تقاريرسلايدر

ترامب ورامافوزا..هل ينجحان في إنقاذ العلاقات الأمريكية-الجنوب أفريقية؟

لقاء مشحون في البيت الأبيض

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاءً مع نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في 21 مايو 2025، وسط أجواء مشحونة بالتوترات السياسية والاقتصادية. واجه ترامب رامافوزا بادعاءات حول “إبادة جماعية” ضد الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، مستندًا إلى مقاطع فيديو وصور، وهي اتهامات رفضتها بريتوريا بشدة، معتبرة إياها تحريفًا للواقع. هذا التصعيد، الذي وصفته وكالة الأنباء الألمانية بـ”الكمين الدبلوماسي”، يعكس عمق الأزمة بين واشنطن وبريتوريا.

جذور الخلاف: تباينات سياسية وآيديولوجية

تؤكد الباحثة الأمريكية ميشيل غافين، في تقرير لمجلس العلاقات الخارجية، أن الخلافات بين البلدين تعود إلى ما قبل الولاية الثانية لترامب. فحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الحاكم في جنوب أفريقيا، يرى الولايات المتحدة عائقًا أمام نظام عالمي عادل، بينما يظهر تسامحًا مع دول مثل الصين وروسيا. موقف جنوب أفريقيا من غزو روسيا لأوكرانيا، ودعوتها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية في غزة عام 2023، أثارا استياء واشنطن، التي اتهمت بريتوريا بازدواجية المعايير في قضايا حقوق الإنسان.

السياسات العقابية الأمريكية

منذ تولي ترامب منصبه في يناير 2025، اتخذت إدارته إجراءات صارمة ضد جنوب أفريقيا، شملت تجميد المساعدات الخارجية، تهديدات بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%، وإنهاء قانون النمو والفرص في أفريقيا (أغوا)، إضافة إلى طرد السفير الجنوب أفريقي. كما استقبلت الولايات المتحدة 59 مواطنًا أبيض من جنوب أفريقيا كلاجئين، معتبرة إياهم ضحايا اضطهاد، وهو ما رفضته جنوب أفريقيا، مشيرة إلى أن البيض يملكون نسبة كبيرة من الأراضي رغم قلة عددهم.

حسابات سياسية داخلية

يلعب السياق السياسي الداخلي دورًا كبيرًا في مواقف الرئيسين. يرى رامافوزا أن مواجهة ترامب تعزز صورته كمدافع عن سيادة جنوب أفريقيا، خاصة بعد انتقادات خصومه السياسيين لزيارته لواشنطن. من جهته، يستغل ترامب الأزمة لتعزيز خطابه السياسي، موجهًا رسالة إلى الدول الأخرى بأن واشنطن ستعاقب من لا يتماشى مع سياساتها. لكن هذا النهج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى