أمة واحدةسلايدر

تركيا.. زعيم حزب الهدى يدعو الدول الإسلامية للنهوض ضد العدوان الإسرائيلي

تجمع آلاف المسلمين من مختلف أنحاء تركيا والعالم الإسلامي في حديقة نوروز في ديار بكر يوم الأحد لحضور احتفال مؤثر بالمولد النبوي الشريف الذي نظمته مؤسسة محبي النبي تحت شعار قوي: “قائد المقاومة النبي محمد”.

وأكد التجمع الكبير الذي حضره شخصيات إسلامية بارزة وعلماء وضيوف دوليون، على التمسك بالروحانية والتمسك بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى جانب التضامن السياسي والأخلاقي القوي مع المسلمين المضطهدين، وخاصة أهل غزة الذين يتحملون العدوان الإسرائيلي المستمر.

ومن بين الحضور المميزين كان زكريا يابيجي أوغلو، رئيس حزب هدى بار HUDA PAR السياسي. وحظي باستقبال حار من الجماهير، الذين هتفوا بحماس عندما صعد إلى المسرح. وفي حديثه لوكالة أنباء “إيلخا”، دعا يابيجي أوغلو الأمة الإسلامية إلى التوحد في مواجهة الظلم، وخاصة في ظل هدى النبي محمد. وأكد في خطابه المؤثر على أهمية الوحدة الروحية والسياسية، مؤكدا أن الرسالة الحقيقية للإسلام هي رسالة المقاومة ضد الظلم والاستبداد.

بدأ يابيجي أوغلو كلمته بالإشادة بحماس أهالي ديار بكر، قائلاً: “هذا العام، وبفرح غامر، أُقيمت فعالية المولد النبوي الشريف في ديار بكر مرة أخرى. لقد توافد الضيوف من جميع أنحاء العالم الإسلامي للالتقاء حول التزام مشترك بمقاومة الظلم وتكريم روح النبي محمد”. وسلط الضوء على موضوع الحدث وهو “قائد المقاومة النبي محمد”، مشيرا إلى أن حياة النبي محمد جسدت المقاومة الثابتة ضد أولئك الذين اضطهدوا الفقراء والمهمشين.

المقاومة في الإسلام: رفض الظلم والاستبداد

وفي خطابه، استشهد يابيجي أوغلو بزعيم البوسنة المؤثر علياء عزت بيغوفيتش لتأكيد موضوع المقاومة: “يا استسلم، اسمك هو الإسلام”. وأوضح أن الإسلام في حد ذاته يعني الاستسلام لإرادة الله، لكنه لا يعني الخضوع لأي شخص أو أي شيء آخر غير الله. وتابع: “إن دخول الإسلام يعني رفض كل الآلهة الباطلة، وكل أشكال الظلم، وكل طغيان. ويعني رفض قبول أي شخص غير الله حاكمًا عليك. وهو مقاومة من يظلم ويخدع ويستغل”.

وتطرق يابيجي أوغلو إلى مفهوم المقاومة في الإسلام، مؤكداً أنه متأصل بعمق في أساس الإيمان نفسه. وأضاف أن “المقاومة هي الروح التي يمنحها الإسلام لأتباعه”. هذه المقاومة ليست مجرد عمل عسكري، بل هي موقف أخلاقي وروحي. لن نكون عبيدًا لغير الله. ولهذا السبب، تواصل غزة، رغم معاناتها المؤلمة، مقاومتها. ورغم انعدام السلاح والطعام والضروريات الأساسية، تخوض غزة معركة شجاعة، مستلهمة روح المقاومة التي يجسدها الإسلام.

نضال غزة: رمز للمقاومة واختبار للأمة

وتحدثت يابيجي أوغلو بشغف عن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرة إلى مقاومته الصامدة في وجه العمليات العسكرية الإسرائيلية الوحشية. غزة تحت الحصار منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، ومع ذلك يواصلون المقاومة بعزم. لا يملكون أسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد الغارات الجوية، ولا يحصلون على مياه شرب نظيفة أو طعام، ولا سبيل لحماية أطفالهم. ومع ذلك، يقاومون. إنهم يجسدون روح المقاومة التي يعلّمها الإسلام.

وأشار إلى أن غزة أصبحت “فخر الأمة”، لكنها تمثل أيضا اختبارا للعالم الإسلامي الأوسع. للأسف، لم تستجب الأمة كما ينبغي. مع وجود ما يقارب 50 دولة إسلامية، لماذا لا نرى رد فعل جماعي أقوى؟ لماذا لا تزال غزة تُذبح، ولماذا لا تُدعم أصوات الإدانة بأفعال حقيقية؟

دعوة للعمل والوحدة بين المسلمين

ورغم إحباطه، أكد يابيجي أوغلو أن الوحدة تبقى المفتاح لإنهاء معاناة غزة. وأكد أن الظلم في غزة لن يتوقف حتى تتوحد الأمة الإسلامية وتتجاوز الانقسامات السياسية والطائفية. نحن مجتمعٌ يضم ملياري نسمة. إذا اتحدنا، فسنمتلك القدرة على صد الطغيان. إن غياب الوحدة هو ما يسمح باستمرار الظلم. ولكن إذا وقفنا معًا من أجل العدالة والإنسانية، فسنشهد تغييرًا، كما أعلن.

وأشار يابيجي أوغلو إلى أنه على الرغم من الدعم العسكري الساحق الذي تتلقاه إسرائيل من دول قوية مثل الولايات المتحدة، فإن قوة العالم الإسلامي، إذا اتحد، لا ينبغي الاستهانة بها أبداً. لسنا عاجزين. علينا إيجاد طريقة للتحرك، والضغط على المجتمع الدولي، ودعم إخواننا وأخواتنا في غزة. إذا اتحدنا، فسيُجبر حتى النظام الصهيوني على التراجع.

الوحدة الإسلامية: طريق النجاة والشرف

وفي ختام كلمته، أكد يابيجي أوغلو أن الوحدة داخل العالم الإسلامي ليست فقط مفتاح إنهاء القمع في غزة، بل هي أيضا مفتاح تحقيق الخلاص الروحي والسياسي. وحث المسلمين على التكاتف، ليس فقط من أجل غزة، بل من أجل القضية الأعظم وهي العدالة والإنسانية.

علينا أن نتحد حول نهج النبي محمد. فهو القائد الموحد للأمة، متجاوزًا الخلافات العرقية والطائفية والسياسية. إذا تمسكنا بسنته، سنجد العزة والقوة. سينتهي الظلم الذي نراه اليوم. يجب ألا نفقد الأمل أبدًا.

واختتمت يابيجي أوغلو كلمتها بدعوة قوية للعمل: “نحن جميعًا جزء من الأمة. علينا أن نسعى إلى الوحدة والسلام والعدالة. هذا هو السبيل لتكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والسبيل لإنهاء معاناة شعبنا”.

واختتم الحفل بالدعاء لأهل غزة والأمة الإسلامية. ومع تفرق الحشود، ظلت رسالة الوحدة والمقاومة والأمل تتردد في أرجاء ديار بكر، مؤكدة التزام العالم الإسلامي بالوقوف ضد الظلم والقمع، أينما حدث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى