يستمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التلاعب بمصائر مليوني إنسان يتعرض لأبشع المذابح البربرية والقتل الممنهج الذي تشنه آلة القتل الإسرائيلي على مدار عامين .
حيث تراجع ترامب عن تأكيده على أن الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” ستنتهي “بشكل حاسم” خلال الأسابيع القليلة المقبلة، موضحًا تصريحاته التي أدلى بها قبل يوم واحد فقط.
والاثنين، صرح ترامب بأنه يعتقد أنه “خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، ستكون هناك نهاية جيدة وحاسمة للحرب- نهاية حاسمة”.
ولكنه تراجع، الثلاثاء، عن هذا التصريح، وذكر أن الصراع في المنطقة يعود إلى “آلاف السنين”، وأضاف: “لا يوجد حل نهائي، ولكن نأمل أن تُحل الأمور بسرعة كبيرة فيما يتعلق بغزة، وكذلك فيما يتعلق بأوكرانيا وروسيا”.
وتأتي تصريحات الرئيس الأمريكي بانتهاء الحرب قريبًا في وقت تواجه فيه إسرائيل إدانة عالمية بعد هجوم على مستشفى ناصر في غزة أسفر عن مقتل 20 شخصا، بينهم 5 صحفيين وعاملين طبيين.
بالرغم من إعلان حركة “حماس” موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المحادثات قبل هجوم واسع النطاق قد تشنه إسرائيل على مدينة غزة.
مبررات خبيثة واجتماع مفاجئ
وأعلن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يعقد الرئيس دونالد ترامب “اجتماعا موسعا” في البيت الأبيض، الأربعاء، لمناقشة الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وقال ويتكوف، لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية: “لدينا اجتماع موسع في البيت الأبيض، برئاسة الرئيس، وهي خطة شاملة للغاية نعدها في اليوم التالي، وأعتقد أن الكثيرين سيحضرونها، وسيرون مدى فاعليتها وحسن نواياها، وهي تعكس الدوافع الإنسانية للرئيس ترامب”.
وعندما سُئل ترامب عن رد فعله، قال إنه لم يسمع عن الغارة، لكنه “غير راضٍ عنها”، وأضاف: “علينا أن نضع حدا لهذا الكابوس”.
ويأتي اجتماع الرئيس الأمريكي أيضًا في الوقت الذي نظم فيه الإسرائيليون يومًا احتجاجيًا على مستوى البلاد، الثلاثاء، حيث أغلقوا الطرق السريعة وأحرقوا الإطارات، مطالبين باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح الرهائن.
وكشفت القناة الـ13 الإسرائيلية أن إسرائيل لا تعتزم الرد على المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس بشأن صفقة جزئية، وأبلغت الوسطاء بأنها مستعدة فقط لمناقشة اتفاق شامل وكامل ينهي الحرب وفق شروطها.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس خيار “السيطرة على مدينة غزة”، ويريد استباق أي رد لحماس على تطور من هذا النوع.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان حماس قبولها مقترحاً جديداً للوسطاء لوقف إطلاق النار، من شأنه إطلاق سراح الرهائن على مراحل خلال فترة أولية مدتها 60 يوماً، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وتحتجز حماس حتى الآن 49 رهينة في غزة، مات 27 منهم بحسب الجيش الإسرائيلي.
احتجاجات واسعة في إسرائيل
أغلق متظاهرون إسرائيليون يحملون أعلاماً ولافتاتٍ وصوراً للرهائن، طريقاً رئيسياً في تل أبيب، الثلاثاء، مطالبين بإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.
ولوح مئات المتظاهرين بالأعلام الإسرائيلية والرايات الصفراء التي ترمز إلى التضامن مع الرهائن، بينما قرع آخرون الطبول ورددوا شعارات، وأُجبِرت السيارات على التوقف أمام الحشد.
وكانت عائلات المحتجزين قد أعلنت تنظيم يوم احتجاجي، للضغط على الحكومة لقبول مقترح اتفاق وقف إطلاق النار، ونظموا صباح الثلاثاء وقفة أمام القنصلية الأمريكية في تل أبيب.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتجمع آخرين أمام منازل وزراء مختلفين في أنحاء البلاد.
وجاءت المظاهرات بالتزامن مع اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي “الكابينت” مساء الثلاثاء.
وعقب الاجتماع، أدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريحات فضفاضة لم يكشف فيها عن مخرجات الاجتماع الأمني الذي أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه لم يأت بأيّ نتيجة تُذكر.
وقال نتنياهو “خرجنا للتوّ من اجتماع الكابينت. ليس في وسعي أن أستفيض في الكلام”.
وأضاف: “لكنّني سأقول أمراً واحداً: كانت البداية في غزة وستكون النهاية في غزة. نحن لن نترك هؤلاء الوحوش هناك”.