أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا باتهامه الرئيس الأسبق باراك أوباما بـ”الخيانة” ومحاولة قيادة “انقلاب”، مدعيًا أن أوباما حاول تقويض فوزه في انتخابات 2016 عبر تزوير معلومات استخباراتية تتعلق بالتدخل الروسي. هذه الاتهامات، التي جاءت مدعومة بتقرير من مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، أثارت نقاشات سياسية وإعلامية حادة..
اتهم ترامب أوباما بقيادة جهود لربطه زورًا بروسيا، بهدف تقويض شرعية فوزه الانتخابي في 2016. وشملت الاتهامات أيضًا هيلاري كلينتون، جو بايدن، ومسؤولين آخرين مثل جيمس كومي وجيمس كلابر.
وصف ترامب أوباما بأنه “زعيم العصابة”، مدعيًا أن وثائق غابارد تثبت تورط أوباما في “خيانة” و”محاولة انقلاب” عبر “تزوير” تقارير استخباراتية حول التدخل الروسي. وقال: “لقد حاولوا سرقة الانتخابات، لقد تم القبض عليهم، ويجب أن تكون هناك عواقب وخيمة”.
نشر ترامب فيديو مزيفًا على منصة “تروث سوشال” يُظهر أوباما يُعتقل في المكتب البيضاوي، مما أثار انتقادات واسعة بسبب نشر معلومات مضللة.
في 18 يوليو 2025، أصدرت غابارد تقريرًا يزعم أن مسؤولي إدارة أوباما، بما في ذلك أوباما نفسه، “صنعوا معلومات استخباراتية” للإضرار بترامب بعد فوزه في 2016. وأشارت إلى أن هذه الأفعال كانت “مؤامرة خيانية” تهدف إلى “تقويض إرادة الشعب الأمريكي”.
أعلنت غابارد أنها أحالت الوثائق إلى وزارة العدل للتحقيق الجنائي، متهمة مسؤولين مثل جون برينان (مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق) وجيمس كلابر (مدير الاستخبارات الوطنية السابق).
أصدر المتحدث باسم أوباما، باتريك رودنبوش، بيانًا نادرًا وصف فيه اتهامات ترامب بأنها “سخيفة” و”محاولة ضعيفة لصرف الانتباه”. وأكد أن الوثائق التي أصدرتها غابارد لا تنفي الاستنتاج المتفق عليه بأن روسيا حاولت التأثير على انتخابات 2016 دون التلاعب المباشر بالأصوات.
أشار بيان أوباما إلى أن قرار المحكمة العليا الأمريكية في 2024 يحمي الرؤساء السابقين من الملاحقة القضائية عن الأفعال الرسمية أثناء فترة ولايتهم.
وصف السيناتور مارك وارنر والنائب جيم هايمز اتهامات غابارد بأنها “لا أساس لها” و”ذات دوافع سياسية”، مشيرين إلى تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ عام 2020، الذي أكد تدخل روسيا في 2016 دون دليل على تلاعب بالأصوات.
دعم أنصار ترامب الاتهامات، مطالبين بمحاسبة إدارة أوباما، بينما تجنب آخرون، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، التعليق المباشر.
أثارت الاتهامات جدلًا واسعًا على منصة “إكس”، حيث اعتبر البعض الفيديو المُولد بالذكاء الاصطناعي “تجاوزًا خطيرًا”، بينما دعم آخرون مزاعم ترامب.
يرى منتقدو ترامب أن هذه الاتهامات تهدف إلى صرف الانتباه عن ضغوط قاعدته الشعبية للكشف عن ملفات جيفري إبستين، التي تثير جدلًا حول علاقات ترامب السابقة بالممول المتهم بالاتجار بالجنس.
ترامب وأوباما لديهما تاريخ طويل من الخلافات، بما في ذلك اتهامات ترامب في 2011 بأن أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، مما دفع أوباما لنشر شهادة ميلاده.
بموجب المادة الثالثة، القسم الثالث من الدستور الأمريكي، تُعرف الخيانة بأنها “شن حرب ضد الولايات المتحدة أو تقديم المساعدة لأعدائها”. خبراء قانونيون، مثل بيتر زايدنبرغ، أشاروا إلى أن اتهامات ترامب “لا أساس لها”، خاصة مع انتهاء مدة التقادم القانونية.
قرار المحكمة العليا الأخير يجعل ملاحقة أوباما قانونيًا غير مرجحة، حتى لو ثبتت المزاعم.
اتهامات ترامب لأوباما بالخيانة تمثل تصعيدًا خطيرًا في التوترات السياسية الأمريكية، مدعومة بتقرير غابارد المثير للجدل. ومع ذلك، تفتقر الاتهامات إلى أدلة ملموسة حتى الآن، ويبدو أنها جزء من استراتيجية سياسية لصرف الانتباه عن قضايا أخرى. يُنصح بمتابعة مصادر موثوقة مثل “نيويورك تايمز”، “رويترز”، و”الجزيرة” للحصول على تحديثات دقيقة.