قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الثلاثاء، إن حزب العمال الكردستاني قد يبدأ تسليم أسلحته “في غضون أيام”، وذلك في أكثر المؤشرات وضوحاً على أن الجهود الرامية إلى ضمان نزع سلاح الجماعة “المحظورة”، ربما تقترب من “انفراجة ملموسة”.
وقال المتحدث عمر جليك: رداً على سؤال من صحافيين عما إذا كان هناك جدول زمني لتسليم حزب العمال الكردستاني السلاح،
“لا أريد أن أعطي جدولاً زمنياً محدداً في هذه المرحلة.. وصلنا الآن إلى مرحلة يمكن أن يحدث فيها ذلك في غضون أيام”.
وأضاف أن الأيام المقبلة ستكون “مهمة للغاية من أجل تركيا خالية من الإرهاب” .
ومن شأن قرار حزب العمال الكردستاني نزع سلاحه أن يعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأكد مصدران لوكالة “رويترز” من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق أنه من المتوقع أن تُسلم مجموعة صغيرة أسلحتها في موقع بمدينة السليمانية الكردية العراقية “خلال الأيام المقبلة”.
وقال مسؤول أمني كردي في السليمانية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن عملية التسليم ستُشرف عليها جهات أمنية من الحكومة المركزية في بغداد.
وأضاف المسؤول الأمني أن “الأمور إذا سارت وفقاً للخطة، فسيتم تسليم أسلحة حزب العمال الكردستاني الأسبوع المقبل”.
وستكون مراسم نزع السلاح بمثابة بادرة حسن نية تهدف إلى بناء الثقة، وتمهيد الطريق أمام الحكومة التركية لاتخاذ المزيد من الخطوات والوفاء بالتزاماتها نحو سلام دائم”.
إنهاء الصراع المسلح
وكان حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض صراعاً دموياً مع الدولة التركية منذ أكثر من 4 عقود، قد قرر في مايو حل نفسه، وإنهاء صراعه المسلح.
وقال الحزب، حينها، بعد عقد مؤتمر شمال العراق إنه “قرر حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، على أن يتولى (عبد الله أوجلان) قيادة وإشراف التنفيذ العملي لهذه العملية. ونتيجةً لذلك، أُنهيت رسمياً الأنشطة التي نُفذت تحت اسم حزب العمال الكردستاني”.
وقيّم المؤتمر أن نضال حزب العمال الكردستاني “أوصل القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسات الديمقراطية، مُتمماً بذلك مهمته التاريخية”.
عبد الله أوجلان
وجاء ذلك بعدما حض زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، المسجون في جزيرة قرب إسطنبول منذ عام 1999، في فبراير الماضي، جماعته على عقد مؤتمر واتخاذ قرار رسمي بحل نفسها، ما مثّل خطوة محورية نحو إنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وأسس عبد الله أوجلان، وهو تركي ينتمي إلى القومية الكردية، حزب العمال في جنوب شرق تركيا عام 1978، وترتكز على أيديولوجيا مستقاة من “الماركسية اللينينية”، مع إظهار استعداد الحزب لاستخدام القوة ضد الأكراد الذين يتعاونون مع الحكومة التركية.
في الأول من مارس الماضي، أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكنه وضع شروطاً، منها وضع إطار قانوني لمفاوضات السلام.
ومنذ أن أطلق حزب العمال الكردستاني تمرده في 1984، والذي كان يهدف في الأصل إلى إقامة دولة كردية مستقلة، أدى الصراع إلى مصرع أكثر من 40 ألف شخص وفرض عبئاً اقتصادياً ضخماً وأجج توتراً اجتماعياً في تركيا.
أردوغان: دخلنا مرحلة جديدة
في نفس السياق وفي كلمة ألقاها أمام نواب حزب (العدالة والتنمية) الحاكم في البرلمان، أكد أردوغان على أهمية أن تتخذ فروع حزب العمال الكردستاني في سوريا وأوروبا قرارات مماثلة لقرار الحزب بحل نفسه.
وشدد الرئيس التركي على أن السياسيين سيبدأون مناقشات بشأن القضايا العالقة بمجرد وفاء حزب العمال الكردستاني بوعده بإلقاء سلاحه وحل نفسه.
وقال: “مع إعلان تنظيم (بي كي كي) الانفصالي حل نفسه وإلقاء السلاح دخلنا مرحلة جديدة في جهودنا من أجل تركيا خالية من الإرهاب”، مضيفاً أن “حقبة الإرهاب والسلاح والعنف واللاشرعية قد انتهت”.
واعتبر أردوغان أن تنفيذ تنظيم حزب العمال الكردستاني قرار حل نفسه خطوة مهمة وجهاز الاستخبارات التركية سيتابع بدقة كيفية الوفاء بالوعود، مشيراً إلى أن “أنقرة تريد أن يقترن اسم تركيا بالتكنولوجيا وارتفاع مؤشرات الديمقراطية والتنمية البشرية، وليس بالإرهاب”.