الأمة/ الاتفاق بين الكيان الصهيوني ولبنان بعد طوفان الأقصى في عام 2023 كان له تأثيرات كبيرة على الوضع السياسي والعسكري في لبنان، وخاصة فيما يتعلق بحزب الله.تم التوصل إلى اتفاق بوساطة دولية، وتضمن بعض الشروط التي كانت لصالح إسرائيل بشكل كبير.
اتفاق الكيان مع لبنان
كانت تهدف إلى “تقليم أظافر” حزب الله، وخاصة من خلال إجبار لبنان على فرض مزيد من السيطرة على حزب الله، سواء عبر تعزيز القوات العسكرية أو زيادة الرقابة على الأنشطة العسكرية لحزب الله بالقرب من الحدود.
كما كان هناك تركيز على منع الحزب من التواجد في مناطق استراتيجية مثل نهر الليطاني، مما كان يعني تقليص قدرته على القيام بهجمات ضد إسرائيل.
هذه الشروط شكلت نوعاً من الضغط على الدولة اللبنانية لضبط حركة حزب الله، وهو ما أثار جدلاً في الأوساط اللبنانية حيث اعتُبر أن الاتفاق يحد من سيادة لبنان ويفرض عليه قيودًا في سعيه للموازنة بين الحفاظ على استقراره الداخلي والضغط الإسرائيلي.
مسودة اتفاق غزة
أما مسودة اتفاق غزة بعد الهجوم على قطاع غزة في أكتوبر 2023، فكانت تختلف بشكل كبير من حيث الأهداف والنتائج.
أبرز ما تميز به هذا الاتفاق هو أنه لم يسعى إلى “تقليص” قوة حماس كما حدث مع حزب الله. على العكس، كان هناك تأكيد على دور حماس في المقاومة الفلسطينية، ولم تقتصر التنازلات على الجانب الفلسطيني. وبالتحديد، نص الاتفاق على الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وعودة المواطنين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
كما تم التوصل إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق مثل محور صلاح الدين (أو فلادلفيا) دون القضاء على قوة حماس أو تقليص تأثيرها العسكري والسياسي في غزة.
كيفية التعامل مع المقاومة
الفرق الأساسي بين الاتفاقين يكمن في كيفية التعامل مع المقاومة. بينما سعت إسرائيل إلى الحد من قوة حزب الله في لبنان والتحكم في حركة الحزب، فإنها كانت أكثر استعدادًا للتفاوض مع حماس بشكل يضمن الحفاظ على الوضع العسكري والسياسي القائم في غزة، دون اتخاذ خطوات تؤدي إلى إضعاف حماس أو القضاء عليها.
اذن عند المقارنة يتضح ان مقاومة حماس استطاعت الضغط فحققت اغلب ما طلبته لوقف الحرب واتفقت بشكل متوازن لترك الأسرى لديها بينما لا نستطيع القول بأن حزب الله خرج منتصرا من تلك الحرب رغم فارق القوة بين الحزب اللبناني وحماس وبين طول وقت الحرب ورغم دخول القوات الصهيونية لقلب غزة ورعم السهداء والمصابين في غزة
رغم كل هذا فان اتفاق غزة يعتبر اتفاقا مهينا للكيان وانتصارا لغزة.