ترامب رجل أمريكا الوقح في مواجهة غزة والأنظمة العربية (1)
محاولة للفهم لتجاوز الخطر.

سيد فرج
يكمن خطر ترامب، من كونه يحكم الآن أمريكا… وما أدراك ما أمريكا…. فهي باختصار اخطبوط ضخم، تمتد أطرافه إلى كل دولة من دول العالم، هذا الاخطبوط له نفوذه، وتأثيراته على كل ما تصل إليه أطرافه، سواء منظمات دولية، شعوب مختلفة، أو حكام دول صغيرة أو كبيرة، فهي أكبر قوة في العالم عسكرياً، وأمنياً، واستخبارتياً، واقتصادياً، وتكنولوجيا، وصناعياً، وتجارياً، وإعلامياً، ونفوذاً في السياسة الخارجية، والعلاقات الدولية، وأكثر دولة تحكماً في المنظمات الدولية، سواء السياسية، أو الاقتصادية، أو المالية، أو الإنسانية، أو الحقوقية، أو القضائية، أو العلمية، أو الثقافية، ووسائل النقل، والمواصلات الدولية، ووسائل الإعلام، ووسائل الاتصال الدولية، ومواقع التواصل العالمية، والمعاملات المالية، والتجارية الدولية .
هذا الرئيس في غضون أيام قليلة، من وصوله للبيت الأبيض، أثار جدلاً، وأحدث فزعاً، ونشر رعباً، واستفز أحرار العالم، واشمأزت منه نفوس الأسوياء، فالعالم اليوم في ترقب لقراراته وتهديداته، كل الدوائر السياسية في العالم تتابعه، وتدرس سيناريوهات تحركاته، ومآلات قرارته.
وفي الشأن الخاص بنا كمسلمين وعرب، هذا الرئيس أصدر عدداً من التصريحات، والقرارات، والتهديدات، تضر بفلسطين وشعبها، وغزة وأهلها، وهي قضيتنا الأساسية، والدينية، والقومية، والإنسانية، كما أنه يمارس الآن ضغوطاً شديدة، على دولنا العربية خاصة مصر، والأردن، والسعودية، ويهدد شعوبها وأنظمتها.
لذلك كان من الأهمية بمكان دراسة السيرة الذاتية، والسمات الشخصية، والمناهج السياسية التي يتبناها هذا الوقح، في محاولة منا لتحليل سياساته وقراءة قراراته ومآل تحركاته، بشكل مختصر، ومركز، يفيد الباحث والدارس، ويسهم في تجاوز خطره، على أمتنا وقضيتنا، وذلك علي النحو التالي:
أولاً: السيرة الذاتية
– ولد ترامب في 14يونيو 1946، والده من أصول ألمانية، وأمه من أصول أسكتلندية، له أربعة من الأشقاء.
– طرد جده من ألمانيا لهروبه من الخدمة العسكرية.
– طوله 74بوصة، وزنه215 رطل.
– مسيحي انجيلي متطرف: مدعوم من اليمن المسيحي المتطرف، ومنهم طائفة المورمون، وما يسمى الكنيسة الوطنية، الذي يسعون لإنشاء مملكة الرب اليهودية المسيحية.
– تزوج (3) ثلاث مرات، من «ميلانا» و«إيفانا» و«مارلا» ولديه 5 خمس أولاد، وله علاقات سرية، مع ممثلات أفلام إباحية.
– تعليمه: درس في طفولته في مدارس خاصة، ثم التحق في سن (13) الثالثة عشر بالأكاديمية العسكرية، ثم التحق بجامعة فوردهام، ثم بنسلفانيا، وحصل في 1967 على درجة البكالوريوس في العلوم والاقتصاد – كانت له سيرة سيئة في الجامعة مما دعا محاميه لتهديد الجامعة بالمقاضاة، إذا أفصحت عن أي معلومات خاصة بترامب أثناء دراسته فيها- وتعهدت الجامعة بعدم نشر أي معلومات خاصة بترامب.
– تهرب من الخدمة العسكرية، بعد أن قدم لأربع مرات تقارير مزيفة حتى يتهرب من المشاركة في حرب فيتنام، كما أن جده هرب من الخدمة العسكرية وطرد بسبب ذلك من ألمانيا.
