تشييع حسن نصر الله في بيروت بعد 5 أشهر من اغتياله

الأمة| احتشد عشرات الآلاف في بيروت يوم الأحد لحضور جنازة زعيم حزب الله حسن نصر الله وابن عمه ومساعده الكبير هاشم صفي الدين، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من اغتيالهما.

قُتل نصر الله، الذي قاد حزب الله كأمين عام لأكثر من 30 عامًا، في 27 سبتمبر في غارة جوية إسرائيلية على حي سكني في بيروت. شغل صفي الدين منصب رئيس المجلس التنفيذي وكان عضوًا في مجلس الجهاد التابع للجماعة المسؤول عن العمليات العسكرية. قُتل في غارة جوية إسرائيلية في 23 أكتوبر.

جنازة حسن نصر الله

أقيمت الجنازة، التي تأخرت لأسباب أمنية، في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي كلمة ألقاها في هذا الحدث، صرح خليفة نصر الله، نعيم قاسم، أن اغتيال نصر الله وصفي الدين كان يهدف إلى “إنهاء المقاومة” في لبنان. وأضاف أن “الصمود الاستثنائي” للجماعة كان “إنجازًا كبيرًا” ووصف الإقبال الملحوظ على مراسم الجنازة بأنه “تعبير عن الولاء نادرًا ما نراه في تاريخ لبنان”. وكان

عضو البرلمان التابع لحزب الله، حسين الحاج حسن، قد صرح يوم السبت أن الجنازة ستنقل رسالة إلى “الأصدقاء والحلفاء، وكذلك الأعداء والمنافسين، بأننا لم ولن نضعف أو نتراجع”.

جاءت اغتيالات كبار قادة حزب الله وسط تصاعد الأعمال العدائية بين الجماعة المدعومة من إيران وإسرائيل. تصاعد الصراع في 8 أكتوبر، في أعقاب اندلاع حرب غزة بين إسرائيل وحماس، عندما أطلق حزب الله “جبهة احتياطية” من الجانب اللبناني لدعم حلفائه الفلسطينيين.

اشتدت المواجهات بعد “عملية أجهزة النداء” التي نفذتها إسرائيل في منتصف سبتمبر، والتي فجرت عن بعد أجهزة اتصال حزب الله، والاغتيالات اللاحقة لنصر الله وصفي الدين. واستمرت الحرب حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونزع سلاح الجماعات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك حزب الله.

وقال مصدر مطلع في بيروت لشبكة رووداو إن وفدا رفيع المستوى من العراق، يضم 70 إلى 100 مسؤول عراقي، بمن فيهم نواب وسياسيون وشخصيات من قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران، حضر الجنازة. ومن بين الحاضرين الرئيسيين رئيس أركان الحشد الشعبي عبد العزيز (أبو فدك) المحمداوي، ورئيس الحشد الشعبي فالح الفياض. ومع ذلك، غاب مسؤولون من إطار التنسيق الشيعي. وقدر المصدر أن ما يزيد قليلاً عن 40 ألف عراقي سيحضرون مراسم الجنازة في بيروت.

ومن إيران، حضر وزير خارجية طهران عباس عراقجي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف الموكب. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا عن عراقجي قوله إن “إرث نصر الله تجاوز ساحة المعركة”، مؤكدًا رؤيته لمستقبل “جبهة المقاومة” والاستقلال الإقليمي. وأشار قاليباف إلى أن إسرائيل “طُردت من لبنان”، مؤكدًا على “دعم إيران الثابت لحكومة لبنان وبرلمانه ومقاومته وشعبه”. كما

أرسل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ممثله مجتبى حسيني لحضور الحدث.

في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 2023 في غزة، كان نصر الله يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره القائد العسكري الأعلى لـ “محور المقاومة” بقيادة إيران. وفي الوقت نفسه، لعب صفي الدين دورًا حاسمًا في تشكيل ردود أفعال حزب الله العسكرية والسياسية، والتنسيق مع إيران وحلفائها الإقليميين. ويمثل مقتل الزعيمين ضربة قوية لـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، مما يضعف نفوذ طهران في المنطقة بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights