الثلاثاء أغسطس 20, 2024
حوارات

الخبيرة الإماراتية في الشئون الإفريقية د. أمينة العريمي :

أمينة العريمي: تضارب المصالح يهدد بتدويل الأزمة السودانية وهذه معالم التسوية الأمريكية

اطلقت المحللة السياسية الإماراتية الخبيرة في الشئون الافريقية الدكتورة أمينة العريمي  صرخة تحذير من خطورة تناقض المصالح الاقليمية في السودان مؤكدة ان هذا الصراع يهدد بتدويل الازمة السودانية ودفعها لان تكون عصية علي الحل.

مخاوف واشنطن من تنامي النفوذين الروسي والصيني في الأحمر والهندي  قد يدفعها لكتابة النهاية للحرب في السودان

وتابعت قائلة في حوارها مع «جريدة الامة الإليكترونية»: أن واشنطن أصبحت تدرك بشدة خطورة استمرار الازمة السودانية بلا حل : علي تصورها لمستقبل القرن الإفريقي  ،بشكل يفتح الباب أمام تنامي النفوذ الروسي والصيني ،وهو نفوذ قد يدفع واشنطن لفرض تسوية في السودان.

ولفتت الي ان الدول الأفريقية تدرك خطورة مشروع حميدتي علي وحدتها واستقرارها ،ومع هذا فان تدخل بعضها في الشأن السوداني يأتي في ضوء المكايدة  السياسية ومحاولة انتزاع تنازلات في ملفات اخري ،رغم ان قناعات هذه الدول من الصراع قد تغيرت بشكل لافت لصالح المؤسسات الوطنية للسودان.

 ضربت العريمي  مثالا علي تغيير مواقف دول الجوار من الأزمة السودانية بالموقف التشادي في ظل اقتراب لقاء قمة بين البرهان ومحمد ديبي كاكا،

مشيرة الي ان هذا اللقاء سيوقف الدعم التشادي المباشر وغير المباشر لميليشيات حميدتي  في ظل ادراك إنجامينا قبل غيرها خطورة مشروع ميليشيات الدعم السريع علي أمن واستقرار ووحدة دولة المنطقة .

الحوار مع الخبيرة الإماراتية في الشئون الافريقية، تطرق لعديد من القضايا سنعرضها بالتفصيل في السطور التالية:

• لماذا تبدو الازمة السودانية عصية علي التسوية رغم مرور اكثر من عام علي اندلاعها دون ان تبدو في الافق علامة علي النهاية أو قدرة طرف ما علي الحسم؟

•• طول أمد الأزمة السودانية يكمن في عدم رغبة الأطراف الدولية في وضع حد لها، فمع إكمال الأزمة السودانية عامها الأول دون تقدم واضح، أدركت واشنطن بأن إشراكها لبعض حلفائها الإقليميين  لحلحلة الأزمة السودانية يحتاج لإعادة توجيه:

لهذه الأسباب واشنطن مرعوبة من قتل حضورها المستقبلي في القارة السمراء

أعادة التوجيه الأمريكية هذه تعود، لعديد من الأسباب منها ،إصرار أطراف الصراع السوداني على عدم التوافق لوقف إطلاق النار، وتحفظ أحد أطراف الصراع “الجيش السوداني” لمشاركة “أبوظبي” في المفاوضات الجارية حول الأزمة، “وفقاً لتصريح وزير الخارجية السوداني “علي الصادق” فبراير2024 واختلاف الرؤى الخليجية حول الأزمة السودانية، وهذا ما يعيق نجاح المساعي المبذولة لحلها.

• لكن هل واشنطن قادرة وحدها علي تسوية الأزمة في ظل تعقدها؟.

•• بعد استقالة السفير الأمريكي في السودان “جون غودفري” وتعيين مبعوث أمريكي  خاص ً للسودان ” توم بيرييلو” تصاعدت قناعة واشنطن بأن مفتاح هذه الأزمة بيدها هي فقط، إن كانت تريد لرؤيتها المستقبلية أن تنجح تحقيقاً لشعارها “قرن إفريقي جديد عبر الخرطوم”، وإجهاضاً لسير المحاولات الروسية والصينية الساعية لتعزيز حضورها على البحر الأحمر والمحيط الهندي، وحفاظاً على عدم خروج الأمور عن السيطرة وضمان سيرها وفقاً لما يراد لها أن تصل إليه.

