مقالات

بين البراميل المتفجرة والأجهزة المتفجرة.. هل هناك فرق؟!

بقلم: د. عبد العزيز كامل

نعم هناك فروق، فالبراميل المتفجرة التي كان الشيعة يلقونها من الطائرات على الأحياء السكنية لأهل السنة بالعراق ثم سوريا؛ كانت تقتل المدنيين الأبرياء بالمئات فتشرد الآلاف منهم خارج مدنهم وقراهم، بعد ان تدمر بيوتهم وتحرق مزارعهم.. حتى بلغ عدد ضحايا الحرب نحو نصف مليون، والمهجرين ما يزيد عن ستة ملايين.

وهذه البراميل التي كان يلقيها العميل بشار الجزار بمعونة الأشرار؛ لم تكن تتطلب أي توجيهات تقنية، فهي تصنع من حاويات معدنية كبيرة مليئة بالمُتفجرات أو شظاياها، مع النفط أو أي مواد كيميائية قابلة للتفجير والتسعير..

وتلك البراميل المتفجرة الشيعية بالرغم من كونها قنابل بدائية غير موجهة لأهداف عسكرية؛ فإنها كانت شديدة الفتك رخيصة التكلفة، تحوي ما يصل إلى 1,000 كيلوغرام أو (2,200 رطل) وتلقى بطريقة عشوائية لا تفرق بين أي أهداف إلا الأهداف السنية المأهولة، سواء أكانت مُخيمات لاجئين، أو روضات أطفال يتعلمون، أو دور مسنين.. أو ملاجئ للآمنين.

 ولذلك صنفت تلك الأسلحة الهجومية الهمجية في القوانين الدولية بأنها: أسلحة «إرهابية»!

 أول من ابتكر البراميل المتفجرة في الحرب كانت عصابات اليهود في حرب عام 1948، ثم استخدمها «الكابوي» الأمريكي في حرب فيتنام في أواخر الستينات، ثم حاربت بها «فرق الموت» الشيعية العراقية في حرب تدمير المناطق السنية المقاومة وبخاصة في الأنبار، وأخيرا.. سخرتها قوات بشار الشيعية النصيرية لإخماد الثورة السورية، بدعم مباشر من طغاة طهران وطاغوت الكرملين..

وتجئ اليوم البياجر وأجهزة اللاسلكي المتفجرة الإسرائيلية، وكأنها أداة انتقام إلهية تضرب الظالمين بمن هم أظلم منهم، فهي في غاية الدقة والانتقائية، فلا تصيب إلا عناصر محددة من قيادات العسكريين أو الأمنيين، الذين خطط أكثرهم يقينا أو نفذوا حرب البراميل المتفجرة خلال حرب العشرية السوداء التي شارك فيها حزب إيران في لبنان بعشرة آلاف من الفجار بحجة قتال «التكفيريين» الخارجين على بشار!

فهل كان يظن الذين مكروا بالملايين من أبرياء المسلمين من أهل السنة بالأمس في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن أن يأمنوا بأفرادهم بعد أن زرعوا الخوف بين الآمنين بالملايين؟!

إن سنن الله تجري بتسليط المكرة الكفرة على المجرمين الفجرة، كما قال سبحانه: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.

 [النحل: 45-47]..

قال القرطبي {فإن ربكم لرؤوف رحيم}.. «أي لا يعاجل بل يمهل..»

فسبحان من يمهل ولا يهمل..

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى