الأمة| شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس الجمعة سلسلة من الانتهاكات والتعديات والقمع من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين الأمر الذي فاق الحدود.
هذه الاعتداءات والجرائم جزء من منظومة عمل رسمية متناغمة تتابع تعدي ميليشيات المستوطنين لتهجير الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، في توزيع واضح للأدوار بين المستوى السياسي والعسكري لهذا الكيان الغالب بهدف توسيع السيطرة ووضع اليد على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية.
هذا فقد واصل جنود الاحتلال الصهيوني والمستوطنون، أمس الجمعة، عدوانهم على شعبنا ومقدساته وممتلكاته، حيث ارتقى شهيدان أحدهما برصاص المستوطنين، وأصيب مواطنون بينهم رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان مؤيد شعبان خلال قمع مسيرات مناهضة للاستيطان، فيما اعتقل الاحتلال 5 شبان بينهم أسير محرر، وأصيب طفل دهسه مستوطن وأقدم آخرون على إعادة نصب خيمة استيطانية.
وفي شرق رام الله استشهد الشاب قصي جمال معطان (19 عاما)، برصاص مستوطنين، خلال هجوم نفذوه على قرية برقة حيث اقتحموا مناطق في النواحي الغربية والشمالية الغربية من برقة، فهب أهالي القرية للدفاع عن أرضهم ما أدى لاندلاع مواجهات، أصيب خلالها الشاب معطان بالرصاص الحي، حيث وصفت جروحه بالخطيرة، إلى جانب اثنين آخرين أصيبا بالحجارة، فيما تعرضت مركبتان للحرق.
واستشهد الشاب محمود أبو سعن (18 عاما)، برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة طولكرم ومخيمها.
وأعلن الأطباء في مستشفى ثابت الحكومي، ارتقاء أبو سعن متأثراً بإصابته برصاصة في رأسه أطلقها جنود الاحتلال عليه من مسافة صفر.
وفي شرق قلقيلة أصيب مواطنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال، عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، في بلدة كفر قدوم.
وأصيب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، برضوض في منطقة البطن والصدر، إثر اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب، في بلدة دير استيا، غرب سلفيت، خلال مسيرة انطلقت احتجاجاً على البؤرة الاستيطانية الجديدة التي يحاول المستوطنون إقامتها، في منطقة القعدة شمال البلدة.
وفي جنوب الخليل أصيب كذلك مواطن وزوجته برضوض وكسور، إثر اعتداء جنود الاحتلال عليهما بالضرب، في مسافر يطا.
كما أصيب الطفل جود الفاخوري (4 سنوات)، برضوض وكسور في قدمه، جراء دعسه من قبل مستوطن في منطقة تل الرميدة، بمدينة الخليل.
وسجلت إصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال، مسيرة بيت دجن الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق نابلس.
وأصيب عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز السام، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شهدتها بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال، الأسير المحرر موسى زهران، والمواطن أحمد أبو عيد، من بلدة بدو، شمال غرب القدس المحتلة.
ومن بلدة العيزرية، جنوب شرق القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمود ضراغمة.
واعتقلت قوات الاحتلال، المواطن محمد إبراهيم العصيص، بعد اقتحام منزله في قرية السموع، جنوب الخليل.
كما اعتقل الاحتلال، الشاب آدم هشام طافش، من مخيم العروب شمال الخليل عقب مداهمة منزله.
وفي السياق ذاته وعلي جانب آخر أعاد مستوطنون نصب خيمة في الأرض التي تقع بين بلدة كفر اللبد وخربة الحفاصي وضاحية ذنابة شرق طولكرم، والتي أزالها المواطنون أمس.
وقالت مصادر محلية لوكالة وفا، إن مجموعة من مستوطني مستوطنة “أفني حيفتس”، وبحراسة جنود الاحتلال نصبوا خيمة في نفس المكان، الذي تمكن فيه أهالي البلدة وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان يوم أمس الخميس من إزالة وحرق خيمة مماثلة كانت بمثابة بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون قبل 20 يوما.
هذا وقد أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اعتداءات وجرائم ميليشيات المستوطنين الإرهابية المنظمة والمسلحة، ضد المواطنين الفلسطينيين العزل في قرية برقة شرق رام الله، والتي أدت إلى استشهاد الشاب قصي معطان (19 عاما) برصاص مستوطن، وإصابة آخرين وكذلك احراق مركبتين.
وأوضحت الخارجية في بيان صدر عنها، مساء أمس الجمعة، أن مرور عمليات الحرق السابقة دون عقاب حقيقي، أكانت عملية حرق الطفل أبو خضير أو عائلة دوابشة، وحوارة، وأم صفا، وترمسعيا، وبورين وغيرها، حفز المستوطنين على اقتراف المزيد من هذه الجرائم، وبتحريض مباشر من وزراء حكومة نتنياهو أمثال بن غفير وسموتريتش واتباعهما.
وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات والجرائم جزء من منظومة عمل رسمية متكاملة تشرف على توظيف ميليشيات المستوطنين لتهجير الفلسطينيين وسرقة أراضيهم، في توزيع واضح للأدوار بين المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال، وبين الجمعيات الاستيطانية والمنظمات التخريبية اليهودية، بهدف توسيع السيطرة ووضع اليد على مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية وبشكل خاص في المناطق (ج)، عبر إقامة بؤر استيطانية جديدة وفرض أمر واقع عبر الترهيب بقوة الاحتلال، بهدف تحقيق المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري في ضم الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وحذرت الخارجية من تداعيات ونتائج تلك الاعتداءات والجرائم على الاوضاع برمتها، محملة حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الإعتداءات، مطالبة جميع الجهات الإقليمية والدولية بتحمل مسؤولياتها والقيام بما يتطلبه منها القانون الدولي في حماية الشعب الفلسطيني.
وأكدت أنها تتابع انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه مع الدول والجهات الدولية كافة، وخاصة مع المحكمة الجنائية الدولية بهدف فضح الاحتلال وجرائمه، وصولا إلى تحقيق دولي جدي في تلك الجرائم ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وعناصر المستوطنين الارهابية.