في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، شهدت العلاقات بين باكستان وبنجلاديش دفعة جديدة بعدما اتفق البلدان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لتعزيز التناغم بين الأديان.
الاجتماع الذي جمع وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان الباكستاني سردار محمد يوسف مع وفد بنجلاديشي برئاسة مستشار الشؤون الدينية خالد حسين، جاء ليؤكد أن الدبلوماسية الدينية قادرة على لعب دور مهم في تقريب وجهات النظر وفتح آفاق تعاون أوسع بين الدولتين.
في حديثه، شدد سردار محمد يوسف على أن العلاقات بين باكستان وبنجلاديش ليست مجرد تعاون سياسي أو اقتصادي، بل هي علاقات متجذرة في التاريخ الإسلامي المشترك والتقاليد الاجتماعية والقيم الثقافية التي جمعت الشعبين على مدار قرون.
واقترح في هذا السياق تبادل الزيارات بين العلماء وطلاب المدارس الدينية، باعتبار أن التواصل المباشر بين المؤسسات التعليمية والدينية يعزز مناخ التفاهم ويحارب الصور النمطية.
أما الوفد البنجلاديشي، فقد أبدى حرصًا واضحًا على دعم هذا التوجه، مؤكّدًا أن وزارتي الشؤون الدينية في البلدين ستعملان بشكل متواصل لإطلاق مشاريع مشتركة تخدم الوئام بين الأديان والتقريب بين المذاهب.
ولم يفت الوفد التعبير عن التضامن مع الشعب الباكستاني عقب الخسائر البشرية والمادية التي تسببت فيها الفيضانات مؤخرًا، في إشارة إلى عمق الروابط الإنسانية التي تتجاوز الجانب الرسمي.
هذا اللقاء لا يُنظر إليه فقط كبادرة ثنائية، بل يحمل أبعادًا إقليمية مهمة، إذ يؤكد أن التعاون بين باكستان وبنجلاديش في الجانب الديني والثقافي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الاستقرار في جنوب آسيا، ويعطي نموذجًا عمليًا في توظيف الدين كجسر للتقارب بدلًا من أن يكون سببًا للخلاف.