بين لويس عوض وطه حسين

قال العنصري لويس عوض في محاضرة عام 1971: “يمكنكم أن تقولوا إن طه حسين باعتباره مفكرًا يضطلع بدور في الأدب المصري، قد انتهى عام 1938”.
من وجهة نظر لويس عوض، ذهب طه حسين بعد هذا التاريخ، عام 1938، تاريخ صدور كتاب “مستقبل الثقافة في مصر”؛ ذهب مذهبًا آخر بما كتبه من سلسلة التراجم الإسلامية، فكتب “على هامش السيرة” معتمدًا على سيرة ابن هشام، ثم أصدر بعدها كتاب “الفتنة الكبرى” عن عثمان الخليفة الراشد الثالث، ثم أصدر “على وبنوه”.
في الحقيقة، الردة الفكرية التي ينسبها إلى طه حسين بسبب تأليفه هذه الكتب في التراجم الإسلامية، على الرغم من المغالطات التاريخية فيما ذكره، لم تقتصر على طه حسين فقط، بل شملت أيضًا العقاد وهيكل.
الغريب في الأمر أن عوض الذي يدعى انتهاء حسين وجموده فكريًا، جاءت دراسته عن أبي العلاء “على هامش الغفران” (1966)، والتي سعى من خلالها إلى دراسة التكوين الفكري والثقافي لأبي العلاء؛ معتمدة اعتمادًا كليًا على كتابات طه حسين عن أبي العلاء
فكرة الجمود الفكري التي ألصقها لويس عوض بكتابات طه حسين بعد عام 1939، لم يكن لها إلا تفسير واحد، هو موقف لويس عوض الكاره للثقافة العربية والإسلامية.. رغم أن طه حسين لم يكن بعيدا عن مدرسة لويس عوض البغيضة!