بقلوب مليئة بالألم.. وعيون تبحث عن بصيص أمل.. تروي هذه السطور معاناة منسيّة في زوايا العالم.. حيث البراءة تُحاصر والطفولة تُسلب.. وأصوات صغيرة تبحث عن غدٍ لا يأتي..
من قلب دارفور.. حيث الغبار لا يزال عالقاً في سماء المعاناة.. ونظرات الأطفال تتساءل: إلى متى؟.. تصلنا أصواتهم خافتة عبر جدران الصمت العالمي.. إنها قصة جيل يواجه الموت كل يوم.. ليس بسبب الحرب وحدها.. بل بسبب صمت العالم أيضاً..
هذه ليست مجرد أرقام وإحصائيات.. بل إنها قصص أطفال كان من المفترض أن يكونوا في مدارسهم.. بين أحضان أسرهم.. لا تحت أنقاض منازلهم.. أو في قبور مبكرة..
بؤرة معاناة
أفادت منظمة اليونيسف بأن مدينة الفاشر في شمال دارفور أصبحت بؤرة لمعاناة الأطفال بعد مرور 500 يوم على حصارها حيث يتسبب سوء التغذية والأمراض والعنف في وفاة أطفال يوميا.
وكشفت المنظمة في بيان صحفي عن نزوح أكثر من 600 ألف شخص نصفهم أطفال من الفاشر والمخيمات المحيطة خلال الأشهر الماضية، بينما لا يزال حوالي 260 ألف مدني بينهم 130 ألف طفل محاصرين في ظروف مأساوية دون مساعدات إنسانية منذ أكثر من 16 شهرا.
مآساة مدمرة
وأعلنت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف أن المنظمة تشهد مأساة مدمرة، حيث يتضور أطفال الفاشر جوعا بينما تمنع خدمات التغذية المنقذة للحياة وحذرت من أن عرقلة المساعدات الإنسانية تمثل انتهاكا جسيما لحقوق الأطفال.
وأكدت اليونيسف أن الخسائر في صفوف الأطفال كارثية، بعدما تم توثيق أكثر من 1100 انتهاك جسيم في الفاشر وحدها منذ بدء الحصار في أبريل 2024 بما في ذلك مقتل وتشويه أكثر من 1000 طفل، كما تعرض 23 طفلا على الأقل للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، بينما تم اختطاف آخرين أو تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة.
قتل وسوء تغذية
وأشارت تقارير حديثة إلى مقتل سبعة أطفال في هجوم على مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي الفاشر، وفي الجانب الصحي أدى الحصار إلى تعليق خدمات المرافق الصحية وفرق التغذية بسبب نفاد الإمدادات مما ترك حوالي 6000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد دون علاج كما تعرضت 35 مستشفى و6 مدارس لهجمات متكررة.
سوء تغذية
وينتشر سوء التغذية الحاد بشكل كبير، وتم علاج أكثر من 10 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم منذ يناير الماضي وهو ضعف العدد المسجل العام الماضي، وتشير تقارير إلى وفاة 63 شخصا معظمهم نساء وأطفال بسبب سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط.
ويواجه الأطفال تفشي وباء الكوليرا الأسوأ منذ عقود، بعدما تم الإبلاغ عن 96 ألف حالة اشتباه و2400 حالة وفاة على مستوى السودان، فيما سجلت محلية مليط معدل سوء تغذية حاد بلغ 342 بالمائة وهو رقم قياسي منذ بداية الحرب.
وتواصل اليونيسف دعوتها لحكومة السودان وجميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإعادة إنشاء عمليات الأمم المتحدة والشركاء في المناطق المتضررة وحماية المدنيين والبنية التحتية وفقا للقانون الدولي الإنساني.