أعلن القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة عن حقائق بعنوان “بنوك الدم في قطاع غزة: تحديات وخدمات في ظل العدوان بهدف تسليط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه منظومة بنوك الدم والخدمات التي تقدمها في ظل العدوان المستمر على القطاع.
تشير الورقة إلى أن بنوك الدم تلعب دورًا أساسيًا في النظام الصحي في قطاع غزة تواجه تحديات نتعرف عليها في استعراضنا لهذه البيانات والحقائق الموثقة منها:
التحديات الإنسانية التي تواجه بنوك الدم في قطاع غزة
* القيود على حرية التنقّل التي تعيق الوصول إلى المستشفيات ومراكز التبرع، مما يزيد من صعوبة الحصول على الدم وتوفيره للمرضى والمصابين.
*تعقّد هذه التحديات الوضع الصحي والطبي في قطاع غزة، وتجعل تأمين إمدادات الدم وتقديم الرعاية الطبية أكثر صعوبة وضرورة.
وحيث أن الضغط على النظام الصحي قد زاد مع استمرار الحرب على قطاع غزة وارتفاع عدد الجرحى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 نحو 174 ألفا و500 شهيد وجريح، مما جعل هناك حاجة لتوفير وحدات دم آمن بشكل مستمر.
يؤكد القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أن القطاع يحتاج سنويًا ما معدله 35,000-40,000 وحدة دم في الظروف الطبيعية، ويتضاعف هذا المعدل بشكل كبير خلال حالات الطوارئ.
وفي ظل هذه الأزمة المتزايدة، تعجز منظومة بنوك الدم عن تلبية هذه الحاجة نتيجة للتحديات التي تعيق قدرتها على جمع وتخزين وتوزيع الدم بطرق صحية مناسبة.
تُعاني جمعية بنك الدم المركزي في قطاع غزة من نقص حاد في الموارد الأساسية من الأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية لسحب وحفظ ونقل ومعالجة الدم، بما في ذلك :
* أكياسالدم الخاصة بالتبرع.
* والتحاليل الخاصة بسلامة الدم من الفيروسات و الجراثيم المعدية.
* والوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة بعد تدمير ألواح الطاقة الشمسية بفعل القصف.
وأشار ناهض أبو عاصي، عضو مجلس إدارة جمعية بنك الدم المركزي بقطاع غزة،أن مقرات الجمعية تعرضت للتدمير الكامل في مدينتي خانيونس و رفح، وللتدمير الجزئي في مدينة غزة، مما زاد من صعوبة تقديم الخدمات بشكل فعال.
*تعاني بنوك الدم من نقص حاد في الموارد الضرورية مثل الكهرباء، الأمر الذي يؤثّر على قدرتها في حفظ وتخزين وحدات الدم بشكل صحيح ولفترات زمنية مطولة.
كيف يتبرع بالدم دون غذاء ؟
صعوبة التبرع بالدم ..يواجِه السكان صعوبات كبيرة في التبرع بالدم، إذ يعيشون في ظروف مجاعات تمنعهم من الحصول على الغذاء والماء الكافِيَين ليكونوا في حالة صحية مناسِبة للتبرع بالدم.
يصل معظم المتبرعين بدمهم إلى بنك الدم مرهقين، إذ يسيرون على أقدامهم مسافات طويلة حتى يتمكنوا من الوصول، وهو ما حدث مع صدام الذي يقول، “كنت مرهقاً، وطلب مني الأطباء قضاء فترة راحة، لكن عندما بدأوا في سحب الدم أغمى عليَّ، لقد كنت جائعاً ولم أشرب ماءً منذ يومين في الأقل”.
صعوبات جسيمة في تأمين وتوفير الدم المناسب
وتحذر الورقة أنه في ظل عدم توفر الموارد المطلوبة لتعزيز حملات التبرع بالدم، فإن منظومة بنوك الدم تواجه صعوبات جسيمة في تأمين وتوفير الدم المناسب وسبل نقله، مما يعرض حياة العديد من المرضى والجرحى للخطر.
وحذّر مجمع_ناصر_الطبي من أنه في حال عدم توفر الوقود، وما ينتج عنه من انقطاع في الكهرباء، سيضطر المجمع لإتلاف جميع وحدات الدم المتوفرة، والتي يجب تخزينها في حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية. وأدى ذلك إلى نقص حاد في مخزون الدم، مما دفع المجمع لإطلاق نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم في محاولة لسد العجز الطارئ وإنقاذ الأرواح.
وفي ضوء هذه التحديات الجمة، يدعو القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية إلى تكثيف الجهود لدعم منظومة بنوك الدم في قطاع غزة، وتوفير المستلزمات والمواد والأجهزة الطبية الضرورية، وإدخال الوقود اللازم لتشغيلها وضمان نقل الدم وحفظه بشكل سليم وفقًا للمعايير، ولتقديم الرعاية الصحية الطارئة.
كما يدعو القطاع الصحي إلى إرسال وحدات دم سليمة وفقًا للمعايير المناسبة في ظل حالة المجاعة في قطاع غزة، وتنظيم حملات تبرع واسعة النطاق لضمان توفر وحدات الدم المطلوبة وإنقاذ حياة العديد من الجرحى والمصابين.