• راعت واشنطن والرياض محاولة لتسوية الازمة السودانية ولكن هذه المحاولة فشلت وكذلك تراجع الاهتمام  الإقليمي والدولي في محاولة فرض تسوية هل من تفسير لهذا الموقف؟

•• واشنطن وإن كانت داعمة لإجهاض مساعي كافة التيارات الإسلامية للوصول للسلطة، إلا إنها غالباً ما تضع الحسابات المستقبلية قبل كل شيء حفاظاً على مصالحها، وهذا ما يفسر حرصها الدائم على أن لا تخرج بصورة مضادة للإرادة الشعبية حتى وإن اختلفت مع أيديولوجيتها السياسية خاصة في إفريقيا.

المكايدة السياسية وراء تغاضي دول افريقيا عن خطورة مشروع حميدتي علي وحدتها واستقرارها

فواشنطن تدرك بأن معاداة الشعوب الحية الواعية “فكرياً، وسياسياً” هو أقصر وأسرع الطرق لقتل حضورها المستقبلي في القارة الإفريقية خاصة بعد التحولات المفصلية التي شهدتها منطقة الساحل الإفريقي، فالدرس الفرنسي كان قاسياً ولكن استوعبته كافة الأطراف الإقليمية والدولية الساعية إلى إيجاد موطىء قدم لها في قارة المستقبل.

ما أريد أن أقوله في النهاية بأن “واشنطن” ستصل إلى حل “توافقي” لإنهاء الصراع في السودان وفقاً لرؤيتها المستقبلية للسودان ومنطقة القرن الإفريقي.

• غير أن هذه التوجه يخالف اشراك واشنطن  للرياض كطرف أصيل لحل الصراع في السودان ؟

•• أدركت الرياض بأن “منبر جدة” الذي ترعاه الولايات المتحدة ،لم يؤسس لحل الأزمة السودانية بل لإطالتها، وإبقاء الصراع بين المكون العسكري السوداني “الجيش الوطني، ومليشيا الدعم السريع” في مربع اللا عودة تمهيداً لولادة ما تطلق عليه  بعض النخب الإفريقية “Le Soudan n’est pas comme son people” وتعني باللغة العربية “سوداناً لا يشبه أهله”،

لذا جاء اختيار واشنطن للمملكة لقيادة التفاوض بين أطراف المكون السوداني المتصارع يعود إلى قناعة واشنطن بأن الرياض تقف على مسافة واحدة  من كلا الطرفين ،حتى وإن أبدت “دعماً” للقوات المسلحة السودانية بإعتبارها ممثلاً شرعياً للدولة الوطنية السودانية حيناً، وحياداً من مساعي المؤسسة العسكرية السودانية من إقصاء مليشيات الدعم السريع من المشهد السياسي السوداني حيناً أخر،

ولماذا تتبني السعودية هذا الموقف من الدعم السريع؟

•• حياد الرياض حول إقصاء مليشيات الدعم السريع من المشهد السياسي السوداني ،يعود لقناعة المملكة بأن عملية الإقصاء وإن كانت ليست مستحيلة إلا أن الظروف المحيطة اليوم بالدولة السودانية، وتنامي عمليات الإمداد العسكري لمليشيات الدعم السريع تجعل الإقصاء صعباً حتى ،وإن اندمجت تلك الميلشيات في صفوف المؤسسة العسكرية الوطنية السودانية.

3 أسباب وراء حياد الرياض  في الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع

وحتي في حالة هذا الاندماج داخل الجيش فستبقي  مليشيات “غير وطنية” وبالتالي هي قادرة على الانشقاق عن الجيش ،وإعادة ترتيب صفوفها وفرض واقع جديد متى تسنى لها ذلك.

أضف إلى ذلك الدور الذي لعبته تلك المليشيات في دعم قوات التحالف العربي في اليمن والتي لا يمكن أن تتجاوزه الرياض وحلفاؤها ناهيك عن رؤية دول الإتحاد الأوروبي في الدور الذي لعبه الجنجويد في ملف الهجرة الدولي

رغم خطورة مشروع حميدتي للدعم السريع علي الاستقرار وعلي وحدة دول الجوار السوداني الا ان هناك عواصم الجوار الإفريقي تبدو مؤيدة للدعم السريع.. لماذا هذا التناقض؟

•• الجولة التي قام بها قائد مليشيا الدعم السريع لبعض دول الشرق الإفريقي مؤخراً هي جولة تسويق وترويج لشخص حميدتي، جولة مدفوعة الثمن ،لمن استقبلوه ولكنها قطعاً لا تؤسس لمرحلة سياسية قادمة في السودان، وهذه حقيقة يدركها حميدتي رغم تدني وعيه السياسي، ولا تحتاج لدليل ليدركها أقل مواطن في تلك الدول ناهيك عن قيادته.

