“بقايا إنســــــــــــان”.. شعر: سمير محمّد عشماوي

مأساتي أني وحداني

مسجونٌ بين الجـــــدرانْ

أَستيقظُ في كل صباحٍ 

وأَنـــــــامُ كغصنٍ ذبلان

مسجونٌ يمضي أَياماً

حيرَى من غير الســـجّانْ

تحرقني نارُ النمرودِ

وغريبٌ بين الأوطــــــانْ

وتهيمُ الروحُ مُحَلِّقَةً

تتسلقُ عبْرَ الأَزمـــــــــانْ

والوحدةُ قيدٌ في عنقي

يخنقْني كأني ســـــــكرانْ

أتلفّتُ مفزوعًا حولي

وكأنْ كابوســا قــــــد رانْ

وكأني عصفورٌ يبكي

في قفصٍ بين القضــــبانْ

وكأن الماضي طاردني

يحبسني بين الأركـــــــــانْ

والصوتُ الخافتُ يسلبني

إحساسي حتــى النســـيانْ

وزوايا البيتِ تحاصرني

في ذكرى قلبي اليقظـــــانْ

وخيالُ الماضي من حولي

صورا تمنعني النسيـــــانْ

وظلالا من حولي طافت

هامت في كــــل الأركــانْ

والليلُ الهامسُ في صمتٍ

قد زاد بقلبي الأشجــــــــانْ

وأُحادثُ ظلي في ليـْــــلِي

وأنا مكلـــــــــومٌ  حـــيرانْ

ألما مكتوماً في صدري

يحكيه القلبُ الظمآنْ

آهاتٍ حَـرّى أبعثهـــــــــا

تفضحني عند الكتمــــــانْ

ودموع الماضي في عيني

تسألنــي أيــن الـخِــلانْ

والكلُ يشاهد مأساتي

وتزيدُ علـــــيَّ الأحــــــــزانْ

ما بين الحاضرِ والماضي

اِنقطــــعت عني الألحــــــانْ

انهارَ الجسرُ فلا أَمضي

وبقـــــــيتُ شجونَ الأشجــــــانْ

تسقط أَوراقٌ من حولــــي

لا خِلُّ معي أو أعوانْ

أَحبابي صاروا في الماضي

حولي أكفانٌ أكفانْ

وأسيرُ بلا صخبٍ وحدي

منكسرا كُلي أحـــــــــــزانْ

وأسامرُ نجماً في ليلِي 

أَسترجـــــعُ ماضٍ قد كـــانْ

أَشربُ ذكراهمْ في دمعي

فتتوهُ بعيني الألــــوانْ

وأُحاورُ غُرَفًا خــــــــــاليةً

وأُحدّث قلبي العطشـــــانْ

جدرانٌ صامتةٌ حـــــولي 

تُشْعِلُ في قلبــــــي نيرانْ

والدربُ المظلمُ يأْخذُنـي 

وأتوه وأنسى العنــــــوانْ

والدنيا تأكلُ من جسدي 

وتضعــــضعُ كل الأركـــانْ

روحي تنهشها أسقامٌ   

جسدي مكلــــومٌ تَعبـــــــانْ

يا لهفة نفسي هل أمضي

عمري ببــــقايا إنســـــــانْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights