صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب قمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا، بأن اللقاء كان بنّاءً ومثمرًا، معربًا عن أمله في التوصل إلى “تفاهم” بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا. وركزت القمة، التي حملت عنوان “السعي لتحقيق السلام”، على الأزمة الأوكرانية.
وقال بوتن في مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع الثلاثي في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية في أنكوريج بولاية ألاسكا: “كان اجتماعنا مع الرئيس الأمريكي ترامب بناء ومحترما ومفيدا للطرفين”.
وأكد بوتن أن الوضع في أوكرانيا كان في قلب القمة، وقال: “نرى أن الإدارة الأميركية وترامب يبذلان جهودا لحل الأزمة الأوكرانية، ونريد أن نفهم جوهر الأزمة وجذورها”.
وأكد بوتن أن التوصل إلى حل دائم في أوكرانيا يتطلب القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة وأخذ المخاوف الأمنية الروسية في الاعتبار.
وقال بوتين إن “ما يحدث في أوكرانيا مرتبط بتهديدات جوهرية لأمننا”، مضيفا أنهم ينظرون إلى الشعب الأوكراني باعتباره “أخا”، وأن ما يحدث هو مأساة بالنسبة لروسيا.
وأكد الزعيم الروسي موافقته على كلام ترامب بشأن ضرورة ضمان أمن أوكرانيا، وأضاف: “آمل أن يؤدي التفاهم الذي توصلنا إليه مع ترامب إلى تحقيق الهدف وتحقيق السلام في أوكرانيا”.
صفحة جديدة في العلاقات
وأشار بوتن إلى أن المحادثات رفيعة المستوى لم تعقد منذ أكثر من أربع سنوات، وقال إن العلاقات الروسية الأميركية تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة.
وقال بوتن: “عاجلاً أم آجلاً، كان من الضروري تصحيح الوضع والانتقال من الصراع إلى الحوار”، معرباً عن أمله في أن تفتح هذه القمة صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأشار بوتن إلى أنه من المنطقي عقد الاجتماع في ألاسكا، مذكرا بأن البلدين جاران يفصل بينهما مضيق بيرينغ.
يُقال إنه رحب بترامب عند نزوله من الطائرة قائلاً: “صباح الخير يا جاري العزيز”. كما أشار بوتين إلى الروابط التاريخية المشتركة بين ألاسكا وروسيا، مثل برنامج الإعارة والتأجير خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن هذا الإرث قد يُسهم في إعادة بناء العلاقات.
وأشار بوتن إلى إمكانات التعاون بين البلدين في مجالات مثل التجارة والطاقة والتكنولوجيا العالية والفضاء، مضيفا أن حجم التجارة ارتفع بنسبة 20 بالمئة في الآونة الأخيرة.
ووصف الرئيس الأمريكي ترامب الاجتماع بأنه “مثمر للغاية”، وقال إنهم أحرزوا تقدما كبيرا لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق كامل بشأن العديد من القضايا الرئيسية.
وقال ترامب “إنها ليست صفقة حتى تصبح صفقة”. ورغم أن القمة لم تسفر عن اتفاق ملموس لوقف إطلاق النار، فقد أشار الزعيمان إلى أن الحوار سيستمر.