بشائر رمضانية.. النصر يقترب في السياق السنني للتدافع بتدبير الله

مضر أبو الهيجاء
إن حلول الحشرة البرتقالية ترامب على عرش البيت الأبيض هو اليوم الأسود للمشروع الغربي الصليبي المتصهين.
تتوسع زاوية الخلاف كل يوم في معسكر الغرب الظالم والمعتدي، وتكاد تبلغ أوجها من خلال الاستكبار العالمي الذي يعبر عنه ترامب بغطرسته وعماه الذي يصيب كل مستكبر فيسبب هلاكه، وهو نذير شؤم بالنسبة للغرب وإسرائيل، وطلائع نصر وبشارات مفرحة بالنسبة للشعوب المقهورة والمظلومة.
يقول سبحانه وتعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} البقرة:251.
لا شك بأن توسع وانتقال الخلاف بين أمريكا وأوروبا إلى خلاف وتباين في وجهات نظر استراتيجية بين بريطانيا العرق الأبيض، وحكام أمريكا الحاليين وساستها الحقيقيين من العرق الأبيض، هو بداية لمنعرج يبشر بالخير الكبير لعالم الشعوب المقهورة من سطوة الغرب وتفرده وظلمه لها!
وبكلمة يمكن القول إن فرصة انعتاق العالم العربي والإسلامي كبيرة جدا في حال توسع دائرة الاحتراب الدولي بين الظلمة والمستكبرين، وسارقي ثروات الأمم وقاتلي شعوب المنطقة العربية والإسلامية برمتها وعن ذلك الفعل مسؤولين وبه متسببين، وهو ما سيحدث فجوات عالمية وإقليمية حقيقية يستفيد منها من بنى نفسه من الآن.
لا تملك منطقتنا وأمتنا أي قوة مادية حقيقية موازية للغرب وقادرة على مواجهته، لتنعتق وتقيم نظمها وحياتها وفق تصورها الثقافي والقيمي المبني على رسالة السماء وأحكام الدين.
يقول سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ الحج: 41
إن ما تملكه الأمة كرصيد إسلامي ووحي عظيم، يرشحها لتكون الأمة والأمة الوحيدة التي ستنقذ البشرية عموما بعدما تنزلق في أتون حروب وصراعات مرعبة فاقدة للمعايير البشرية ومتجاوزة للسلوك البهيمي، حينها لن يكون بين البشر من يملك تصورا ومشروعا وقيما تحفظ كرامة الإنسان غير المسلمين الذين تمسكوا بالوحي واستناروا بهداه، ولم يبدلوا أو يغيروا أو يشوهوا دينهم نتيجة استخذائهم أمام ثقافة القوة القاهرة.
إن واجبنا كمسلمين أن نحافظ على كينونتنا المجتمعية في كل دولنا وأقاليمنا، وأن نعزز بنيانها الإسلامي في كل جانب، فهو رصيد عظيم لا تملكه البشرية المتعطشة له، الأمر الذي يدعو للمراجعة والتوازن في أعمالنا الإسلامية ليكون سلوكنا الحركي عموما، وسلوكنا الجهادي وسعينا لتحصيل الدولة خصوصاً، وسيلتين تعززان المطلوب ولا تضعفانه، وهو فهم يضبط إيقاع الأعمال ويفرز خططها وخطواتها لمقبول ومرفوض ومشروع وممنوع وجائز ومحرم، يتجاوز شكل النظر الأساسي والابتدائي المعزول عن واقع الحال دون أن ينقضه بل يجيد تنزيله ويحقق مقصده.
إن تدبير الله عظيم ويظهر في كل ناحية، ولكن الإنسان ينسى ويغفل، وإذا ما تذكر فإنه ينسب الفضل لنفسه وفعله وفهمه ولجماعته وحركته وحزبه، ويغيب حضور الله في قلبه وعقله، حتى يصيبه البلاء ويعم أهله وربعه، فيرى خيبة نفسه وقصوره فيرجع لله ويستغفر إن كان مؤمنا، بفضل من الله وكرمه.
إن الحمد لله والفضل له لوحده ولا فضل لسواه، وأما ما يظهر من أفعال وأفهام وخطوات العباد في الاتجاه الصحيح، فهو منة من الله يمنها على بعض عباده بأن نقلهم من طريق الضلال إلى الصراط المستقيم، وبعد أن كانوا دوابَّ يدبون كالبهائم على الأرض دون بصر ولا خلق ولا هدى، أنعم عليهم واختارهم ليكونوا من أهل الله الناجين المهتدين.. فالحمد لله حتى يرضى.
اللهم نسألك وأنت المدبر أن توسع الخلاف وتعمقه في معسكر الغرب الصليبي المتصهين حتى ينحر بعضه، فيرفع يده عن منطقتنا وشعوبنا، ليظهر الخير العميم في شعوب مؤمنة، يقودها الثابتون على الحق والمتجردون عن حظوظ أنفسهم، من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على الصراط دون أن يبدلوا.
فهل سيدرك المسلمون اليوم أنهم أسمى بإيمانهم ووحي ربهم ورسالة نبيهم من أن يستخذوا أمام أمريكا وروسيا اللتين تعبدان القوة، أو الصين التي تعبد المال والحجر والبقر، أو ملالي إيران الذين يعبدون الشيطان؟
إن الثبات عزيز، ولن ينال النصر إلا من يثبت على الطريق حتى يتجاوز النهر خلف طالوت مستمسكا بالعروة الوثقى.