في تصعيد جديد يسلط الضوء على التوتر المستمر بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، تستعد رئيسة تايوان، لاي تشينغ-تيه، للقيام بزيارة إلى باراغواي الشهر المقبل،
ومن المتوقع أن تعبر خلال رحلتها عبر الأراضي الأمريكية. هذا التحرك أثار ردود فعل حادة من بكين، التي تعتبر مثل هذه الزيارات انتهاكًا لمبدأ “الصين الواحدة”، فيما أكدت واشنطن أن هذا المرور هو إجراء روتيني ولا يتعارض مع سياستها الرسمية تجاه تايوان، وفقًا لما أفادت به وكالة رويترز.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الإدارة الأمريكية تُجري مشاورات مع حلفائها الآسيويين، وعلى رأسهم اليابان وأستراليا، لتحديد أدوارهم العسكرية والدبلوماسية في حال اندلاع نزاع مسلح محتمل بشأن تايوان. هذه الخطوة تعكس إدراكًا متزايدًا من جانب واشنطن لأهمية الاستعداد الجماعي في مواجهة السيناريوهات الأكثر تعقيدًا في المنطقة.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست أن الفلبين بدأت بالتعاون الأمني غير المعلن مع تايوان، من خلال تدريبات بحرية في مضيق باشي، في خطوة تُعد تحديًا مباشرًا للنفوذ الصيني المتصاعد في المياه المتنازع عليها.
في الإطار العسكري، كشف الأدميرال الأمريكي جيمس كيلبي عن خطة لرفع جاهزية الأسطول البحري الأمريكي من 68% إلى 80% بحلول عام 2027، لمواجهة أي طارئ يتعلق بصراع محتمل مع الصين، وفقًا لما نشره موقع بيزنس إنسايدر.
تشير هذه التطورات مجتمعة إلى تصعيد استراتيجي متبادل، تتداخل فيه التحركات العسكرية مع الحسابات الدبلوماسية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحوّل التوتر إلى مواجهة مفتوحة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.
يرى المحلل السياسي الأمريكي مايكل سوانسون أن “استمرار واشنطن في دعم تايوان، ولو بشكل غير مباشر، يهدف إلى ردع بكين ومنعها من التفكير في أي مغامرة عسكرية، لكنه في الوقت ذاته يقود إلى سباق تسلح إقليمي قد يخرج عن السيطرة”.
أما الخبير الصيني في العلاقات الدولية، تشانغ وي، فقد اعتبر أن “الولايات المتحدة تتبع استراتيجية خنق ناعم للصين من خلال إحاطة مجالها الحيوي بتحالفات أمنية وعسكرية، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد طويل الأمد وليس إلى تسوية دبلوماسية”.
من جهته، يرى المحلل التايواني لي وانغ أن “تايبيه تستفيد من هذا التوتر لرفع مكانتها الدبلوماسية في العالم، لكن عليها أن تدرك أن التصعيد غير المحسوب قد يتركها وحيدة في وجه عملاق عسكري مثل الصين”.
تشير هذه التطورات مجتمعة إلى تصعيد استراتيجي متبادل، تتداخل فيه التحركات العسكرية مع الحسابات الدبلوماسية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحوّل التوتر إلى مواجهة مفتوحة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الاستقرار العالمي والاقتصاد الدولي.