– هواياته: يلعب الجلوف ويهوى المصارعة.
– أعماله قبل توليه الرئاسة: تولى إدارة أعمال العائلة، في مجال العقارات، وتخصص في بناء ناطحات السحاب،
والفنادق، والكازينوهات، وتطوير ملاعب الجلوف، كما عمل مقدم لبرنامج شهير.
– أُشهر إفلاسه (6) ست مرات.
– دخل المجال السياسي أول مرة في سنة 2000 ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية عن حزب الإصلاح ولم يحقق نجاح يذكر،
لكنه في 2016 أعلن ترشحه عن الحزب الجمهوري، ورغم خسارته لأصوات الناخبين، إلا أنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي،
ليصبح الرئيس الـ45 لأمريكا، ثم فاز بانتخابات 2024 ليكون الرئيس ال45 ويتولى منصب الرئيس ال47 لأمريكا.
– بعد دخوله المجال السياسي وحتى الآن استخدم التصريحات الكاذبة، والمضللة،
خطابه مشحون غالباً بالعنصرية، والتطرف، والكراهية للمهاجرين، والنساء والملونيين، والمخالفين له في الرأي، والسياسية، والفكر.
– اتهم بالتجسس، والسرقة، والاغتصاب، والاعتداء الجنسي، والتحرش، لعدد كبير من السيدات، وتقدم أكثر من (19) سيدة بشكاوى ضده إحداهن كانت زوجة له.
إذن: خلاصة المتحصل من سيرته الذاتية ما يلي:
– يعادي المهاجرين، رغم أن والده من أصول ألمانية وأمه من أصول أسكتلندية.
– يدعي القوة، والشجاعة، وحب أمريكا، رغم أنه جبان تهرب (4) مرات من الجيش بتقارير مزيفة،
لكي يهرب من الذهاب للحرب في فيتنام، كما تهرب جده من الجيش الألماني، وطرد من ألمانيا عقاباً له.
– يدعي محاربة الفساد، رغم أنه اتهم بالسرقة، والتزوير، والاغتصاب، والتحرش، والاعتداء الجنسي، لأكثر من (19) سيدة.
– يحكم دولة ديمقراطية، وهو مسيحي متطرف، مؤيد لليمين المتطرف ومؤيد منه.
– يزعم أنه حريص على أميركا، رغم كونه متهم بالتجسس لصالح روسيا.
{إذن: نحن أمام شخصية، بلغت من الكبر عتياً، ولكنها وقحة، جبانة، لا أخلاق لها، متطرفة، خاينة، لا قيم لها حقيقة، انتهازية}
ثانياً: السمات الشخصية:
بحسب العلماء النفسيين، ومنهم «د. دان ماك آدمز» المدرس بجامعة ويسترن الأمريكية، وغيره، أن ترامب:
– نرجسي بقدر لم يسبق به.
– يعشق نفسه، ويرى أن فوق البشر وأنه شخصية مثالية، لا تفشل مطلقاً.
– لا يمكن التنبؤ بما يقوم به.
– تصرفاته منفصلة عن الواقع والحقيقة.
– لا يعترف بالهزيمة، ولا يمكن أن يتصورها، لذلك دائما يبرر لنفسه، وينسب لنفسه انتصارات، وإنجازات لم تحدث.
– يستخدم الكذب، والتضليل، والخداع، وهو قانع بأن ما يقوله هو الحقيقة.
– يثق بنفسه لدرجة مفرطة، وغير واقعية، تصل لحد الغرور.
إذن: خلاصة سماته الشخصية:
«أننا أمام شخصية، مريضة، غير متوقعة أفعالها، تتبنى الكذب والتضليل، مغرورة، تدعي مالم يحدث»
إذن: بالجمع بين السيرة الذاتية، والسمات الشخصية، نجد أنفسنا، أمام شخصية منحرفة، فكرياً، وسلوكياً، وجبانة، ومضللة،
ولا تستسلم ظاهرياً، مدعية لحكمة، وبطولة، غير متوفرة، ومع ذلك فهي متطرفة، ومجرمة، أفعالها غير متوقعة.
وفي المقال القادم بإذن الله، سوف نتناول منهجه النظري، وسلوكه السياسي،
ونتناول تصريحاته وتهديدته بشيء من التفصيل، وكيفية تجاوز خطرها.