في تحول مفاجئ وغير مفهوم، أعلنت الحكومة المصرية عن خطة لتحويل مصنع الحديد والصلب بحلوان لمجمع صناعات نسيجية.
وخلال زيارة تفقدية لمصنع شركة تكنوتكس، المتخصصة في الملابس الجاهزة، بمدينة 15 مايو، قال نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة كامل الوزير، إننا ندرس إمكانية دراسة تحويل مصنع الحديد والصلب بحلوان إلى مجمع للصناعات النسيجية والصناعات المغذية لصناعة الملابس الجاهزة وجذب استثمارات أجنبية لهذا المجمع.
كما وجه وزير الصناعة، قيادات وزارة الصناعة بتحقيق التشبيك والتكامل بين حلقات الصناعة وتعميق الصناعات المكملة للملابس الجاهزة لتقليل فاتورة استيراد مستلزمات الإنتاج.
قرار تصفية مصنع الحديد والصلب
في يوم 11 يناير من عام 2021 فوجئ الكثيرون في مصر والعالم العربي بقرار بتصفية هذا المجمع العريق للدولة بنسبة 83 بالمائة وإنشاء شركة بديلة تركز على استخراج المواد الخام في المناجم المصرية وبيعها في السوق المحلية أو تصديرها كمادة خام أو وسيطة بعد معالجة غير معقدة للخامات.
تراجع القيمة المضافة للسوق المحلي
وأدى قرار تصفية مصنع الحديد والصلب بحلوان إلى تراجع القيمة المضافة المحلية المصرية في صناعة الحديد والصلب التي تدخل منتجاتها في مختلف مراحل البناء والإنتاج والتجهيز والنقل وغيرها.
الارتهان للاستيراد
وتسبب قرار تصفية مصنع الحديد والصلب كذلك إلى الارتهان أكثر فأكثر إلى الاستيراد من السوق العالمية بمئات الملايين من الدولارات سنويا.
احتكار الأسواق
وتسبب قرار التصفية في تحكم عدد قليل من تجار القطاع الخاص في احتكار منتجات استراتيجية وفرض أسعارها أكثر من أي وقت مضى وخاصة خلال أزمات كتلك التي مر بها العالم نتيجة فيروس كورونا.
تاريخ طويل من الإنتاج
وكان مجمع الحديد والصلب التابع للقطاع العام في حلوان والذي أنشأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خمسينات القرن الماضي ويعود تاريخه إلى أوائل ثلاثينات القرن المذكور يزود السوق المصرية بمنتجات الحديد والصلب على مدى أكثر من نصف قرن بنوعية جيدة وأسعار مدعومة ومنافسة لسنوات طويلة.
1.5 مليون طن سنويا
ووصلت كمية الانتاج في أعوام عديدة إلى نحو 1.5 مليون طن سنويا شملت القطبان والصفائح والأنابيب ومستلزمات السكك الحديدية والجسور والأنفاق والصناعات والتحويلية وغيرها.
قلعة الصناعة الوطنية
ونظرا إلى أهمية هذا المجمع وعراقته على مدى عقود وتوفيره عشرات المليارات من الدولارات على الميزان التجاري المصري فقد أطلق عليه البعض وبحق لقب “قلعة الصناعة المصرية”.