ترمب يفتح باب التفاوض مع الصين بعد الامتناع عن فرض الرسوم الجمركية
في خطوة مفاجئة، امتنع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن فرض الرسوم الجمركية على الصين في أول يوم له بعد العودة إلى البيت الأبيض.
هذا التراجع أثار التوقعات بفتح باب التفاوض بين البلدين، حيث يسعى كل طرف للاستفادة من الآخر بدلاً من التصعيد في الحرب التجارية.
خلال خطاب تنصيبه، تجنب ترمب ذكر الصين كخصم تجاري، وهو ما أثار تساؤلات بشأن سياسته المستقبلية.
وفي خطوة غير متوقعة، أعلن ترمب أنه سيؤجل الحظر على تطبيق “تيك توك” الصيني، مع اقتراح أن تمتلك الولايات المتحدة 50% من أسهمه مقابل استمرار عمل التطبيق داخل البلاد.
حسب تحليلات الخبراء، فإن الصين قد تكون في وضع أفضل مما كانت عليه في السابق، حيث أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها حالياً تجعلها أكثر استعداداً للبحث عن حلول توافقية مع الولايات المتحدة.
الأزمة العقارية، الطلب الضعيف، ومعدلات البطالة المرتفعة بين الشباب، جميعها عوامل تجعل بكين أقل قدرة على تحمل التوترات الاقتصادية.
وفي اتصال هاتفي بين الرئيسين ترمب وشي جينبينغ، تم الاتفاق على إنشاء قناة اتصال استراتيجية بشأن القضايا الرئيسية.
ترمب أبدى رغبته في زيارة الصين قريباً، مما يعكس إرادة في تجنب التصعيد والبحث عن فرص تعاون.
رغم التوجه البراغماتي الذي يبديه ترمب، فإن هناك اختلافات في وجهات نظر أعضاء فريقه. فمن جهة، هناك الشخصيات الصقورية مثل ماركو روبيو، التي تتبنى موقفاً حازماً تجاه الصين، بينما يحرص آخرون مثل إيلون ماسك على تعزيز الروابط الاقتصادية مع بكين نظراً لصلاتهم التجارية الوثيقة.
ترمب المعروف باتباع نهج عملي بعيداً عن الأيديولوجيا، قد يجد في العلاقات التجارية مع الصين فرصة لتحقيق مصالح مشتركة. الأمل قائم في أن تسود البراغماتية في التعامل مع القضايا الجيوسياسية والتجارية لتجنب الصدامات.
في تطور آخر، أمر ترمب الوكالات الاتحادية بالتحقيق في العجز التجاري الأمريكي المستمر وسبل معالجته، وذلك في مسوَّدة مذكرة تجارية تهدف إلى تقييم الالتزام الصيني باتفاق التجارة المبرم في 2020.
هذا الاتفاق، الذي تضمن زيادة شراء الصين للبضائع الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار، لم يتم تنفيذه بالشكل المتوقع بسبب جائحة “كوفيد-19”.