تقارير

بين التهديد والمناورة ..هكذا يحاول خامنئي تبرير الهزيمة في سوريا

بعد أربعة أيام بعد سقوط بشار الأسد، ديكتاتور سوريا، خرج خامنئي، وليّ الفقيه في نظام الملالي، في حالة من الخوف والقلق الشديدين من التداعيات التي طالت عمق سلطته الاستراتيجية نتيجة الانهيار في سوريا.

ظهر على الشاشة في محاولة بائسة لإعادة الروح إلى قواته المتداعية ومواجهة آثار التراجع المخيف في نظامه من خلال التهديدات والتصريحات.

قال خامنئي: “في منطقتنا، التي تُعدّ من المناطق الحساسة الأولى في العالم، هناك حوادث جارية اليوم”، معترفًا بالمخاطر التي تحيط بالنظام، وأضاف: “يجب أن نستخلص العبر من هذه الحوادث. الرأي العام أيضًا مُنشغل بهذه المسائل، وله أسئلته ومخاوفه، ومن الضروري توضيح الألغاز والشكوك التي أثيرت.”

وأقرّ الوليّ الفقيه بالتأثير السلبي لانهيار معنوي ناجم عن الهزائم الأخيرة، حيث قال: “في حالات الفشل، يكون الخمول سُمًا؛ أحيانًا يكون الجمود والخمول أخطر من الحوادث نفسها.”

ثم لجأ خامنئي إلى التهديدات الوهمية والتصريحات المليئة بالوعود لمحاولة رفع الروح المعنوية لقواته المتداعية، مؤكدًا: “ستُحرر المناطق التي تم الاستيلاء عليها في سوريا على يد الشباب السوريين الغيارى. لا شك أن هذا سيحدث. كما سيتم طرد أمريكا من المنطقة عبر جبهة المقاومة.”

في سياق ذلك، بدا خامنئي مُنهكًا ومضطربًا بسبب الأزمة الداخلية والضغوط الكبيرة التي تُواجه نظامه وتراجع الدعم والخسائر العسكرية في سوريا. كما أبدى مخاوف شديدة من تأثير التحليلات والكشف عن تكاليف الحرب والفشل في سوريا.

في تهديد واضح، قال: “إذا تحدث أحدهم في تحليل أو بيان عن أمور تُشعر الناس بالخيبة أو القلق فهذا يُعدّ جرمًا ويجب ملاحقته. بعضهم يسعى إلى تخويف الرأي العام، ويجب أن لا يحدث هذا.”

وقد جرى تكرار هذا التهديد من قِبل بعض قادة النظام مثل محمد باقر قاليباف، فيما أُحيل عدد من المسؤولين في النظام الإيراني إلى القضاء بتهمة التحريض على خلق مشاعر الخيبة بين الناس ومحاولة تخفيف الثقة في النظام، في مسعى لوقف موجة الأسئلة والتساؤلات التي تُحيط بنظامهم.

حاول خامنئي تبرير هزيمته الاستراتيجية الكبرى التي كلفت النظام عشرات المليارات من الدولارات، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 6 آلاف من حرس نظامه وعشرات الآلاف من المليشيات الموالية، حيث سلّط غضبه على الجيش السوري المتداعي بقيادة الأسد وقال:

“في سوريا، قاسم سليماني درّب مجموعة من عدة آلاف من الشباب، أعدّهم وسلّحه ونظمهم، وقفوا في وجه التحديات. إذا أظهر الجيش السوري ضعفًا فهذا أمر لا يُعوّل عليه من طرفهم، وقد حصل هذا الأمر للأسف.”

ثم أضاف خامنئي في سياق دفاعه البائس عن تدخلاته، إلى تكرار خطاب “الدفاع عن الحرم وحرمة العتبات المقدسة”، رغم التناقض الواضح، فقال:

“قواتنا حضرت إلى العراق و سوريا لسببين: الأول هو الحفاظ على حرمة العتبات المقدسة. والسبب الثاني كان الوضع الأمني؛ المسؤولون أدركوا أن عدم السيطرة على هذه المسألة قد تؤدي إلى انتقال حالة من انعدام الأمن إلى كل أرجاء بلادنا الكبرى.”

وأكّد خامنئي في رفض واضح للهزيمة المعلنة أن إيران ستواصل تدخلاتها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن إيران ستبقى قوية وقادرة، وقال:

“بعض المحللين الجهلة الذين لا يفهمون معنى المقاومة يظنون أن إيران ستضعف مع ضعف المقاومة. لكن أؤكد لكم أن إيران قوية ومقتدرة وستصبح أقوى.”

كما أكّد أيضًا أن أمريكا ستُطرد من المنطقة عبر جبهة المقاومة، مشيرًا إلى استمرار التدخلات الإيرانية في المنطقة كوسيلة لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية للنظام.

وفي سياق حديثه، أظهر خامنئي مرة أخرى أنه يواجه تحديات كبرى، خاصة مع تصاعد الأصوات المعارضة وتزايد موجة الاحتجاجات الداخلية والخارجية، لكنه لا يملك خيارات كثيرة للنجاة سوى الاستمرار في التلاعب بالخطط والمناورات مع الرغبة في الحفاظ على السلطة، حتى مع الانهيار التدريجي للنظام.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى