قالوا وقلنا

بايدن: إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي!

 كتبت: خديجة محمد

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «إنّ إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بقصفها العشوائي لغزة» والذي راح ضحيته آلاف الفلسطينيين أغلبهم من الأطفال والنساء جاء هذا في فعالية لجمع التمويل لحملته الانتخابية اليوم الثلاثاء في واشنطن.

كما طالب الرئيس بايدن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بتغيير حكومته المتشددة.

ونحن نقول:

بالتأكيد سيفقد الصهاينة دعم المجتمع الدولي في ظل الجرائم اليومية التي يقوم بها جهاراً نهاراً أمام الشاشات دون حسيب ولا رقيب، وهذا كله بفضل دعمكم غير المحدود لهذا الكيان الذي زرعتموه خنجراً مسموماً في صدر الأمة الإسلامية، وتاريخ دعمكم الطويل حافل بكل أنواع الدعم السياسي والعسكري والدبلوماسي والمادي والتكنولوجي.

وجاء في أبز تصريحات الرئيس الأمريكي الموقف الواضح مما يجري في غزة قوله إننا «سنواصل دعم إسرائيل عسكرياً حتى تتخلّص من حماس»

وأشار بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة إلى أن هدف الولايات المتحدة يبقى ذاته ولا يتغير، وهو “إنهاء هذا النزاع الرهيب بأسرع ما يمكن مع الوقوف إلى جانب حق وواجب إسرائيل، بالتوافق مع القانون الإنساني الدولي، لضمان منع تكرار الهجوم الإرهابي على غرار ما حدث في 7 أكتوبر”

وفي تصريح للمتحدّث باسم البيت الأبيض (جون كيربي) في رده على حقيقة التقارير التي تشير إلى استخدام الكيان للفسفور الأبيض وفقاً لتقارير مقدمة لهم:

«طالعنا التقارير. وبالتأكيد نشعر بالقلق من هذا. سنطرح أسئلة في محاولة لمعرفة مزيد»

وقال كيربي إن الفوسفور الأبيض له «استخدام عسكري مشروع» يتمثل في الإضاءة وإنتاج الدخان لإخفاء التحركات.

وأضاف «من الواضح أنه حين نقدم مواد مثل الفوسفور الأبيض لجيش آخر، نتوقع بشكل كامل أنها ستستخدم وفق هذه الأغراض المشروعة، وبما يتفق مع قوانين الصراع المسلح»!

سيد بايدن نحن نتهمك مباشرةً أنت وإدارتك بأنّك شريك كامل في تمويل الجريمة ضد الإنسانية والإبادة العرقية في غزة ونظامك قبل أيام فقط، والفيتو الأميركي أمام العالم يعرقل كل الجهود الأممية لوقف الحرب باستخدام نفوذكم وبتبرير العدوان، وبكذبك على المقاومة بشأن قتل الأطفال وقطع رؤوسهم واغتصاب النساء.

والآن تخفف من لهجتك فقط مراعاة لشؤون انتخابية وتكتفي بالتصريح فقط، ودون أي أثر عملي وواقعي ملموس لمنع المجازر أو لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية.

وليس هذا بجديد على رؤساء أمريكا في كل الإدارات ولا فرق بين جمهوريين كبوش وابنه وترامب أو ديمقراطيين ككلينتون وأوباما وبايدن فكلهم فعلوا نفس الجرائم وبنفس التواطؤ.

تاريخ الدعم الأميركي للكيان الغاصب

منذ عام 1958 بدأت إسرائيل بتلقي مساعدات أمنية وعسكرية من الولايات المتحدة أصبحت ‏دائمة بعد حرب 1967، ورأت الإدارات الأميركية المتعاقبة في الكيان حليفاً استراتيجياً يمكن الاعتماد عليه في مواجهة السوفييت وحلفائهم من القوميين والثوريين العرب، وزادت أهمية إسرائيل بعد انتصارها على العرب عام 1967م

 إذ ترسخّت رؤية أميركا للكيان بوصفه شريكاً يمكنها الاعتماد عليه في حماية مصالحها وإضعاف النفوذ السوفيتي في منطقة الشرق الأوسط، فأصبحت المنطقة أحد أهم مسارح الصراع الأميركي السوفيتي، وتزامن ذلك مع ظهور النفط، ودخول شركات النفط الأميركية إلى الوطن العربي، إذ أصبحت تتصرف في أكثر من ثلثي النفط العربي المعروض في الأسواق العالمية وحتى الآن هذا الصراع قائم ومستمر بين أميركا وروسيا والصين.

ويبرز دور اللوبي الصهيوني الاقتصادي جلياً في المحافظة على التأييد الأميركي لإسرائيل في المستويات كافة: العسكرية والسياسية والدبلوماسية، وكذلك في الأوقات الحرجة من خلال الضغط على صنّاع القرار الأميركي لدعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها وتقديم مصلحتها في المنطقة من خلال توالي استخدامها للفيتو لدعم الكيان على مدى عقود، حتى بلغ عدد مرات استخدام الفيتو الأميركي لصالح دولة الاحتلال 45 مرة من عام 1972 حتى عام 2023.

ومعظم المساعدات الأميركية لإسرائيل تذهب إلى القطاع العسكري، وقد بلغ حجم المساعدات الأميركية العسكرية لإسرائيل فيما بين عامي 1946 و2023، بحسب التقديرات الأميركية الرسمية، نحو 114.4 مليار دولار، إضافة إلى نحو 9.9 مليارات دولار للدفاع الصاروخ بحسب موقع الجزيرة.

تصريحات للحملة الانتخابية:

من الواضح أن الرئيس بايدن بدأ يستعد للحملة الانتخابية المقبلة، ولذلك جاءت هذه التصريحات لذر الرماد في العيون ولتلطيف الأجواء الانتخابية القادمة حيث جاء التصريح بالتزامن مع موافقة الأمم المتحدة على طلب وقف إطلاق نار فوري صوتت عليه 153دولة. 

وفي ظل تصاعد النداءات الشعبية العالمية والإسلامية بوقف العدوان الصهيوني على غزة والذي نجم عنه إضراب يوم الاثنين11/ 12 الشهر الجاري.

وهذا كله لا يصب في مصلحة الرئيس الحالي وربما يحرمه من الأصوات الانتخابية القادمة، لكن هذا لا يعني أبداً أن تتخلى أميركا عن الكيان الصهيوني، إذ تربطهما علاقات وثيقة ومصالح مشتركة وتاريخ مشترك فدولة الاحتلال قيامها ووجودها يشبه تاريخ قيام الدولة الأميركية بعد إبادة الهنود الحمر واعتبار الأرض بدون شعب كما تدعي حكومة الاحتلال عن أرض فلسطين تماماً، وبإيماننا المطلق بوعد الله الحق في كتابه العزيز ننتظر نصراً مهما طال أمده ومهما قدّمنا له الشهداء..

{(وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِينَ (*) إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ (*) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ (*)} الصافات من 117إلى 173.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى