تصاعد الصراع علي السلطة يضيق خيارات نظام الملالي في إيران
بينما تعاني إيران من أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، مثل الفقر والبطالة وتزايد السخط الشعبي، نجد أن قادة النظام بدلاً من السعي لحل هذه المشكلات، منشغلون بصراع داخلي من أجل الحصول على المزيد من الثروة والسلطة.
وهذه الصراعات على السلطة بين الفصائل المختلفة في النظام، بدلاً من تحقيق الوحدة لحل أزمات البلاد، عمقت الخلافات بين النخب السياسية. وهو الأمر الذي عكسته مقالات الصحف الحكومية الإيرانية التي ابرزت هذه الخلافات بشكل غير مباشر، وأظهرت أن النزاعات بين المتشددين والفصائل الأخرى تمنع أي تقدم في حل مشكلات الشعب.
تناقش هذه المقالة في صحيفة “همميهن مفهوم التوافق والوحدة بين قادة النظام. يشير الكاتب إلى أن التوافق هو عملية تدريجية ولا يمكن أن يتحقق كحدث لحظي. ومع ذلك، تُبرز المقالة أن “في حين يدعي بعض المسؤولين أنهم يسعون للتوافق، فإنهم في الواقع منخرطون في المنافسات الداخلية لتعزيز السلطة والسيطرة على موارد البلاد.”
. “فيما أشارت صحيفة “ستارة صبح ” الحكومية إلي أن عرقلة المتشددين لمسار الحياة”حيث انتقدت هذه المقالة، بقلم رئيس التحرير، المتشددين وتؤكد أنهم يعرقلون الإصلاحات وتحسين الوضع المعيشي للشعب، ويبحثون فقط عن تعزيز سلطتهم. تقول المقالة: “بدلاً من حل مشكلات الشعب، يستغل المتشددون كل فرصة لزيادة نفوذهم وسيطرتهم في هيكل السلطة
فيما ناقشت صحيفة شرق الحكومية في مقال نقدية لها مفهوم التوافق الوطني، متسائلة عن أي منظور للتوافق بين قادة الحكومة يمكن أن يساعد في حل الأزمات. يرى الكاتب أن الخلافات وصراعات السلطة بين الفصائل المختلفة في النظام تمنع أي توافق حقيقي. وجاء في المقالة: “لا يمكن تحقيق التوافق إلا عندما يتم التخلي عن الطموحات في السلطة والثروة لصالح المصلحة الوطنية.”
صحيفة “جيهان ” الرسمية ناقشت في مقال لها دور المقربين من المسؤولين الكبار في تصعيد الخلافات الداخلية. وتوضح المقالة أن هؤلاء الأفراد، بدوافع شخصية ولتحقيق مصالح اقتصادية، يغذون المنافسات والصراعات على السلطة. “لا يقتصر دور المقربين من المسؤولين على تعميق الخلافات، بل يسعون أيضاً للاستيلاء على موارد البلاد.”
. “وتساءلت صحيفة آرمان أمروز الحكومية لماذا لا يتم السيطرة على المتشددين؟”حيث ناقش الكاتب سبب عدم السيطرة على المتشددين في هيكل الحكومة الإيرانية. وتشير المقالة إلى أن “المتشددين، بسبب نفوذهم العميق في هياكل السلطة، يتجنبون بشكل دائم المساءلة، وتؤدي منافساتهم على المزيد من السلطة والثروة إلى تجاهل احتياجات الشعب
وتُظهر مقالات الصحف الحكومية الإيرانية بوضوح أن خلف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، تتواصل الصراعات على السلطة بين قادة النظام ومقربيهم. لم تؤد هذه الصراعات إلى تحسين أوضاع الشعب، بل أعاقت أي إصلاحات فعالة. الفصائل المختلفة، وخاصة المتشددين، تسعى للحصول على المزيد من النفوذ والثروة، بدلاً من التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين. استمرار هذه الصراعات يمكن أن يدفع البلاد إلى أزمات أعمق ويزيد من الفجوة بين الحكومة والشعب.