أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، اليوم الإثنين 16 يونيو 2025، أنه أصدر أوامر بإرسال مزيد من القدرات الدفاعية الأميركية إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأميركية من امتداد رقعة المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مصالح واشنطن وقواعدها العسكرية في المنطقة.
وأوضح هيغسيث، في بيان نشره عبر منصة “إكس”، أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الوضع الدفاعي الأميركي في الشرق الأوسط، مؤكداً أن “حماية القوات الأميركية تمثل أولوية قصوى في ظل الأوضاع الراهنة”.
ورغم أن الوزير الأميركي لم يحدد ماهية هذه “القدرات الدفاعية”، فإن تقارير وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي قام بالفعل بتحريك عدد كبير من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، في خطوة استباقية تهدف إلى توسيع الخيارات العسكرية المتاحة أمام الرئيس دونالد ترامب، وسط تصاعد التوترات.
كما كشفت شبكة “ABC News” أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس إرسال سفن حربية إضافية مزودة بأنظمة دفاع صاروخي إلى شرق البحر المتوسط، تحسباً لأي تصعيد مفاجئ أو استهداف محتمل للمصالح الأميركية أو حلفائها في المنطقة.
وفي هذا السياق، أعادت الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات أميركية إلى المياه الإقليمية القريبة من مسرح العمليات، في إشارة قوية إلى أن واشنطن تتحرك بجدية على الأرض، رغم نفيها التورط المباشر في النزاع القائم.
ترامب يتجنب الحسم العسكري ويُلوّح بالتفاوض
وفيما تتسارع التطورات على الأرض، تهرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الإجابة على سؤال صحفي خلال قمة مجموعة السبع في إيطاليا بشأن احتمالية تدخل الولايات المتحدة عسكرياً لدعم إسرائيل ضد إيران، مكتفياً بالقول: “لا أريد التحدث عن ذلك”.
غير أن ترامب نشر لاحقاً عبر حساباته الرسمية تحذيراً شديد اللهجة، قال فيه: “إيران لن تكسب هذه الحرب. عليها أن تدخل في مفاوضات فوراً قبل فوات الأوان”، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة مزدوجة تفيد بفتح الباب أمام الدبلوماسية، لكن من موقع قوة.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد بين إسرائيل وإيران دخل يومه الرابع على التوالي، وسط تصاعد القلق الإقليمي والدولي من احتمال انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، قد تكون الولايات المتحدة طرفاً فيها بشكل أو بآخر، سواء بحكم وجودها العسكري الواسع أو التزاماتها تجاه حلفائها في الشرق الأوسط.
تحليل: توازن الردع أم اقتراب المواجهة؟
التحركات الأميركية الأخيرة تعكس بوضوح استراتيجية “الردع الوقائي”، والتي تسعى من خلالها واشنطن إلى منع أي طرف من استغلال الصراع القائم للإضرار بمصالحها، خاصة في ظل تقارير تشير إلى تعرض بعض القواعد الأميركية في العراق وسوريا لمحاولات استهداف خلال الأيام الماضية.
ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن حتى الآن عن سياسة واضحة إزاء الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، فإن تكثيف الوجود العسكري يُعد مؤشراً على استعداد واشنطن للتحرك إذا لزم الأمر، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كنا أمام مرحلة “توازن الردع” أم اقتراب من لحظة “الانخراط العسكري المباشر”.