“بربكِ أرضَ غزّةَ خبّرينا”.. شعر: هلال علي
بربك أرضَ غزةَ خبّرينا = عن الأهل الكرام الصامدينا
عن الأحباب تحت القصف باتوا = لربٍّ واحدٍ متضرعينا
وعن أهوال ضربٍ مستمرٍّ = وكم بتُّم له مترقبينا
ومن جزعوا فبالله اعتصامٌ = فليس يُرَوْا سوى متصبرينا
وعن أمّ الشهيد استقبلته = تزغرد ربنا إنا رضينا
تقول لقد نذرتك يا ضنايا = فداء الأقصى عز المسلمينا
وإني قد ائتمنتك يا بنيّ = على وطني فكنتَ له الأمينا
هنيئا بالشهادة يا حبيبي = إلى الفردوس ركب السابقينا
وتلك الأم تمضي ودَّعتْنا = و قد تركت وصيتها الجنينا
وأخرى ودَّعت بنتا تنادي = أُوَاهٌ فلذةَ الكبد الحنونا
وعن تلك النساء الفاضلات = على جمر الغضا متحملينا
يَعِشنَ بلوعةِ الأكباد حَرَّي = ويكتُمنَ الأسَي مُتصَبِّرينا
وكم من أسرة في الهدم ترقى = جميعا للعلا متعانقينا
فما تركوا لنا أحدا ليلقى = عزاءً أو يظلَّ هو الحزينا
فيا ربِّي تقبلهم جميعا = وبعضهمو لبعض شافعينا
أبٌ .. أمٌّ .. وأطفال صغارٌ= شهودا عند رب العالمينا
بأن القصف يقتل أبرياء = بعمدٍ ذاك دأب المجرمينا
وعن تلك المشافي قد مُلِئن = دماءً بالضحايا الغارقينا
بها الطرقات والردهات ضجّت = قد اشتعلت صراخا أو أنينا
صراخ الطفل يدمي كل قلب = فما ذنب الصغار الطاهرينا
جراحاً أو جروحاً نافذات = وهرولة الكرام المسعفينا
* * *=* * *
ورغم القصف قد تجد الصبايا = مع الأطفال ليسوا عابئينا
فقد ورثوا الشجاعة و الصمود = عن الآباء نعم الأكرمينا
وتسمع بعضهم في الليل يشدو = بألسنة الصغار مسبحينا
فذكر الله يغلب كلَّ قصفٍ = به لهج الصغار مهللينا
صغار السن لكن أقوياء = عزائمهم شداد لن تلينا
جهادٌ فانتصارٌ أو نكونُ = بالاستشهاد نحن الفائزينا
تيقّنّا بأن النصر آتٍ = صمودكمو به زدنا يقينا
* * *=* * *
بربك أرضَ غزةَ خبرينا = ألا عذرٌ لنا كي تعذرينا
وددنا لو أتيناكم نكون = بجانبكم نصد المعتدينا
ولكن أُغلقت تلك الحدود = بأمر ولاتنا المتصهينينا
حدود الطوق حولك أغلقوها = وكانوا للقضية بائعينا
غدا سنحرر الأقصى و لكن = بطردٍ للولاة المفسدينا
وفي الدنيا قصاص العدل يأتي = عقاباً رادعاً للظالمينا
فعذرا أهل غزة ثم عذرا = لما تلقين من متخاذلينا
* * *=* * *
بربك أرض غزة خبرينا = عن الأبطال تقتحم الحصونا
على الثكنات قد هبطوا خفافا = وكانوا للعدو مصبحينا
وفي يُسرٍ قد انقضّوا عليهم = أسودا أو نسورا كاسرينا
فمِن ذعرٍ قد ابتلت ثيابٌ = وفورا أذعنوا مستسلمينا
وقد سيقوا غنائم للأسود = أساري في القيود مجندلينا
وأفراحٌ بغزة في ابتهاجٍ = قنصنا اليوم ذا الصيد الثمينا
هجومٌ خاطفٌ شلَّ الأعادي = بفضل الله رب العالمينا
وكان البعض يعجب في ذهولٍ = يقول بدهشة متسائلينا
أكانت نزهةً أم كان “بَبْجي” ؟ = به للحرب نبتكر الفنونا ؟
حماكم ربنا ” قَسِّامُ ” دوماً = إلى عقر العدو مبادرينا
وعاشت رأس حربتنا حماسٌ = ومن معها كراما صامدينا
* * *=* * *
وقال المجرمون لسوف نأتي = بغزو البر نأتي زاحفينا
فقال الأُسد يا أهلا وسهلا = هنا الضيف يقول تشرفونا
ليرجعَ من سيرجعُ إن أتيتم = معاقا أو جريحا أو دفينا
ومن يبقى هم الأسري ضيوف = على الضيف وغيرُ مُكرَّمينا
فإن يأتوا هنا متغطرسينا = يفروا بالهوان مولولينا
سيعلم من أتى منهم بأنّا = أسودٌ في الوغى تحمي العرينا
* * *=* * *
فيا ربَّ العباد إليك نشكو = من الأعداء والمتآمرينا
ومن كذبٍ بأمريكا وغربٍ = به قلبوا الحقائق عامدينا
وشاشات لإعلامٍ بفُجرٍ = لقول الإفك صاروا مدمنينا
فأيِّد ربنا بالنصر جندا = بغزة في العراء مرابطينا
وأنزل من سكينتك عليهم = ووحد صفهم صلبا متينا
وردًّ عدوهم عنهم نراهم = وقد فروا بخزيٍ خاسرينا
وكن يا ربّنا للأهل فيهم = وليا حافظا سندا معينا
وأيدهم بنصرك يا إلهي = على كل البغاة المعتدينا
وصل ربنا في كل حين = على الهادي إمام المتقينا