ترِند وترويسة وترويقة.. من إجازات المجمع اللغوي المصري
من إجازات لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع اللغوي بالقاهرة في الأسابيع الأخيرة:
1- التَّرْمِيز
(بخاصة في مجال الحاسوب والبرمجيات): إدخال رموز معينة للدلالة على أشياء محددة، بحيث يكون لكل دلالة رمز معين. وجه الاعتراض: لم ترد الكلمة في المعجمات العربية قديمها وحديثها. وجه الإجازة: الترميز مصدر مأخوذ من الرَّمْز؛ أي الإشارة والكلام الخفي، ثم استُعير الرمز في الكلام المحدث لمعني الإشارة الدالة على معنى أو شيء بعينه، ومن هذا المعنى أُخِذَ الترميز، أي عملية تحويل النصوص أو البيانات إلى رموز، وهي ترجمة للكلمة الإنجليزية “coding”.
2- التِّرِنْد
(في مواقع التواصل الاجتماعيّ): موضوع ساخن جديد يُثار على منصّات مواقع التواصل الاجتماعيّ، فينتشر بسرعة في فترة زمنية قصيرة، ويهتمُّ به الجمهورُ، ويتداولونه بالحديث فيه والتعليق عليه، ويتبادلون الأخبار عنه بكثرة. (ج) تِرِنْدات. وجه الاعتراض: لعدم ورودها في المعاجم. وجه الإجازة: التِّرِنْد كلمة معرَّبة عن الأصل الإنجليزي trend بمعنى: اتِّجاه أو نَزْعة أو مَيْل أو موضة.
(يقول أ.د. عبدالحميد مدكور (الأمين العام للمجمع): نوقشت هذه الكلمة مناقشة مطوَّلة في لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع، وتعدَّد الرأي حولها ما بين موافق ورافض، ولكلٍّ وِجْهة هو مولِّيها، وحدث هذا الأمر نفسه عند العرض على مجلس المجمع. وبعد مناقشات طويلة ما بين القبول والرفض تغلَّب الرأي الذي وافق على تقبلها، وكان من أسباب تقبلها أنه لا توجد كلمة واحدة تعبر عن مضمون هذه الظاهرة المركبة التي ساقتها وسائل التواصل الاجتماعي، ثم إن اشتهار هذه الكلمة وسرعة تداولها قد أعطتا هذه الكلمة قوة تعطيها فرصة كبرى للانتشار. ثم لوحظ كذلك أن اللغة العربية قد تقبَّلت قديمًا وحديًثا كلمات من هذا النوع جاءت إليها من الفارسية واليونانية والسريانية وغيرها، ولا بد أنهم ترددوا في أول الأمر لكنهم تقبلوا كثيرًا منها، وظهرت الكتب التي تبحث ظاهرة الدخيل. وقد وجدنا في تراثنا القديم كلمات كثيرة، وتكرر هذا في الواقع اللغوي الحديث، ومن ذلك كلمات مثل الكلاسيكية والرومانتيكية، ومن قبلهما الفلسفة والموسيقا (بالألف أو بالياء)، وكذلك أسماء بعض الآلات أو الأدوات كالتليفون والموتور والميكانيكا وأسماء بعض العلوم كـ(الفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا)، وهذه ليست إلا أمثلة قليلة من ظاهرة كبيرة متجدِّدة تؤدي إلى مناقشات طويلة تجعل قبولها مشروطًا بشروط دقيقة تؤدي إلى قبول بعضها ورفض كثير منها في أكثر الأحيان.)
3- ترَهُّل:
تراخٍ أو ضعف في أداء الواجب، دون أن يكون ذلك ناشئًا عن قلة الموارد أو الإمكانات البشرية وغيرها، بل كثيرًا ما يكون مصحوبًا بالزيادة فيها. وجه الاعتراض: لعدم ورودها في المعاجم. وجه الإجازة: المادة في أصلها تدل على الاسترخاء والضعف والاضطراب، وربما كان ذلك مصحوبًا بانتفاخ يشبه الورم، ليس عن داء، وإنما هو استرخاء ونزوع إلى الضعف. وتلك هي المعاني التي تشكِّل، في الجملة، الدلالة المجازية المعاصرة.
4- الترويسة:
كلمة رئيسة أو عنوان رئيس يُذكر في رأس الصفحة لإبراز مضمون ذي أهمية خاصة، وهي مألوفة في الكتب والمعاجم والجرائد والمجلات. والترويسة ترويسة العنوان الذي يتضمن اسم المؤسسة ومكانها وما يتصل بها من معلومات خاصة، مثل رقم الهاتف والفاكس ونحوها كترويسة جريدة الأهرام. وجه الاعتراض: لعدم ورودها في المعاجم العربية. وجه الإجازة: أصل الواو في الترويسة هو الهمزة؛ فهي في الأصل “ترئيسة” من الفعل “رأّس”. يقال: رأَّسه عليهم: جعله رئيسًا. وتتميز الكلمة السابقة على وزن (تفعيلة) بكثرة الاستعمال، وبالصحة اللغوية، والاختصاص بدلالة اجتماعية اكتسبتها من ممارسات الناس في حياتهم الاجتماعية، وتفاعلاتهم اللغوية اليومية.
5- الترويقة:
ما يُؤكل ويُشرب في الصباح على الريق. والترويقة الاسم الذي يطلقه الشوام على ما يُسمَّى في مصر بالفطور. وجه الاعتراض: لعدم ورودها في المعاجم العربية. وجه الإجازة: الترويقة: من الفعل “روَّق”. يقال: روَّق الشرابَ: صفَّاه… والرَّوْق من كل شيء: مقدَّمه وأوله. وتتميز الكلمة السابقة على وزن “تفعيلة” بكثرة الاستعمال، وبالصحة اللغوية، والاختصاص بدلالة اجتماعية اكتسبتها من ممارسات الناس في حياتهم الاجتماعية، وتفاعلاتهم اللغوية اليومية.