في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، يتساءل الكثيرون: لماذا تركز إيران ضرباتها الصاروخية على تل أبيب والقدس بدلاً من مناطق أخرى أكثر حساسية؟ يُظهر التحليل أن هذا التركيز ليس عشوائياً، بل يعكس استراتيجية عسكرية وسياسية مدروسة، تجمع بين استهداف مراكز القيادة، المعاملة بالمثل، والحرب النفسية، مع الأخذ في الاعتبار القيود التقنية.
تل أبيب والقدس ليستا مجرد مدن “عادية”، بل مراكز القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل:
- الكرياه في تل أبيب: يضم معسكر رابين (الكرياه) وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، مما يجعله هدفاً رئيسياً.
- مراكز الاستخبارات: تقع مقرات حساسة مثل الوحدة 8200 (الاستخبارات الإلكترونية) في هرتسليا، قرب تل أبيب.
- القواعد الجوية: قواعد مثل سدي دوف وبالماخيم تجعل المنطقة مركزاً عسكرياً استراتيجياً.
هذه المواقع تجعل تل أبيب هدفاً رئيسياً لضرب “رأس القيادة” الإسرائيلية.
تأتي الضربات الإيرانية رداً على هجمات إسرائيلية استهدفت قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين في إيران:
- استراتيجية الرد المماثل: إيران تستهدف تل أبيب، حيث يعيش ويعمل كبار المسؤولين الإسرائيليين، لإرسال رسالة ردع واضحة.
- تأكيد الخطورة: تصريحات إسرائيلية عن “تجاوز إيران للخطوط الحمراء” تؤكد وصول الضربات إلى مناطق حساسة.
تهدف إيران إلى إثبات أن إسرائيل بأكملها “تحت النار”:
- الضغط على الجبهة الداخلية: مشاهد الدمار في تل أبيب، حتى لو كانت أضراراً جانبية، تخلق ذعراً وتضغط على الحكومة عبر الرأي العام.
- تحدي الدفاعات الجوية: إظهار محدودية أنظمة مثل القبة الحديدية يعزز الرسالة النفسية.
تلعب العوامل التقنية دوراً في شكل الضربات:
- دقة الصواريخ: محدودية دقة بعض الصواريخ الإيرانية قد تؤدي إلى إصابة أهداف مدنية قريبة من العسكرية.
- شظايا الاعتراض: اعتراض الصواريخ فوق المدن يتسبب في سقوط شظايا، مما يزيد من الأضرار المدنية.
إيران لا تستهدف تل أبيب بشكل عشوائي، بل تركز على مراكز القيادة الحيوية لشل القيادة الإسرائيلية، ردعها، وبث الرعب في الجبهة الداخلية. القيود التقنية وسقوط الشظايا تزيد من الأضرار المدنية، وهو ما تعتبره إيران جزءاً من المواجهة.