كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الجمعة، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأجيل المشاركة العسكرية المباشرة في الحرب مع إيران لمدة أسبوعين، قد أدخل إسرائيل في مأزق استراتيجي معقّد، وسط تصعيد مستمر في المواجهات مع طهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن ترامب “لا يرى حاجة ملحّة للتدخل حالياً”، مؤكدة على لسان المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، أن قرار المشاركة في الحرب “سيُتخذ خلال أسبوعين”، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه مهلة قد تُكلف إسرائيل الكثير.
وفي ظل استمرار الضربات الإيرانية، يزداد الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تعمل بكثافة لصد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار القصف الإيراني يهدد باستهلاك مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى إسرائيل، ما قد يُجبر تل أبيب على تركيز الحماية على مناطق حيوية وترك مناطق أخرى مكشوفة للخطر.
وبحسب تقييمات عسكرية أميركية، يتصدر مفاعل “فوردو” النووي الواقع شمال إيران قائمة الأهداف الإسرائيلية المحتملة، نظرًا لأهميته الاستراتيجية وخطورة أنشطته. لكن تدمير هذا الموقع يتطلب قنابل خارقة للتحصينات، مثل تلك التي تحملها طائرات الشبح الأميركية B-2، ما يزيد الحاجة إلى التنسيق العسكري مع واشنطن.
في المقابل، يُرجّح أن تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ ضربة منفردة باستخدام قوات كوماندوز أو الذخائر المتوفرة لديها إذا لم تتلقَّ دعمًا أميركيًا كافيًا، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمح إلى هذا الخيار، بقوله:
“إسرائيل ستسحق جميع أهدافهم ومنشآتهم النووية… لدينا القدرة على ذلك”.
منذ بدء العملية الإسرائيلية المسماة “الأسد الصاعد”، أغلقت الأجواء الإسرائيلية بالكامل، وشهدت البلاد شللاً اقتصادياً جزئياً وتوقفاً في الحركة الجوية، في ظل تقديرات بأن استمرار الحرب يكلف الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 286 مليون دولار يومياً، مما يُفاقم الضغط على الحكومة لاتخاذ قرارات سريعة، حتى في غياب الغطاء الأميركي المباشر.
ومع تزايد حدة المواجهة، تبقى تل أبيب في حالة ترقب مشوب بالحذر، تنتظر قراراً من واشنطن قد يُعيد رسم قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة القادمة.