في وقت تشهد فيه العديد من مناطق العالم توترات سياسية وعسكرية، من حرب جيش الاحتلال لأهلنا فى غزةالفلسطينية إلى التصعيد الإيراني والأزمات الإقليمية، يظل هناك أماكن على هذا الكوكب حيث لا يزال الاستقرار وجودة الحياة معياراً يومياً. بعيداً عن صوت الرصاص، وصخب الصراعات، ودخان الحروب، تبرز مدن مثل *كوبنهاغن* و*فيينا* و*زيورخ* كواحات للسلام والرفاهية، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن *وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU)*، لا هم لسكانها او زائريها إلا البعد عن اى صراعات دولية.
فبينما تتجه أنظار العالم إلى بؤر التوتر والحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وآسيا، تذكرنا قائمة “أكثر المدن ملاءمة للعيش في 2025” بأن هناك وجهات لا تزال تحافظ على *أمان شوارعها، وكفاءة خدماتها، وهدوء حياتها*، حتى في خضم عالم مضطرب.
كوبنهاغن.. عاصمة الرفاه والاستقرار
تصدرت العاصمة الدنماركية القائمة هذا العام، مسجلةً درجات شبه كاملة في *الاستقرار، التعليم، والبنية التحتية، بينما تراجعت فيينا إلى المركز الثاني بعد أن أثرت عليها “حادثة أمنية معزولة” (تهديد بقنبلة في حفل تايلور سويفت).، لكن حتى هذا التراجع الطفيف يؤكد أن *المدن الاسكندنافية والأوروبية لا تزال الأكثر حصانة ضد اضطرابات العالم*.
أستراليا وسويسرا تتصدران المشهد
بالإضافة إلى ملبورن (المركز الرابع)، ظهرت مدن أسترالية أخرى بقوة في القائمة، حيث تقدمت سيدني إلى المركز السادس، بينما دخلت أديلايد للمرة الأولى ضمن العشرة الأوائل (المركز التاسع). أما سويسرا، فكانت الدولة الوحيدة التي احتلت مدينتان (زيورخ وجنيف) مراكز متقدمة.
تراجُع المدن الكندية.. والضغوط الصحية
شهدت كندا تراجعًا ملحوظًا، حيث خرجت كالغاري من قائمة العشرة الأوائل (من المركز 5 إلى 18)، وتبعتها مدن كندية أخرى بسبب “الضغوط على نظام الرعاية الصحية”، وفقًا لـبارسالي باتاتشاريا، نائبة مدير وحدة الاستخبارات الاقتصادية. كما تراجعت مدن بريطانية مثل لندن ومانشستر وإدنبرة بسبب انخفاض درجات الاستقرار.
الشرق الأوسط: تحسن جزئي
من بين المدن العربية، حققت الخبر السعودية قفزة كبيرة (من 148 إلى 135) بفضل استثمارات المملكة في الرعاية الصحية والتعليم ضمن رؤية 2030. في المقابل، بقيت دمشق وطرابلس في ذيل القائمة، مع استمرار الأزمات السياسية والأمنية.
الاستقرار.. التحدي الأكبر عالميًا
أكد التقرير أن تراجع درجات الاستقرار كان السمة الأبرز في 2025، لا سيما في أوروبا الغربية: بسبب تهديدات أمنية متفرقة، آسيا: مع تصاعد التوترات في تايوان والهند، وكندا وبريطانيا: بسبب أزمات البنية التحتية والرعاية الصحية.
ففي الوقت الذي تكافح فيه مدن مثل غزة ودمشق وطرابلس، من أجل توفير أبسط مقومات الحياة، تظهر كوبنهاغن وملبورن وزيورخ كنماذج لما يمكن أن تكون عليه المدن، فى عالم المتناقضات لايرحم فيه القوى الضعيف ولا مكان فيه للجبناء.