أن هذه اللحظة تستدعي تضامنًا وطنيًا يتجاوز حدود السياسة والانتماءات.
شدد رئيس الوزراء على أن الحكومة الفيدرالية ستقف بكل ثقلها إلى جانب المجتمعات المنكوبة، متعهّدًا بتقديم مساعدات مالية مباشرة للأسر التي فقدت ذويها أو تضررت ممتلكاتها، ضمن حزمة إغاثة شاملة.
كما أوكل الإشراف على عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل في كشمير وجيلجيت بالتستان للمهندس أمير مقام، وأمر الوزراء الفيدراليين بزيارة المناطق المتضررة شخصيًا ومتابعة إعادة الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والطرق.
في خطابه، أرسل شهباز شريف رسالة واضحة مفادها أن لا فرق بين حكومة فيدرالية أو إقليمية أمام هذه المأساة، مشددًا على أن إنقاذ الأرواح ومساعدة المتضررين هي واجب وطني مقدّس.
ووجّه أوامر عاجلة للهيئة الوطنية للطرق السريعة بفتح الطرق دون تمييز، ولوزارة الطاقة باستعادة التيار الكهربائي، فيما دعا وزير الصحة إلى إرسال فرق طبية ومعسكرات علاجية عاجلة. كما أصرّ على أن يبقى الوزراء في الميدان حتى يحصل آخر متضرر على المساعدة.
الاجتماع قدّم صورة شاملة عن حجم الدمار، حيث أشارت التقارير إلى أن الخسائر الأولية تجاوزت 126 مليون روبية، وأن الحكومة بالتعاون مع الجيش الباكستاني أقامت أكثر من 456 مخيمًا للإغاثة
ونفّذت 400 عملية إنقاذ حتى الآن. كما يجري إرسال قوافل إغاثية محمّلة بالمواد الغذائية والأدوية والخيام، مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر تضررًا.
وفي ختام اللقاء، وقف الحاضرون دقيقة دعاء للمتوفين، متمنين الشفاء العاجل للمصابين. غير أن التحذيرات لم تغب عن المشهد؛ فقد نُبّه المجتمعون إلى أن موسم الأمطار الموسمية سيستمر حتى أواخر سبتمبر، ما يضع الحكومة أمام تحديات جديدة تتطلب سرعة في التحرك واستمرارية في الدعم.