انفرادات وترجمات

ترامب خلال ولايته الثانية: هل يقود العالم نحو السلام أم يغرقه في الفوضى؟

تساءل  وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا خلال مقال له  في صحيفة “نيويورك تايمز” عن احتمالات ان يقود ترامب العالم خلال ولايته الثالث نحو السلام أم يغرقه في الفوضي .

وقال بانيتا الذي شعل منصب وزير الدفاع في ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما :نعيش في عالم يزداد خطورة وتهديدًا يومًا بعد يوم.

وأشار إلي أن هناك نقاط توتر أكثر في الجغرافيا السياسية العالمية اليوم مما شهدناه منذ عقود، مما يشكل تحديًا جيلًا للإدارة القادمة لدونالد ترامب ولكل القيادة المنتخبة في الولايات المتحدة.

ولاية ترامب الثانية 

ومضي للقول :في معهد بانيتا للسياسة العامة، أقول للطلاب إن الديمقراطية تعني أننا نحكم إما بالقيادة أو بالأزمات.

واردف :إذا كانت القيادة موجودة ومستعدة لتحمل المخاطر المرتبطة بالمسؤولية، يمكننا تجنب الأزمات أو على الأقل احتوائها. ولكن إذا غابت القيادة، فإننا سنحكم لا محالة من خلال الأزمات. ينطبق الأمر نفسه على السياسة الخارجية.

وعاد وزير الدفاع الأمريكي السابق للقول :مع اقتراب الرئيس المنتخب ترامب من التنصيب لفترة ولايته الثانية، يطرح سؤال أساسي حول العالم: هل سيكرر النهج غير المتوقع والفوضوي للسياسة الخارجية الذي ميّز فترته الأولى، أم أنه سيتبنى الفكرة التي أكد عليها مرارًا خلال حملته، وهي «السلام من خلال القوة»؟

ترامب سيلتقي “قريبا جدا” مع بوتين

واستدرك بانيتا قائلا :لا يمكن للرئيس المنتخب ترامب تبني مفهوم السياسة الخارجية هذا، الذي يقوم على أن الجيش القوي يمكنه منع الصراعات، دون تبني التعريف الذي قدمه الرئيس رونالد ريجان ببلاغة خلال خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين لإنزال نورماندي.

قال ريجان: “لقد تعلمنا في أمريكا دروسًا مريرة من حربين عالميتين. من الأفضل أن نكون هنا مستعدين لحماية السلام بدلاً من البحث عن ملجأ أعمى عبر البحار، ونتسرع في الرد بعد أن نفقد الحرية”.»

وأوضح الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق : أيضًا أن قوة حلفاء أمريكا ضرورية للولايات المتحدة.

ترامب وخصوم واشنطن

ولفت بانيتا إلي أن العالم الذي ينتظر السيد ترامب مختلف تمامًا وأكثر تهديدًا مما كان عليه في أول أربع سنوات له. الطغاة الذين كانوا يعملون ضمن مجالات نفوذهم الخاصة انضموا الآن معًا في محور للدعم المتبادل والعدوان.

وتابع قائلا :فلاديمير بوتين في روسيا لم يعد مجرد متنمر مزاجي، بل أصبح طاغية غزا ديمقراطية أوكرانيا ذات السيادة وما زال يهدد الديمقراطيات في الغرب.

وكذلك أبي شي جين بينج في الصين استعداده لغزو تايوان ويريد منافسة الولايات المتحدة كقوة عسكرية رائدة.

وبل أمتدت التهديدات بحسب بانيتا إلي كيم يونغ أون في كوريا الشمالية لا يهدد الديمقراطية في كوريا الجنوبية فحسب، بل أرسل أيضًا طائرات مسيرة وآلاف الجنود إلى روسيا لقتال الأوكرانيين.

وعرج إلي إيران، التي أضعفتها إسرائيل،حيث  تستمر في تخصيب اليورانيوم وتقترب من تطوير سلاح نووي.

دونالد ترامب في حوار مباشر مع بكين
دونالد ترامب في حوار مباشر مع بكين

أما داعش، فقد عاودت الظهور من خلال إلهام هجمات «الذئاب المنفردة»، مثل الهجوم الذي وقع في نيو أورلينز.

واشار وزير الدفاع الأمريكي الديمقراطي الأسبق إلي السيد ترامب يفتخر دائمًا بكونه صانع صفقات، وقد وعد في حملته الانتخابية بأنه سيحل هذه الصراعات في الأيام الأولى من رئاسته.

لكن نظرًا لأن العالم أكثر خطورة، فإن ذلك يبدو غير مرجح. وإذا حاول وفشل، ستظهر الولايات المتحدة بمظهر الضعف.

وأضاف :لكن في الوقت نفسه، يمكن لمفهوم «السلام من خلال القوة» أن ينجح بالفعل. سيتطلب ذلك قيادة قوية وجادة ومستقرة لتحويل الأزمة المتعددة الأقطاب الحالية إلى فرصة للولايات المتحدة.

ويمكن للرئيس القادم أن يكون صانع صفقات، ولكن يجب أن يكون ذلك من موقع قوة.

لضمان ذلك، يجب على الإدارة الجديدة أن تكون مستعدة لزيادة الاستثمارات العسكرية في مجالات التجنيد، التدريب، الاستعداد، أنظمة الأسلحة النووية، القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، والبحث والتكنولوجيا. لتحقيق كل هذا، لا يمكن أن يعتمد ميزانية الدفاع على قرارات مستمرة غير متوقعة.

فيما يخص أوكرانيا،أشار بانيتا إلي أنه أصبح من الواضح أن أوكرانيا وبوتين يجب أن يجدا طريقة لتسوية تفاوضية للحرب.

ويجب أن يوضح ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الناتو لدعم أوكرانيا، وأنه لن يُسمح لبوتين بالنجاح.

وكذلك يجب أن يقول ترامب للصين إنها ستساعد تايوان في الدفاع عن نفسها، وأن بحر الصين الجنوبي سيبقى مفتوحًا بموجب القانون الدولي، وأن الولايات المتحدة ستدعم تحالفًا قويًا مع اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، الهند، ودول آسيوية أخرى لحماية حرية البحار والتجارة في المحيط الهادئ.

أما بالنسبة لإيران، فهي فرصة أخرى. طهران أضعفتها إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا؛ وقد تكون مفتوحة للمفاوضات بشأن تقييد تخصيبها النووي ووقف دعمها للوكلاء مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وخلص في نهاية مقالته للقول :الرئيس، كقائد أعلى للقوات المسلحة، لديه السلطة والمسؤولية لتحديد مستقبل الأمن الأمريكي. إذا استخدم هذه السلطة بلا مبالاة، قد تجد الولايات المتحدة نفسها في حرب عالمية أخرى.

ولكن إذا فهم الرئيس قوته، كما فعل ريغان، يمكنه تقديم قيادة قوية وبناء تحالفات توجه العالم بعيدًا عن الحرب. المفتاح للسلام هو القوة، والمفتاح للقوة هو القيادة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights