ما بين وصف النيويورك تايمز لاقتراح ترامب باحتلال غزة بأنه الأحمق في تاريخ أمريكا إلى وصف فورين بوليسي بأنه اقتراح مجنون.. نجد الصدمة تسيطر على سيل التعليقات والمقالات في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عموما منذ الأمس.
تقول فورين بوليسي: هذا الاقتراح ليس مفلساً أخلاقياً فحسب، بل إنه جنون محض.
يصر ترامب على أن زعماء العالم، وحتى زعماء المنطقة، يدعمون مثل هذه الخطة. فمن هؤلاء؟.
علقت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص تهجير سكان قطاع غزة، مؤكدة أن بكين تدعم بقوة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضافت أن “غزة للفلسطينيين وليست أداة مساومة سياسية، ناهيك عن أن تكون هدفا لقانون الغاب”.
وفي تعليقها على مقترح الرئيس الأميركي، قالت الخارجية الصينية إن “بكين تعارض بقوة استهداف سكان غزة”.
أما السعوديون أصدروا بيانا بعد وقت قصير من ظهور ترامب مع بنيامين نتنياهو، مؤكدا دعمهم لحل الدولتين.
وترفض الحكومتان في مصر والأردن بشكل قاطع فكرة نقل الفلسطينيين إلى أراضيهما، حتى لو كان ذلك على حساب السخاء الأمريكي.
المستوطنون الإسرائيليون لن يدعموا هذه الخطة، ولو لمجرد أنهم يريدون إعادة الاستيطان في غزة، في ظل نزعتهم الدينية القومية، وعدم السماح للمطورين الأميركيين ببناء فنادق فخمة هناك.
ومع ذلك، يصر ترامب على أن “الناس” يدعمون خطته.
و ردًا على عاصفة الانتقادات ضد مقترحه، يشعر ترامب بالحاجة إلى إثبات خطأ الجميع وجعل التطهير العرقي والاستعمار الجديد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
كما أن الإعلام الأمريكي أكد أن هناك مسألة الجدوى. وأنه لا شك أن القوات المسلحة الأمريكية قادرة على السيطرة على قطاع غزة، لكن ذلك سيأتي بالتأكيد على حساب أرواح الأمريكيين، في ظل استمرار تسليح حماس تسليحاً جيداً وقاتلا.
وتسائل الغعلام الأمريكي: “هل يتوقع ترامب أن يدخل مقاتلو حماس بهدوء إلى شبه جزيرة سيناء؟ هذا سؤال مهم؟”.
شبكة CBS الإخبارية أشارت إلى أن اقتراح ترامب المفاجئ لإعادة بناء غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” أثار موجة من الإدانات في الشرق الأوسط وتحفظات عميقة بين حلفاء الولايات المتحدة.
مستشار الأمن القومي لترامب، مايك والتز، تحدث لشبكة فوكس بيزنس، قائلا إن “خطة ترامب لنقل سكان قطاع غزة هي خطوة ضرورية في عملية إعادة البناء، وقد سألت الإدارة القادة في المنطقة عن الاقتراح: “لقد تحدثنا مع السعوديين، وتحدثنا مع المصريين، وتحدثنا مع الأردنيين. بالطبع، لدينا بيبي نتنياهو هنا”.
موقع فوربس تحدث إلى راند بول، الجمهوري عن ولاية كنتاكي، الذي قال إن الولايات المتحدة “ليس لها أي مصلحة” في احتلال قطاع غزة، مضيفًا “أعتقد أننا صوتنا لصالح أمريكا أولاً”.
ويضيف الموقع: وسط الإدانة الدولية، حظي اقتراح ترامب بدعم أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الائتلافية الحاكمة في إسرائيل.
ورفض العديد من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأستراليا، اقتراح نقل الفلسطينيين مع إعادة تأكيد دعمهم لحل الدولتين.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “لقد كنا واضحين دائمًا في اعتقادنا بأننا يجب أن نرى دولتين. يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في أوطانهم في غزة والضفة الغربية”.
ومع كل وسائل الرفض التي أعربت عنها كافة القوى الدولية الفاعلة، يتبقى السؤال: “ترمب يفكر وحده ويُقنع نفسه بما يرفضه الجميع.. فهل سيختفي مقترحه مع مرور الأيام ؟”.