تشهد منطقة المثلث الحدودي بين السودان، ليبيا، ومصر تصاعدًا في التوترات مع سيطرة قوات الدعم السريع على هذه المنطقة الاستراتيجية في يونيو 2025. تُعدّ هذه المنطقة ممرًا حيويًا لتهريب الأسلحة، البشر، والذهب، مما يجعلها محور صراع جيوسياسي يتجاوز الحدود السودانية. تتردد اتهامات بدعم إسرائيلي وإماراتي محتمل لقوات الدعم السريع، لكن هل هناك أدلة قاطعة؟ .
بدأ النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، بعد توترات حول دمج القوات شبه العسكرية في الجيش الوطني. قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سيطرت على مناطق رئيسية، بما في ذلك أجزاء من دارفور ومناجم الذهب. منطقة المثلث الحدودي، القريبة من جبل العوينات، أصبحت ساحة جديدة للصراع بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من ليبيا ومصر.
لماذا المثلث الحدودي؟
موقع استراتيجي: يربط بين ثلاث دول ويسهل التجارة غير الشرعية.
موارد طبيعية: يحتوي على مناجم ذهب تُعد مصدر تمويل رئيسي للأطراف المتنازعة.
تهريب: ممر رئيسي للأسلحة والبشر، مما يثير قلق دول الجوار.
تأسست قوات الدعم السريع كقوة شبه عسكرية في 2013، وتطورت من ميليشيات الجنجويد بدارفور. تسيطر اليوم على مناطق غنية بالموارد، وتُتهم بالاستفادة من تهريب الذهب. في يونيو 2025، أعلنت سيطرتها على المثلث الحدودي، مما أثار جدلاً حول تحالفاتها الإقليمية، خاصة مع قوات خليفة حفتر في ليبيا.
هل تدعم إسرائيل قوات الدعم السريع؟
تداولت منشورات على منصة إكس اتهامات بأن إسرائيل، إلى جانب الإمارات، تقدم دعمًا عسكريًا أو استخباراتيًا لقوات الدعم السريع، بهدف السيطرة على موارد السودان. لكن هذه الادعاءات تفتقر إلى أدلة موثقة. قوات الدعم السريع نفت أي علاقة بإسرائيل، مؤكدة أن هذه الاتهامات جزء من حرب دعائية.
لماذا إسرائيل؟
مصالح محتملة: السيطرة على موارد الذهب أو تحقيق نفوذ جيوسياسي في القرن الإفريقي.
دور الإمارات: تُتهم الإمارات بدعم الدعم السريع لتأمين مصالح اقتصادية، لكن العلاقة مع إسرائيل غير مؤكدة.
حرب دعائية: اتهامات “الدعم الإسرائيلي” تُستخدم لتشويه صورة الأطراف المتنازعة.
تشير تقارير إلى تحالف محتمل بين قوات الدعم السريع وقوات حفتر، المدعومة من روسيا والإمارات، للسيطرة على الممرات الحدودية. هذا التحالف يثير قلق مصر، التي ترى فيه تهديدًا لأمنها القومي بسبب تهريب الأسلحة والبشر. مسؤولون مصريون قللوا من أهمية سيطرة الدعم السريع، معتبرينها “مكسبًا معنويًا”، لكنهم أكدوا دعمهم للمؤسسات السودانية.
تهريب الأسلحة والبشر: المثلث الحدودي ممر رئيسي للتهريب، مما يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.
مناجم الذهب: تُعد مصدر تمويل رئيسي للأطراف المتنازعة، مما يطيل أمد الصراع.
خطر الإرهاب: سيطرة قوات غير نظامية على المنطقة قد تعزز نشاط الجماعات الإرهابية.
تأثير إقليمي: الصراع يهدد استقرار شمال إفريقيا، خاصة مع تصاعد تهريب المخدرات.
سيناريوهات محتملة: تصاعد الصراع أو تدخل دولي لتخفيف التوترات.
دور الأمم المتحدة: قد تسعى لفرض عقوبات أو وساطة، لكن نجاحها يعتمد على تعاون الأطراف الإقليمية.
تحديات المعلومات: انتشار الدعاية يصعب التحقق من الحقائق، مما يتطلب مصادر موثوقة.
يُعدّ الصراع في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا انعكاسًا لتعقيدات الصراع السوداني والتدخلات الإقليمية. على الرغم من الاتهامات بدعم إسرائيلي لقوات الدعم السريع، لا توجد أدلة كافية لتأكيد هذه الادعاءات. المنطقة الحدودية تظل نقطة ساخنة تتطلب متابعة دقيقة لفهم تداعياتها على استقرار شمال إفريقيا.