الأمة الثقافية

بمشاركة نخبة من النقاد العرب.. "شومان" تعقد مؤتمر " استعادة الشعر "

الأمة:   عقدت مؤسسة عبد الحميد شومان، مؤتمر بعنوان ” استعادة الشعر : من الآباء الأولين إلى الألفية الجديدة”، الذي نظمته المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بمشاركة نخبة من النقاد في العالم العربي.

واشتمل الملتقى الذي استمر يومين، على عدد من الجلسات النقاشية، بالإضافة الى أمسيتين شعريتين ، شارك فيها عشرة شعراء عرب.

ويحث الملتقى في راهن ومستقبل الشعر العربي، كما ألقي الضوء على جملة من القضايا، خصوصا اتجاهات القصيدة الحديثة، وانكسار المنبرية، وطبيعة التواصل بين الأجيال الشعرية، ودور النقد، وغيرها من الموضوعات.

وفي كلمة لها خلال افتتاح أعمال الملتقى، أشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، إلى أن هذا الملتقى يعكس التزام المؤسستين المشترك بدعم الثقافة العربية واستشراف مستقبلها.

وقالت” اليوم، نفتح نقاشا يتجاوز الشعر العربي ليشمل واقع الشعر في العالم بأسره، حيث تتردد في الأوساط الأدبية والثقافية مقولة أن هناك أزمة كبيرة تعصف بالشعر، ليس العربي فحسب،

بل تتعداه إلى العالمي، وهي بالتأكيد ليست أزمة شعراء، بقدر ما هي أزمة تعبر عن المفهوم العام لوظيفة الشعر في حياة البشر”.

وأضافت، لعل ذلك يأخذنا إلى مطلع القرن العشرين، حين عاش الشعر أزمة مشابهة، بعد أن استتب الشكل والمحتوى لقرون، فجاءت “الأرض اليباب”، للشاعر البريطاني تي. إس. إليوت، لتقلب الموازين، وتقترح ثورة حقيقية في المبنى والشكل والمحتوى،

وأثرت على الشعر في العالم كله، بما فيه الشعر العربي الذي دخلت إليه “قصيدة التفعيلة”، ثم “قصيدة النثر”، في نقلة نوعية لافتة.

ولفتت قسيسية إلى أننا كعرب، ومفهومنا عن هويتنا بأننا “أمة من الشعراء”، بحسب وصف الناقد الدكتور خالد الكركي، فإن الشعر سيظل حاضرا في وجداننا وحياتنا ما دام هناك من ينطق بلغة الضاد. كما أننا على يقين أن الشعر العربي غالبا ما يصحح مساره، ويقترح أشكالا ومضامين تتماشى مع لغة العصر الذي يعيش فيه.

رأينا ذلك في التحولات التي شهدها خلال الفترات الجاهلية والإسلامية الأولى، ثم الأموية فالعباسية ففترة المماليك والأندلس، وصولا إلى اليوم. لقد مر الشعر العربي خلالها بفترات لم تكن مبدعة، ولكنه كان سرعان ما يصحح مساراته ليظل تعبيرا عن وجداننا.

وأكدت قسيسية حرص مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، على بناء شراكات مع مؤسسات محلية وعربية، تلتقي معها في الأهداف والرؤى والطموح،

منوهة إلى أن “شراكتنا مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، هي من الشراكات التي تمتد عبر سنوات طويلة، نفذنا خلالها العديد من الندوات والملتقيات والفعاليات،

والتي نحسب أنها ناقشت العديد من الموضوعات الراهنة. وسنحرص، على أن تمتد هذه الشراكة والجهود إلى المستقبل، خدمة للثقافة العربية”.

من جهتها أكدت الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في كلمتها، أن هذا الملتقى يعد منصة ثقافية فريدة تسهم في تعميق الحوار الفكري وإثراء المشهد الثقافي العربي.

وأشارت إلى أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية تؤمن بأهمية التعاون الثقافي بين المؤسسات العربية، وبالدور الحيوي الذي تؤديه الثقافة في تعزيز القيم الإنسانية، والتقريب بين الشعوب،

ونقل تجاربها وآمالها. وفي هذا السياق، يمثل هذا الملتقى نموذجا راقيا للشراكة الثقافية والتواصل المعرفي.

كما أكدت الصايغ الالتزام بدعم الحراك الثقافي الذي يركز على إحياء التراث، وفتح آفاق جديدة أمام الفكر والإبداع العربي، بما يعكس غنى ثقافتنا وعمق تاريخنا الممتد،

مشيرة إلى أن هذا اللقاء يعد فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر في قضايا الشعر، ومناقشة شؤونه التي تشكل ملامح الحاضر وتؤثر في مستقبلنا الثقافي المشترك، مستندين إلى إرث شعري زاخر بالفكر والإبداع، ومتطلعين إلى آفاق رحبة من العمل الثقافي البناء.

وناقش الملتقى في جلسته الأولى اليوم والتي أدارها الدكتور زياد الزعبي، ورقة عمل قدمها الدكتور مصلح النجار بعنوان “أين القصيدة.. أين النقد؟”، بالإضافة إلى ورقة عمل قدمها الدكتور علي جعفر العلاق وحملت عنوان “اتجاهات القصيدة في الألفية الجديدة”.

وتضمنت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عماد الضمور، ثلاث أوراق عمل؛ الأولى قدمتها الدكتورة فاطمة قنديل بعنوان “ماذا تبقى من إرث رواد القصيدة الحديثة”،

فيما قدم الدكتور مبارك الجابري ورقة بعنوان “انكسار المنبرية وصعود الصمت”، مثلما قدم الدكتور حبيب بوهرور ورقة عنوانها “مستويات الوعي التجريبي في الشعر العربي المعاصر.. خطاب انطولوجي أم متطلب سياق”.

وواصل الملتقى أعماله في اليوم التالي، حيث ناقش في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور ناصر شبانة، أوراق عمل قدمها كل من الدكتور جمال مقابلة بعنوان “انقطاع التواصل بين الأجيال الشعرية”، والدكتور سلطان العميمي بعنوان “جوائز الشعر.. وهج الماضي وبريق الحاضر”، والدكتور سعيد يقطين بعنوان “عندما يستقيل الشعر من الصخب”.

وتضمنت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد عبيدالله، أوراق عمل قدمها الدكتور عبدالواسع الحميري وحملت ورقته عنوان “ثورة داخل الثورة الشعرية”، وصبحي حديدي وحملت ورقته عنوان “أصواتهم في أصواتنا “قصيدة النثر بين الشرق والغرب”،

فيما قدم الورقة الأخيرة في الملتقى الدكتور هايل الطالب وهي بعنوان “تحولات الشعرية العربية في الألفية الثالثة.. قصيدة النثر واللغة المدججة بالحياة “بريق من مروا من هنا.. أنموذجا تطبيقيا”. 

يشار إلى أنه شارك في الأمسية الشعرية الأولى  في اليوم الأول كل من الشعراء: غسان زقطان، إبراهيم محمد إبراهيم، حسين درويش، سوسن دهنيم، سعد الدين شاهين،

في حين شارك في الأمسية الشعرية في اليوم الثاني  الشعراء: مها العتوم، صالحة غابش، عمر جاسم السراي، الدكتور حسن نجمي، محمد بن خضر الغامدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى