الأمة| تتزايد المخاوف من كارثة بيئية تهدد السودان بسبب الصراع المحترم بين الجيش وقوات الدعم السريع الذي خلف تدمير للبنية التحتية المتهالكة علاوة علي كمية المخلفات الكبيرة خاصة مع قدوم موسم الأمطار والفيضانات هذا وسط حديث عن تحلل جثامين في عدد من المناطق.
ناهيك عن تفاقم الكارثة بسبب توقف خدمات نقل تلك النفايات والقمامة لأكثر من مئة يوم من الأحياء السكنية جراء الأوضاع الأمنية في ظل الحديث عن وجود نفايات عضوية قد تتسبب بشكل مباشر في توالد ناقلات الأمراض الأمر الذي يضاعف خطر انتشار الأمراض الوبائية.
هذا فقد شهدت السودان أوضاعا كارثية خلال مواسم خريف السنوات الأربع الماضية، وما زاد من الأمر سوءا خلال الخريف الحالي بفعل ما خلفته الحرب من دمار.
وهو ما أكدته حنان الأمين مدثر استشارية أنظمة المياه والبيئة وتغير المناخ إلى احتمال حدوث انعكاسات بيئية وصحية خطيرة، موضحة لموقع “سكاي نيوز عرببة” أن الأمطار والرياح تؤدي إلى جرف مخلفات النفايات وبقايا الجثامين المدفونة في الأحياء والطرقات العامة وبالتالي انتشار البكتيريا الضارة في الهواء وربما اختلاطها بشبكات مياه الشرب مما ينجم عنه تفشي العديد من الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا.
وأوضحت مدثر أن تفادي كل ذلك “يتطلب إجراء عمليات تطهير واسعة والتعامل بشكل سريع مع الكارثة لتقليل المخاطر المرتبطة بها، وهو أمر صعب للغاية في ظل غياب الإدارة الفاعلة للنفايات والمخلفات”.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل تعرضت الطرق وشبكات الصرف الصحي لعمليات تدمير واسعة كما توقفت أعمال الصيانة والإصلاحات بشكل كامل بسبب الأوضاع الأمنية التي علقت أكثر من 70 بالمئة من الأنشطة المدنية وأدت إلى نزوح آلاف العمال والموظفين من العاصمة إلى مناطق اخرى أقل خطورة.
كما حذر مختصون من كارثة صحية وبيئية كبيرة بسبب الجثامين المتحللة التي ظلت لأيام طويلة في بعض الطرقات العامة في وسط الخرطوم قبل أن تتمكن فرق الهلال الأحمر السوداني واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الطوعية من دفن بعضها.
وتوقعت نقابة أطباء السودان تزايدا كبيرا في إعداد الوفيات بسبب تفشي الأمراض؛ في ظل صعوبات كبيرة تواجه القطاع الصحي الذي يعاني من خروج أكثر من 60 بالمئة من مستشفياته عن الخدمة إضافة إلى نقص حاد في المعينات الطبية والأدوية المنقذة للحياة وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي.
وفي ذات السياق، حذرت اللجنة المركزية لضباط الصحة بالسودان من الوضع المتردي الذي وصلت إليه الأحوال الصحية والبيئية جراء الحرب بالبلاد، مشيرة إلى مخاطر بالغة على الصحة العامة وصحة البيئة بسبب تراكم النفايات وجثث الضحايا التي دفن بعضها داخل البيوت وفي الطرقات الداخلية في الأحياء السكنية.
ويتوقع مصعب بريـر حاج أحمد، اختصاصي الصحة العامة ورئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية، تأثيرات بيئية كبيرة لمخلفات الحرب خلال فصل الخريف، مؤكدا أن الأوضاع البيئية الصعبة التي أوجدتها الحرب ستتفاقم أكثر مع بدء موسم الخريف في ظل غياب الاستعدادات التي لم تكن بالقدر المطلوب حتى قبل اندلاع الحرب التي أوقفت تماما عمليات نقل النفايات وقلصت الكثير من الخدمات الصحية.
وقال أحمد لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع لكن يمكن تخفيف حدة الآثار والتداعيات السيئة من خلال الجهد الشعبي والطوعي وتوزيع معينات الوقاية الشخصية.
وإضافة إلى مخاوف الخريف، يتزايد القلق أيضا من أن يؤدي غياب الاستعدادات إلى مفاقمة خطر الفيضانات التي قتلت خلال الأعوام الأربع الماضية أكثر من ألفي شخص ودمرت آلاف المساكن والمدارس والمنشآت العامة.
ولا ينحصر الخطر على العاصمة فقط فقد أثرت الحرب على الاستعدادات اللازمة لمواجهة الخريف في الأقاليم وخصوصا منطقة الجزيرة في وسط البلاد والتي شهدت الموسم الماضي دمارا واسعا طال أكثر من 30 قرية ونصف المساحات الزراعية