تشهد إسرائيل تصاعدًا غير مسبوق في حدة الأزمات الداخلية التي تضرب بنيتها السياسية والاجتماعية والعسكرية، وسط موجات من الهجرة الجماعية وتدهور اقتصادي بات يُنذر بانهيار وشيك، بحسب ما أوردته تقارير محلية ودولية.
ووفقًا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، فإن نسبة غير مسبوقة من الإسرائيليين، خاصة الشباب، أعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد خلال العام الحالي،
في ظل ما وصفوه بانعدام الاستقرار وتدهور الثقة في القيادة. كما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر في وزارة الداخلية أن عدد طلبات الهجرة شهد ارتفاعًا بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، مع تزايد التوترات السياسية والانقسامات المجتمعية.
على الصعيد الاقتصادي، أشار تقرير صادر عن بنك إسرائيل المركزي إلى تراجع النمو الاقتصادي وتباطؤ في الاستثمار الأجنبي، بالتوازي مع موجة غلاء غير مسبوقة وازدياد معدلات البطالة.
وأكد التقرير أن “الاقتصاد الإسرائيلي دخل مرحلة من الركود التقني، نتيجة التوترات الأمنية والانقسامات الداخلية”.
وفي السياق العسكري، كشف تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن وجود أزمة ثقة بين القيادة السياسية والجيش، وارتفاع حالات التمرد داخل الوحدات الاحتياطية.
ما اعتبره محللون مؤشرًا خطيرًا على تآكل الجبهة الداخلية وتراجع قدرة الجيش على الحفاظ على تماسكه.
يقول المحلل السياسي الإسرائيلي يوسي ميلمان في تصريحات لصحيفة “معاريف”: “ما نشهده ليس مجرد أزمة عابرة، بل انكشاف لهشاشة داخلية غير مسبوقة تهدد استقرار الكيان من الداخل.
وتنعكس على كل مؤسساته”. من جانبه، صرّح الدكتور نضال العطاونة، الباحث في الشؤون الإقليمية، لموقعنا قائلًا: “هذه التطورات المتسارعة قد تفتح المجال لتغيرات جذرية على الأرض.
وربما تُعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة بزخم أكبر، مع تصاعد الحديث عن قرب تحرير القدس وعودتها إلى أصحابها الشرعيين”.
هذه المؤشرات المتلاحقة، كما يرى مراقبون، تعزز من فرضية أن الكيان يمر بمرحلة حرجة من التآكل الداخلي، قد تفضي إلى تحولات جيوسياسية في الإقليم، وسط ترقب عربي ودولي لما ستؤول إليه الأمور خلال الفترة القادمة.