تجنب المواجهة الشاملة مع تل أبيب يسيطر علي افتتاحيات الصحف الإيرانية
تناولت مقالات الصحف الحكومية الإيرانية قضايا العلاقات الخارجية والتوترات الإقليمية بين نظام الملالي في طهران والكيان الصهيوني اثر ترقب القوي الاقليمية والدولية ردا من تل ابيب علي القصف الصاروخي الذي طال مدنا إسرائيلية ردا علي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس السابق اسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله .
. ركزت هذه المقالات بشكل خاص على المسائل المتعلقة بإسرائيل والولايات المتحدة، في الوقت الذي سعت فيه إلى تقديم صورة إيجابية عن السياسات الإقليمية لإيران.
وعلى الرغم من هذه الادعاءات، تشير بعض التحليلات إلى أن هذه السياسات قد تزيد من حدة التوترات الداخلية والسخط الشعبي. وبينما تحدثت العديد من المقالات عن نجاح السياسات الإيرانية في مواجهة التهديدات الخارجية، أشار بعضها إلى المخاطر الحقيقية الناتجة عن تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية الداخلية.
وتناولت صحيفة ابتکار في مقالها الأسباب التي تدفع إيران إلى تجنب الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل حيث ُاستند في هذا المقال إلى التوازن الاستراتيجي الإقليمي وتجنب الانجرار إلى حرب طويلة الأمد. ومع ذلك، تم تقديم السياسات الخارجية الهجومية ودعم الجماعات المقاومة في المنطقة كعوامل رئيسية لمواجهة تهديدات إسرائيل.
تطرقت صحيفة ابتکار في مقال آخر إلى دور الولايات المتحدة الامريكية في الحد من تحركات إسرائيل لاشعال حرب إقليمية واسعة في المنطقة إذ يشير المقال إلى السياسات التي تنتهجها واشنطن لثني إسرائيل عن خوض حرب شاملة ضد إيران.
ومع ذلك، يُشار إلى أن السخط الشعبي الناتج عن الوضع الاقتصادي والضغوط الداخلية لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا أمام النظام الإيراني للانخراط في المواجهة مع إسرائيل عبر الرهان علي دعم عددا من الساحات في اربع عواصم عربية .
في مقالها، أكدت صحيفة ستاره صبح أن الحرب بين إيران وإسرائيل لن تكون في مصلحة أي طرف، ودعت إلى ضرورة الحوار وخفض التوترات. يشير المقال إلى أن السياسات الهجومية لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الداخلية في إيران. وعلى الرغم من الدعم الرسمي للسياسات الإقليمية الإيرانية، يرى كُتّاب المقال أن السخط الشعبي يشكل تهديدًا داخليًا كبيرًا.
من جانبها تناولت صحيفة إيران في مقالها الاستراتيجيات التي تتبعها إيران لعزل إسرائيل على الساحة الدولية. تم تقديم السياسة الخارجية الإيرانية على أنها ناجحة في تقليص نفوذ إسرائيل. ومع ذلك، تم الإشارة بشكل ضمني إلى أن الضغوط الاقتصادية وتزايد الاحتجاجات الداخلية قد تشكل تحديات للنظام.
في مقالها، استعرضت صحيفة شرق الأزمات الإقليمية ودور إيران في إدارتها. يشير المقال إلى دور إيران في تهدئة التوترات ومنع الحروب الواسعة في المنطقة، لكنه يحذر أيضًا من أن السخط الشعبي الناتج عن المشاكل الاقتصادية والضغوط الدولية قد يتحول إلى عامل مدمر لاستقرار النظام.
وقد تناولت صحيفة جوان في مقال بعنوان “إزالة إسرائيل من المعادلات الاقتصادية في المنطقة تؤدي إلى زوالها” جهود إيران للحد من النفوذ الاقتصادي لإسرائيل في المنطقة. يشير المقال إلى النجاحات التي حققتها إيران في هذا المجال، ويدعي أن هذه السياسات قد تؤدي تدريجيًا إلى تراجع إسرائيل. ومع ذلك، لم يتم التطرق بشكل كبير إلى المخاطر الاقتصادية والسخط الشعبي الداخلي.
وفي هذا السياق تُظهر مقالات الصحف الحكومية الإيرانية أن النظام يسعى إلى تحقيق نجاح في مجال العلاقات الخارجية ومواجهة إسرائيل، في حين أن التحديات الداخلية والسخط الشعبي في تزايد مستمر.
وبينما أشارت بعض المقالات إلى نجاح السياسات الإيرانية في مواجهة التهديدات الخارجية، حذرت أخرى من المخاطر الناتجة عن الضغوط الاقتصادية وتصاعد الاحتجاجات الداخلية. يواجه النظام الإيراني تهديدًا مزدوجًا يتمثل في الضغوط الدولية من جهة، وتزايد السخط الشعبي الداخلي من جهة أخرى.