الأمة| تشهد منطقة ناغورني”كاراباخ” أزمة إنسانية خطيرة تتنامي بشكل سلبي، كما أن السكان المحليين يواجهون نقصا كبيرا في المواد الغذائية والأدوية والضروريات اليومية، غير انهم يعيشون بدون كهرباء ولا غاز، وذلك بسبب الحرب الدائرة بين باكو وأرمينيا حيث تسعي الأخيرة للسيطرة علي تلك المنطقة.
في هذا السياق اتهمت أذربيجان اليوم الأحد روسيا لعدم الوفاء التزامها بشأن الاتفاق المبرم برعاية موسكو في عام2020 لإنهاء الحرب التي تخوضها باكو وأرمينيا للسيطرة على منطقة ناغورني كاراباخ.
وهو ما أكده الخارجية الأذربيجانية إن “الجانب الروسي لم يضمن التنفيذ في إطار التزاماته الاتفاق الكامل”، معتبرة أن موسكو “لم تفعل شيئا لمنع” تسليم أرمينيا معدات عسكرية للقوات الانفصالية في المنطقة.
الشهر الماضي رفض وزير خارجية أذربيجان، طلبا من أرمينيا بتقديم ضمانات أمنية خاصة لنحو 120 ألف من الأرمن يعيشون في ناغورني كاراباخ، قائلا إنهم محميون بصورة كافية
وفي مقابلة مع رويترز، قال جيحون بيراموف وزير خارجية أذربيجان، إن هذه الضمانات لا داعي لها، وإن هذا الطلب يصل إلى حد التدخل في شؤون بلده.
وأضاف بيراموف: “لا نقبل هذا الشرط المسبق لعدد من الأسباب”.
وتابع قائلا: “أكثر الأمور جوهرية هي التالي: هذه قضية سيادية داخلية. يكفل الدستور الأذري وعدد من المعاهدات الدولية التي تشارك فيها أذربيجان جميع الشروط الضرورية لضمان حقوق هؤلاء السكان”.
وقال إنه سيظل بوسع الأرمن التحدث بلغتهم وتلقي تعليمهم بها والحفاظ على ثقافتهم إذا اندمجوا في المجتمع الأذربيجاني وهياكل الدولة مثل الأقليات العرقية والدينية الأخرى.
وظل جيب ناغورني كاراباخ، الذي يعترف به المجتمع الدولي على أنه جزء من أذربيجان، محور صراعات بين الجارتين منذ الأعوام السابقة لانهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، وبين الأرمن والأذريين لما يربو على قرن من الزمان.
وبعد قتال محتدم ووقف إطلاق نار توسطت فيه روسيا، سيطرت أذربيجان في 2020 على مناطق كان يسيطر عليها الأرمن في منطقة كاراباخ الجبلية وحولها.
وفي هذا الصدد فقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، امس السبت، أن روسيا على استعداد لتنظيم اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية روسيا وأرمينيا وأذربيجان في موسكو في المستقبل القريب للتركيز على معاهدة السلام بين باكو ويريفان.
وحذرت الخارجية الروسية في بيان من التطور السلبي للأوضاع حول منطقة النزاع ناجورنو-كاراباخ، حيث تتدهور الأزمة الإنسانية بشكل مستمر، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن “روسيا على استعداد لترتيب اجتماع ثلاثي لوزراء الخارجية في موسكو في المستقبل القريب لمناقشة كيفية تنفيذ الاتفاقات على أعلى مستوى، بما في ذلك الموافقة على معاهدة السلام، من أجل المتابعة إلى القمة الروسية – الأذربيجانية – الأرمينية المخصصة للتوقيع على وثيقة معاهدة السلام”.
وأكدت الخارجية الروسية أنه “من دواعي القلق أن الوضع الحالي في ناجورنو-كاراباخ يتطور بشكل سلبي، كما أن الأزمة الإنسانية في تلك المنطقة تتفاقم”، موضحة أن “السكان المحليين يواجهون نقصا خطيرا في المواد الغذائية والأدوية والضروريات اليومية، كما يعيشون بدون كهرباء وغاز”، محذرة من التداعيات الخطيرة التي قد ينتج عنها ذلك.
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي امس السبت أذربيجان وأرمينيا إلى الإحجام عن “العنف والخطاب الحاد” خلال أحدث جولة محادثات بين الجانبين في إطار عملية سلام تشهد صعوبات بالغة وتسعى روسيا فيها أيضا للاحتفاظ بدور قيادي.
واستضاف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان لإجراء محادثات في بروكسل بهدف إنهاء الأعمال القتالية الممتدة بين الجانبين منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وخاض البلدان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حربين على منطقة ناجورنو قرة باج، وهي جيب جبلي صغير تابع لأذربيجان لكن يقطنه نحو 120 ألفا من الأرمن.
هذا وتقول أرمينيا إن معاهدة السلام المقترحة يجب أن توفر لهم حقوقا خاصة وتضمن أمنهم. ورفض وزير خارجية أذربيجان جيحون بيراموف هذا المطلب في مقابلة مع رويترز في يونيو قائلا إن هذه الضمانات لا داعي لها، وإن هذا الطلب يصل إلى حد التدخل في شؤون بلده.
وقال ميشيل “التقدم الحقيقي يعتمد على الخطوات التالية التي سيتعين اتخاذها في المستقبل القريب. وكمسألة ذات أولوية، يجب أن يتوقف العنف والخطاب الحاد من أجل توفير البيئة المناسبة لمحادثات السلام والتطبيع”.
وأضاف للصحفيين “السكان على الأرض يحتاجون أولا وقبل أي شيء إلى تطمينات فيما يتعلق بحقوقهم وأمنهم”.
وقال ميشيل إنه عبر أيضا عن تشجيع الاتحاد الأوروبي لأذربيجان للتحدث مباشرة مع الأرمن في ناجورنو قرة باج من أجل زيادة الثقة بين الطرفين ولم يتضح كيف كان رد فعل علييف إذ غادر هو وباشينيان دون الإدلاء بإفادة للصحفيين.
وتزعم القيادة الفعلية لناجورنو قرة باج أنها مستقلة غير أنها لا تحظى باعتراف من أي بلد علاوة علي أن الولايات المتحدة تضغط أيضا على الجانبين للتوصل إلى اتفاق سلام.
أما روسيا، الوسيط التقليدي في المنطقة، فهي مشتتة بسبب الحرب في أوكرانيا وتخشى من تضاؤل نفوذها.