فالرئيس الأوغندي موسفيني رغم أنه ينفي دوره في تسهيل وصول العتاد العسكري للمليشيات، إلا إنه في ذلك شأنه شأن الرئيس التشادي محمد كاكا الأعلم بخطر تصاعد دور تلك المليشيات في المحيط الجغرافي الإفريقي، الفرق بين موسفيني وكاكا أن موسفيني مطمئن بعدم وجود حاضنة شعبية مؤيدة لحميدتي في الأراضي الأوغندية

جولة حميدتي الإفريقية مدفوعة الثمن ولا تؤسس لمرحلة سياسية في السودان

ولكن مشروع حميدتي السياسي العابر للحدود سيسمح للعرقيات الإفريقية المستميتة بالمطالبة بمشاريعها التاريخية كدولة “التوتسي الكبرى” و”الفولاني العظمى” وبالتالي ستعيد كمبالا حساباتها الأمنية ورؤيتها المستقبلية لعلاقتها بالخرطوم.

فهي  أي كمبالا في النهاية مرتبطة أمنياً وإقليمياً بدول البحيرات التي تمثل عمقها الاستراتيجي، ناهيك عن تدهور الأوضاع السياسية في كمبالا وتصاعد سيناريو تغيير نظام الحكم فيها في ظل تنامي قوة المعارضة “بوبي واين” وأتباعه والتي باتت تلاقي دعماً استخباراتيًا غربياً يسعى لاحتواء ذلك حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة في البحيرات كما خرجت في الساحل الإفريقي.

حميدتي والبرهان

• الأمر لا يتوقف علي كلمة بل كذلك تنامي دعم أديس أبابا؟

•• ما يتعلق بأديس أبابا فهناك “تخوف تاريخي” منذ أيام الزعيم الراحل “مليس زيناوي” من وجود نظام إسلامي حاكم في لخرطوم وتسبب ذلك بتوتر العلاقات بين الطرفين سرعان ما انتهى.

فأثيوبيا وإن كانت أبدت الحذر في التعامل مع نظام الإنقاذ الحاكم في السودان إلا إن ذلك لم يمنعها من التعامل معه والانخراط في مذكرات تعاون بدليل موافقة الخرطوم عام ٢٠١٨ على إعطاء اثيوبيا  حصة في  ميناء بورتسودان لتنويع منافذها.

فشل محاولات تسويق حميدتي زعيما للسودان خلط أوراق دول الجوار

وفيما يخص  زيارة حميدتي الأخيرة لإثيوبيا فأراها جاءت في إطار المقايضة السياسية “دعم حميدتي مقابل دعم دولي وإقليمي لحصول إثيوبيا على منفذ بحري على البحر الأحمر.

• وماذا عن كينيا وانحيازها كذلك لمليشيا الدعم السريع؟

•• نيروبي شأنها في ذلك شأن أديس أبابا، الفرق أن كينيا لا تفتقر لإطلالة بحرية تعزز دورها ولكنها تفتقر للدور السياسي الفاعل في إفريقيا باعتبارها أحد أهم العواصم الأفريقية الصاعدة والأكثر تقدمًا، ويكفي أن يستشعر المرء منا بالتطورات السياسية المقبلة على السواحل الكينية في ظل تصاعد موجة الصراع الدولي على المحيطين الهندي والهادئ، والتي فسرت لي شخصياً كافة الأنشطة التي قام بها سابقاً الجنرال “ستيفان ديوابنت” القائد السابق للقوات الفرنسية في جيبوتي،

• في هذا السياق ،يبدو الموقف التشادي تحديدا امر شديد الغموض تجاه الوضع في السودان في ظل توتر علاقات انجامينا مع الخرطوم وتأييد الدعم السريع.. هل هذه الرؤية قابلة للتغيير؟

•• تدرك تشاد بأنها لاعب محوري في الأزمة السودانية ،وأحد أهم الأطراف المؤثرة على سير المعارك المسلحة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع،

