بين النقد البنّاء والترف الفكري
يقول شكيب بن مخلوف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والداعية الإسلامي المغربي الأصل والمقيم بالسويد:
لدي عقيدة راسخة بأن النقد البنّاء المبني على أسس مطلوب في كل ما له علاقة بالاجتهاد البشري، سواء في مجال الدين والفكر أو في مجال السياسة أو الاقتصاد وغير ذلك.
ولكن أليس من العدل عندما ننتقد فكرا أو هيئة أو أشخاصا او مشروعا أن نأتي بالبديل ولا نقتصر على العموميات، وأن نعزز النقد والبديل المطروح بعمل ميداني يثبت صحة ما ذهبنا إليه وخطأ ما ذهب إليه غيرنا؟
فما أسهل أن نوجه النقد لغيرنا ونصدر الأحكام، ولكن أن نأتي بالبديل الواقعي والعملي أمر صعب، فليس كل ناقد يحسن إيجاد الحلول.
ولقد أثبتت التجارب لنا أن كثيرا ممن برعوا في توجيه النقد للآخرين، ونصبوا أنفسهم حراسا للدين والعقيدة، وحكموا على غيرهم بالفسق والبدعة، بل الكفر في بعض الأحيان، عندما اصطدموا بجدار الواقع، وقاموا بمراجعات توصلوا إلى ما ذهب إليه من توجهوا اليغهم بالنقد.
نحتاج إلى أن نتواضع لبعضنا البعض، وخاصة إذا كان من ننتقدهم ممن يحملون هموم الناس، وأن نكون عونا لهم لا عليهم.
ويقول د. وصفي عاشور، أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، ورئيس مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية:
لا يلزم من النقد الإتيان بالبديل، ولا ينبغي أن يوضع هذا الشرط حائلا دون تقديم النقد، أو يشهر سيفا في وجه الناقد، ما دام نقدا بناء موضوعيا ينطلق من الحرص على الأشخاص أو الهيئات، محفوفا بأخلاق النقد وآداب الاختلاف، فإن قدم الناقد بديلا كان من الكمال، وإلا لا نلزم أي ناقد بتقديم البديل او تجربة على الأرض!
أما مطلوبية النقد وضرورته، وأهمية التواضع والعون فهذا مما لا نزاع فيه!.