تعتزم الحكومة البريطانية تنفيذ خطة جديدة لإجلاء نحو 300 طفل فلسطيني من قطاع غزة لتلقي العلاج الطبي المجاني في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، في خطوة إنسانية طال انتظارها وسط الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
ورغم مرور ما يقرب من 22 شهرًا على اندلاع النزاع، لم يتمكن حتى الآن سوى ثلاثة أطفال فقط من دخول المملكة المتحدة للعلاج، وذلك بجهود شاقة قام بها متطوعو “مشروع الأمل النقي” عبر تبرعات من القطاع الخاص.
ومن بين هؤلاء، الطفل مجد الشغنوبي (15 عامًا) الذي استُقبل في مطار هيثرو هذا الأسبوع بعد إصابته البليغة بشظايا قذيفة دبابة، وسيخضع للعلاج في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال.
وبحسب مصادر لصحيفة “ذا تايمز”، سيُرافق الأطفال المقرر نقلهم أحد الوالدين أو وصي قانوني وأشقاء عند الحاجة، فيما ستجري وزارة الداخلية فحوصات بيومترية وأمنية للعائلات قبل السفر. ويأتي هذا ضمن مسار “موازٍ” لمبادرات منظمات إنسانية غير حكومية.
ويقدر عدد الأطفال الذين تم إجلاؤهم من غزة منذ بداية الحرب بنحو 5000 طفل من أصل أكثر من 7000 حالة طبية، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين، غالبيتهم نُقلوا إلى مصر ودول خليجية. في حين تشير تقديرات “يونيسف” إلى أن نحو 50 ألف طفل قُتلوا أو أُصيبوا خلال النزاع.
دول أوروبية أخرى، مثل إسبانيا وإيطاليا وأيرلندا والنرويج ورومانيا، استقبلت نحو 200 طفل فلسطيني لتقديم العلاج اللازم.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أبدى “استياءه الشديد” من صور الجوع واليأس في غزة، تعهد في تصريحات لصحيفة “ديلي ميرور” بتسريع الجهود لجلب المزيد من الأطفال الفلسطينيين المحتاجين للرعاية الطبية إلى المملكة المتحدة، بدعم من وزراء الخارجية والصحة والداخلية.
رغم الترحيب بهذه المبادرة، إلا أن البعض يشير إلى أن الاستجابة البريطانية لا تزال محدودة مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية، مما يطرح تساؤلات حول جدية التزامات الدول الغربية تجاه المدنيين المتضررين، خاصة الأطفال.