في 4 يونيو 2025، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الصيني شي جينبينغ بأنه “شخص يصعب التعامل معه”، في تصريح يعكس تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين. يأتي هذا التصريح وسط حرب تجارية متصاعدة، حيث فرضت أمريكا تعريفات بنسبة 50% على الصلب والألمنيوم الصيني، بينما هددت الصين بتقييد تصدير المعادن النادرة الحيوية لصناعات التكنولوجيا والدفاع.
صفقة إيرباص المحتملة: خطوة استراتيجية؟
تدرس الصين شراء مئات الطائرات من شركة إيرباص الأوروبية في صفقة ضخمة محتملة. هذه الخطوة قد تلبي الطلب المتزايد في قطاع الطيران الصيني، لكنها تحمل دلالات سياسية أيضًا. اختيار إيرباص بدلاً من بوينج الأمريكية قد يكون ردًا على التعريفات الأمريكية، مع تعزيز العلاقات مع أوروبا كجزء من استراتيجية الصين لتقليل الاعتماد على المنتجات الأمريكية.
التداعيات الاقتصادية والسياسية للصفقة
الصفقة المحتملة مع إيرباص ليست مجرد قرار اقتصادي، بل خطوة جيوسياسية. من خلال تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، تسعى الصين لموازنة الضغوط الأمريكية والحفاظ على حياد أوروبا في الصراع التجاري. كما أن الصفقة قد تدعم طموحات الصين في تطوير صناعتها المحلية للطيران، مثل شركة COMAC، لمنافسة إيرباص وبوينج مستقبلًا.
تأثير الصفقة على بوينج وسوق الطيران العالمي
إتمام صفقة إيرباص قد يؤثر سلبًا على بوينج، التي تعتمد على السوق الصينية بنسبة 20% من مبيعاتها. بوينج تواجه تحديات بالفعل بسبب مشاكل إنتاج طائرات 737 MAX، وخسارة صفقة صينية ستزيد الضغط عليها. في المقابل، قد تعزز الصفقة مكانة إيرباص في السوق العالمية وتدعم الاقتصاد الأوروبي، خاصة في فرنسا وألمانيا.
الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع
يمتد الصراع الأمريكي الصيني إلى ما هو أبعد من التجارة، ليشمل قضايا مثل تايوان، قيود التكنولوجيا، والتحالفات العالمية. الصين تعزز علاقاتها مع روسيا والهند، بينما تقوي أمريكا شراكاتها مع دول الخليج، كما يتضح من صفقات بوينج مع قطر. صفقة إيرباص قد تزيد التوتر بين أمريكا وأوروبا، التي قد تُتهم بالانحياز للصين.
التوقعات: تصعيد أم مفاوضات؟
لا يبدو أن صفقة إيرباص تهدف مباشرة إلى تهدئة التوتر مع أمريكا، بل هي خطوة لتعزيز النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي للصين. ومع ذلك، قد تستخدم الصين الصفقة كورقة تفاوض في محادثات جنيف التجارية. إذا أُبرمت الصفقة، فقد تغير ديناميكيات سوق الطيران العالمي وتزيد الضغط على أمريكا. يُنصح بمتابعة ردود فعل واشنطن وتطورات المفاوضات.