الأمة: رجحت وسائل إعلام عبرية، أن يواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في غضون الـ 40 يوما القادمة، خيارات صعبة.
وأشارت إلى أن تلك الخيارات إما المضي قدما في المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة،
أو مواجهة انهيار ائتلافه والانتخابات التي قد تنهي ولايته في منصبه، مشيرة إلى أن لـنتنياهو تاريخاً في الانتظار حتى اللحظة الأخيرة لاتخاذ القرارات الكبرى.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، اليوم الثلاثاء، إن الاتفاق الذي وُقِّع في قطر الأسبوع الماضي يهدف ظاهريا إلى إنهاء الحرب المرهقة التي استمرت 15 شهرا بين حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة التالية في اليوم السادس عشر من الهدنة.
وقال الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إن المرحلة الثانية من الاتفاق ستؤدي إلى “نهاية دائمة للحرب”، وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه يأمل أن يشكل الاتفاق “الصفحة الأخيرة من الحرب”،
فيما وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه لولاية ثانية الاثنين، بأنه “خطوة أولى نحو السلام الدائم في الشرق الأوسط”.
وأضافت الصحيفة بأنه في تعليقاته العلنية ووعوده خلف الكواليس، أعرب نتنياهو عن مشاعر مختلفة إلى حد ما، حيث تعهد نتنياهو منذ بداية الحرب بأن القتال لن ينتهي حتى تتخلى حماس عن حكم القطاع،
لافتة إلى أنه إذا كان هناك أي شك في أن الجماعة لا تزال تمارس السلطة، فإن الفيديو الذي صُوِّر في شوارع غزة الأحد ــ حيث قام مسلحون ملثمون من حماس باستعراض قوتهم قد وضع حداً لهذا الشك.
كما وعد بإعادة الأسرى كلهم – الأحياء والأموات – إلى إسرائيل، وهو ما يراه معظم المسؤولين العسكريين مهمة مستحيلة دون التوصل إلى نوع ما من الاتفاق.
وفي أول تعليق علني له على الاتفاق، وصفه نتنياهو مساء السبت بأنه “وقف مؤقت لإطلاق النار”، معلنا أن بايدن وترامب “أعطيا دعما كاملا لحق إسرائيل في العودة إلى القتال” إذا لم تتقدم المفاوضات.
كما نفى نتنياهو أن يكون الجيش الإسرائيلي سيقلص عدد قواته في ممر فيلادلفيا طوال وقف إطلاق النار الذي يستمر ستة أسابيع، لكن نص الاتفاق يقول إن إسرائيل “ستقلص تدريجيا القوات في منطقة الممر خلال المرحلة الأولى”.
وينص الاتفاق أيضا على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يستكمل انسحابه من الممر بحلول اليوم الخمسين، بغض النظر عن أي مراحل مستقبلية.
ورأت الصحيفة أن اليوم الثاني والأربعين – الذي من المقرر فيه إطلاق سراح الأسرى الأربعة عشر المتبقين من أصل الثلاثة والثلاثين الذين سيُطْلَق سراحهم ـ قد يكون يوماً حاسماً على نحو خاص بالنسبة للاتفاق.
فإذا لم تظهر قوات الجيش الإسرائيلي أي إشارة إلى مغادرة فيلادلفيا، فقد تتمكن حماس بسهولة من الادعاء بأن ذلك انتهاك للاتفاق ووقف إطلاق سراح الأسرى.
بين الصخرة والمكان الصعب
وأشارت إلى أنه مع خروج إيتمار بن غفير وحزبه “القوة اليهودية”، أصبح الائتلاف الحاكم يتمتع بأغلبية ضئيلة للغاية تبلغ 62 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً،
فيما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه سوف يستقيل من الحكومة إذا لم تعد إسرائيل إلى محاربة حماس في غزة،
وهو ما من شأنه أن ينهي وقف إطلاق النار، ويجعل إطلاق سراح. الأسرى الـ 64 المتبقين أمر مستبعد على نحو متزايد
وقالت الصحيفة إن نتنياهو يواجه مجموعة محدودة من الخيارات. ومن المؤكد أنه يستطيع أن يأمل أن توافق “حماس” خلال المراحل التالية من المحادثات على إنهاء حكمها العسكري والسياسي للقطاع “ولكن هذا يبدو وكأنه حلم بعيد المنال.
فقد رفض نتنياهو بشدة فكرة تولي السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع، وهو ما اعتبره البعض البديل الأكثر ترجيحا واستقرارا” بحسب تقرير الصحيفة.
وأضافت بأنه في حال عمل نتنياهو على نسف المرحلة الثانية من المحادثات، والعودة إلى القتال في قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي استمرت ستة أسابيع، فإنه يعرض الأسرى المتبقين للخطر، ويعيد إسرائيل إلى حالة حرب، دون معرفة النتيجة.
ورجحت الصحيفة العبرية أن يواجه نتنياهو ضغوطا غير عادية من جانب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب “فالرجل يحب أن يُعرف بأنه صانع الصفقات، وقد تفاخر بأنه نجح في إبرام الصفقة “في أقل من ثلاثة أشهر، دون أن يصبح رئيسا”، ويقال إنه يتطلع إلى الفوز بجائزة نوبل.
وقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة والنصف من صباح الأحد الماضي، لينهي 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع،
وخلفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.