تحرير حلب يشعل مخاوف نظام الملالي ويضع خامنئي في الزاوية
في يوم الجمعة 29 نوفمبر، دوّى خبر كالقنبلة في أرجاء العالم، متجاوزاً كل الأحداث الأخرى: “تحررت حلب!” انتشرت على نطاق واسع مشاهد تُظهر تدمير صور وتماثيل بشار الأسد وتمزيق صور خامنئي على يد مقاتلين سوريين دخلوا المدينة.
وفي مقطع فيديو، يظهر مقاتل سوري مسلح وهو يمزق صورة خامنئي موجهًا رسالة ساخرة إليه: “طريق القدس لا يمر عبر سوريا!” كما أظهرت الصور السیطرة على قنصلية النظام الإيراني في حلب وتدمير صور قاسم سليماني.
حرر الثوار السجناء، وأظهرت المقاطع المصورة احتفالات أهالي حلب الذين خرجوا مبتهجين بتحرير مدينتهم من قبضة دكتاتورية بشار الأسد.
في البداية، أنكر إعلام النظام الإيراني تقدم قوات المعارضة السورية وتحرير مدينة حلب، لكنه اضطر لاحقًا للاعتراف، وأفاد بمقتل العميد في الحرس كيومرث بورهاشمي المعروف بـ”حاج هاشم”، أحد أبرز قادة الحرس للنظام الإيراني.
تناولت وسائل الإعلام الدولية هذا الحدث بالتحليل. ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في 30 نوفمبر: “مع انشغال النظام الإيراني وحزب الله في أماكن أخرى، وجد نظام الأسد نفسه في الزاوية.”
أما شبكة CNN فقد أفادت في 29 نوفمبر: “استغل المتمردون السوريون ضعف القوات الوكيلة للنظام الإيراني لشن هجوم على حلب. خلال العام الماضي، شهد النظام الإيراني تلقي حزب الله ضربات متتالية.”
فيما تناولت وسائل الإعلام الحكومية، ولو بشكل محدود، حالة الرعب التي سيطرت على النظام الإيراني إثر تحرير مدينة حلب. كتبت وكالة “بولتن نيوز” التابعة لمخابرات النظام (29 نوفمبر): “التطورات الأخيرة في شمال سوريا، لا سيما في محيط حلب، تعكس تغييرات كبيرة في ميزان القوى.
من المهم التأكيد هنا أن هزيمة جيش الأسد وانسحابه من مناطق رئيسية مثل خان العسل وخان طومان، بالتزامن مع التقدم السريع للقوات المعارضة، وخاصة هيئة تحرير الشام، رسمت مشهداً جديداً لهذه المنطقة. هذه التحولات ليست فقط نتيجة ضعف تكتيكي للجيش السوري، بل تعكس أيضاً تعقيد المعادلات الإقليمية ودور اللاعبين الدوليين.”
وفي سياق هذه التطورات، وقعت خان طومان، التي تُعد من القواعد الرئيسية للجيش السوري، بيد المعارضة. هذه البلدة، نظراً لموقعها الجغرافي، كانت ذات أهمية كبيرة في تأمين خطوط الإمداد للقوات الحكومية… سقوط خان طومان يُعتبر هزيمة استراتيجية لدمشق.”
يرى خبراء النظام أن سقوط حلب وسلسلة من المدن والقواعد العسكرية الأخرى للجيش السوري يمثل بداية مسار جديد في نعش النظام بل يثير الكثير من الأسئلة حول مستقبل الاسد في السلطة وتردي أوضاع حلفائه الإيرانيين واللبنانيين .
. من جانبه حذر المحلل الحكومي “جلال خوشچهره”: “سلسلة الأحداث المفاجئة في الشرق الأوسط، التي وصلت الآن إلى سوريا، لن تتوقف هنا. من المحتمل أن تمتد قريباً إلى العراق؛ وإذا نظرنا إلى هذه الأحداث من منظور واقعي وربطناها بالصراع بين إيران والغرب وبالنزاع بين تل أبيب وطهران… يمكننا أن نتوقع أن المنطقة ستظل حبلى بأحداث متتابعة ومفاجئة.” (موقع رويداد24، في 30 نوفمبر).
فيما يتعلق بالأهمية الاستراتيجية للضربة التي تلقاها النظام بتحرير مدينة حلب، تُبرز تصريحات قائد قوات الحرس للنظام الإيراني “حسين سلامي” خلال مقابلة تلفزيونية جرت في (25 ديسمبر 2016).
وبدوره صرّح سلامي، في تعليقه على استعادة حلب من قبل قوات الأسد والقوات الإيرانية: “في الجغرافيا السياسية لسوريا، من يسيطر على حلب يتحكم بشمال سوريا، ومن يسيطر على دمشق يتحكم بجنوبها.
وأضاف : وإذا سيطر أي طرف على هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين، فإنه يحكم قبضته على النفوذ السياسي والاجتماعي والأمني في البلاد… لذلك، تعتبر حلب نقطة ارتكاز تحدد موقع أي قوة تشارك في القتال هناك