تسريب بيانات كبار المسؤولين بعد هجوم “فيروس الفدية” على اتصالات ناميبيا
تعرضت شركة الاتصالات الوطنية في ناميبيا، وهي شركة مملوكة للدولة، لتهديد إلكتروني من نوع “فيروس الفدية” مما أدى إلى تسريب بيانات حساسة لعملائها، بما في ذلك معلومات تتعلق بعدد من كبار المسؤولين الحكوميين.
وكانت الشركة قد ذكرت أن البيانات قد تم تسريبها بعد رفضها التفاوض مع مجموعة قراصنة تُعرف باسم “Hunters International”.. وأضافت بأنها بدأت التحقيق في كيفية حدوث هذه الخرق الكبير في أنظمتها.
أما الرئيس المنتهية ولايته، ناغولو مومبا، فقد أدان الهجوم السيبراني ودعا إلى التعامل معه “بالأهمية التي يستحقها”، مؤكدًا أن الأمن السيبراني يعد قضية أمن قومي، حسبما صرح متحدثه الرسمي ألفريدو هنغاري لصحيفة “ناميبيان” المحلية.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن القراصنة سرقوا ما يقارب 500,000 قطعة من المعلومات، تشمل بيانات شخصية ومالية تخص الوزارات، والمسؤولين الحكوميين الكبار، وعملاء آخرين للشركة.
في بيان صادر أمس الاثنين، قالت الشركة إنها اكتشفت يوم الجمعة الماضية أن بعض بيانات عملائها قد تم تسريبها على “الويب المظلم”. وأضاف المدير التنفيذي للشركة، ستانلي شانابيندا، أن القراصنة قاموا بنشر البيانات المسروقة بعد أن رفضت الشركة التفاوض معهم حول الفدية التي طلبوها.
في البداية، بدا أن البيانات المسربة لا تتضمن معلومات حساسة، إلا أنه تبين لاحقًا أن سجلات العملاء الحساسة، بما في ذلك تفاصيل الهوية الشخصية والعناوين والمعلومات المصرفية، قد تم تسريبها ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعمل شركة اتصالات ناميبيا حاليًا مع المسؤولين الأمنيين “لتقليل أي تأثير إضافي وإحضار الجناة إلى العدالة”. وفي الوقت نفسه، حذرت الشركة من استخدام أو تداول المعلومات المسربة، مؤكدة أن أي شخص يقوم بذلك سيكون قد ارتكب جريمة.
وأضاف شانابيندا أنه يجب على العملاء تغيير كلمات المرور على أجهزتهم الشخصية وتجنب إجراء تحويلات مالية في الظروف المشبوهة.
فيروس الفدية هو برنامج خبيث يعطل الوصول إلى البيانات والأجهزة حتى يتم دفع الفدية. وفي حالة شركة اتصالات ناميبيا، يضغط القراصنة عادة على الضحايا لتحويل الأموال، وعادة ما يتم الدفع باستخدام العملات الرقمية إلى محفظة رقمية مجهولة. غالبًا ما يحدد القراصنة موعدًا نهائيًا يجب فيه تحويل الأموال، وإلا سيتم تسريب البيانات الحساسة إلى العامة.
وأوضح شانابيندا في مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية أن الشركة لن “تتفاوض مع الإرهابيين الإلكترونيين”، مؤكدًا أن المبالغ التي يطلبها القراصنة باهظة ولا يمكن تحمّلها، مشيرًا إلى أنه حتى إذا تم دفع الفدية، لا يوجد ضمان بأن المعلومات لن يتم تسريبها.
ومن الجدير بالذكر أن جمهورية ناميبيا تقع في جنوب غرب قارة أفريقيا، ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي. وتشترك في الحدود البرية مع أنغولا وزامبيا من الشمال، وبوتسوانا من الشرق وجنوب أفريقيا من جهة الجنوب والشرق.
حصلت على استقلالها من جنوب أفريقيا يوم 21 مارس عام 1990م، في أعقاب حرب الاستقلال في ناميبيا. عاصمتها وأكبر مدنها هي ويندهوك. تعتبر ناميبيا دولة عضو في الأمم المتحدة، وعضو في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، وعضو في الاتحاد الأفريقي، وعضو في اتحاد الكومنولث.