الأمة| أعلن الكرملين، اليوم السبت، غضبا شديدا من تركيا بسبب انتهاكها اتفاقيات تبادل الأسرى، بإطلاقها سراح مقاتلين أوكرانيين وكان يتعين بقاء هؤلاء في تركيا حتى نهاية الحرب غير أن أنقرة لم تخبر روسيا بإطلاق سراحهم.
وهو ما أكده المتحدث باسم الكرملين دميتريبيسكوف إن تركيا انتهكت اتفاقيات تبادل الأسرى بعدما أطلقت سراح قادة محتجزين تابعين لوحدة عسكرية دافعت لأسابيع عن مصنع للصلب في مدينة ماريوبول الأوكرانية بحسب وكالة “رويترز”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله إنه بموجب بنود اتفاقيات تبادل الأسرى، كان يتعين بقاء المقاتلين في تركيا حتى نهاية الحرب. غير أن تركيا لم تخبر روسيا بإطلاق سراحهم
واصطحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، العائد إلى الوطن من زيارة إلى تركيا، خمسة قادة من الكتيبة الأوكرانية السابقة في مدينة ماريوبول أُجبروا على العيش في تركيا بموجب شروط تبادل للأسرى في العام الماضي.
وجاء القادة، الذين يوصفون بالأبطال في أوكرانيا، في طليعة جهود الدفاع العام الماضي عن مدينة ماريوبول الساحلية، وهي أكبر مدينة استولت عليها روسيا خلال الغزو. وقُتل آلاف المدنيين داخل ماريوبول حينما حولت القوات الروسية المدينة إلى أنقاض خلال حصار استمر ثلاثة أشهر
وأمرت كييف المدافعين الأوكرانيين، الذين ظلوا صامدين في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع للصلب، بالاستسلام في نهاية المطاف في مايو العام الماضي.
وأطلقت موسكو سراح بعضهم في سبتمبر في تبادل للأسرى توسطت فيه أنقرة وتُلزم شروطه هؤلاء القادة بالبقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
وقال زيلينسكي الذي اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة في إسطنبول لإجراء محادثات “سنعود إلى الوطن من تركيا وسنعيد أبطالنا إلى الوطن”.
وأضاف على تطبيق تيليغرام للتراسل “الجنود الأوكرانيون دينيسبروكوبينكو وسفياتوسلاف بالامار وسيرهي فولينسكي وأوليه خومينكوودينيس شليها. سيكونون أخيرا مع أقاربهم”.
ولم يوضح زيلينسكي سبب السماح للقادة بالعودة إلى بلدهم الآن ولم ترد دائرة الاتصالات التركية بعد على طلب للتعليق.
وفي السياق ذاته كان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء الماضي قال، إن أنقرة مستعدة لتسهيل تبادل أسرى العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا إذا دعت الضرورة لذلك.
وذكر أوغلو في مقابلة مع وكالة الأنباء التركية “الأناضول”: “إذا اتخذ الجانبان خطوة إلى الأمام في هذا الصدد، فسيكون ذلك اختراقا في قضية الثقة”.
وتابع وزير الخارجية: “تحاول تركيا مساعدة الجانبين في هذا الشأن، وأبلغ الرئيس أردوغان الإثنين، الجانبين، أننا مستعدون لتقديم الدعم إذا لزم الأمر”
كانت قد شنت روسيا عملية عسكرية خاصة في إقليم دونباس في 24 فبراير الماضي بعد أن تقدمت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان بطلب للمساعدة في صد هجمات القوات الأوكرانية.
أجرت موسكو وكييف محاولات عدة بعد ذلك للتفاوض على وقف إطلاق النار، وعقدتا اجتماعين في تركيا، وتبادلتا عشرات من الأسرى، لكن توصلا إلى اتفاق حتى الآن وتوقفت المحادثات بمبادرة من كييف.
وفي وقت سابق قال المستشار النمساوي كارل نهامر ، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد خلال محادثة هاتفية، استعداده لمناقشة تبادل أسرى الأزمة مع أوكرانيا بشكل أكثر نشاطا.