في تطور خطير يُنذر بتصعيد جديد في الأزمة السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع شبه العسكرية وحلفاؤها عن تشكيل حكومة موازية في المناطق التي يسيطرون عليها، أبرزها إقليم دارفور الغربي، الذي يشهد منذ سنوات طويلة صراعات دامية وتُحقق فيه جهات دولية في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الإعلان جاء عبر بيان مصوّر من مدينة نيالا، أكد فيه المتحدث باسم التحالف، علاء الدين نقد، تعيين الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، رئيسًا للمجلس السيادي المكوّن من 15 عضوًا، وهو بمثابة رأس الدولة في هذه الحكومة الجديدة.
كما تم تعيين السياسي المدني محمد حسن التعايشي، الذي كان جزءًا من المجلس السيادي بعد سقوط نظام عمر البشير عام 2019، في منصب رئيس الوزراء،
فيما اختير عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، نائبًا لدقلو. هذه الخطوة تأتي تتويجًا لميثاق وقّعته قوات الدعم السريع في فبراير الماضي في نيروبي، رغم إدانة دولية واسعة شملت الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات على دقلو واتهمت قواته بارتكاب إبادة جماعية.
الحكومة السودانية المعترف بها دوليًا سارعت إلى التنديد، ووصفت الكيان الجديد بـ”الحكومة الوهمية”، مطالبة المجتمع الدولي بعدم الاعتراف به.
في المقابل، يرى محللون أن هذه الخطوة قد تُعمق الانقسام في السودان، وتكرّس وجود إدارتين متصارعتين، مما يهدد بوحدة البلاد، ويُطيل أمد الحرب الأهلية الجارية منذ أكثر من عام.