وبالتالي ترى أنجامينا بأن لها الحق في ممارسة إستراتيجية “خلط الأوراق” التي طالما ذاقت ويلاتها، وهذه فرصة “ثمينة” لإعادة ترتيب البيت التشادي من الداخل، وإحباط كافة المحاولات الساعية لإبعاد “أل ديبي” من حكم البلاد، وعليه أرى أن الطلب التشادي لمقابلة القيادة السودانية يحمل في طياته ثلاثة رسائل هامة:

الرسالة الأولى: قناعة إنجامينا بتغير مفهوم الأمن الإقليمي التي كانت تعتنقه الخرطوم، والذي بات اليوم في حكم الماضي بعد التحديات الأمنية والسياسية التي وجد السودان نفسه فيها منذ إبريل العام الماضي، والذي إنعكس بدوره على رؤية القيادة السودانية لإقليمها الجغرافي، ومستقبل المؤسسة العسكرية وكافة المؤسسات السيادية.

الكف عن نغمة الكيزان والفلول السبيل الوحيد لهزيمة مشروع حميدتي التتري

وهذا ما أكده خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق “عبد الفتاح البرهان” في كلمته الأخيرة بأن لا عودة لما قبل 15 إبريل 2023، ولا عودة لما قبل 25 أكتوبر2021، ولا عودة لما قبل أبريل 2019. “وهذا ما يقلق أنجامينا ويلقي بظلاله على مستقبل العلاقات السودانية التشادية”.

• ماذا عن الرسالة التشادية الثانية؟

•• أما الرسالة الثانية: فتتعلق  باستخدام “استراتيجية خلط الأوراق” ابتزازا لأطراف إقليمية ودولية ترى أنجامينا بأنها ساهمت في انشقاق الداخل التشادي، ودقت إسفيناً بين المؤسسة الرئاسية والعسكرية، وهذا ما يطرح التساؤل التالي: “هل هي محاولة من الرئيس “محمد ديبي” لاستمالة المؤسسة العسكرية التشادية التي تعيش حالة من الغليان المعنوي منذ إبريل 2023 بسبب التسهيلات التي قدمها النظام التشادي دعماً لمليشيات الدعم السريع؟

أم أن انضمام “حركة العدل والمساواة” وبعض المواليين لها دعماً للجيش السوداني أعادت الحسابات السياسية والأمنية لأنجامنيا بعد تدفق سيل التقارير الإستخباراتية على القصر الرئاسي تؤكد لديبي الإبن حقيقتان:

ما هما ما تصيفيه بالحقيقتين؟

•• الحقيقة الأولى: الرهان على قيادة المليشيا للدولة السودانية فقد ساقيه ولم يعد محل نقاش بعد فشل مساعي “نصر الدين عبد الباري” ومن خلفه في إنتزاع دعم “أمريكي” يصل لقائد المليشيا “حميدتي” لسدة الحكم في السودان.

لهذه الأسباب.. دمج الدعم السريع في الجيش السوداني لن يجلب الاستقرار

وهو رهان طالما تمنت خسارته القيادة التشادية، فإذا كان هناك توافق مشترك بين الرئيس “محمد ديبي” والشعب التشادي فهو توافقهم الكامل على خطورة مليشيا الدعم السريع على مستقبل الدولة التشادية والجوار الإقليمي لها، ولكنها التقاطعات التي فرضت واقعاً مختلفاً لا تريده تشاد ولا يريده رئيسها ولا يريده شعبها.

أما الحقيقة الثانية فتتمثل في  تنوع التحالفات الدولية والإقليمية، هو ضمان لاستقرار البلاد وتطورها، والوصول للحكم والاستمرار فيه، ولا يقل أهمية عن تعزيز أواصر الامتداد القبلي.

نعود مجددا للرسالة التشادية الثالثة؟

•• الرسالة الثالثة تتعلق الإقرار ”ضمنياَ” بتقدم العمليات العسكرية التي يقودها الجيش السوداني، وتصاعد موجة الالتفاف الشعبي الذي حظيت به القوات المسلحة السودانية، في دلالة واضحة على تصاعد موجة الوعي السياسي الداعمة لمؤسسات الدولة الوطنية والتي تجاوزت الحدود الإقليمية للسودان، بدليل ظهور ما يطلق عليه بالفرنسية “Un devoir africain sacré” وتعني باللغة العربية “واجب إفريقي مقدس” الداعم للقوات المسلحة السودانية.

المنفي وديبي

• حال حدوث تقارب بين السودان وتشاد ما تداعياته علي الصراع هناك؟

•• الخطوة التشادية الأخيرة تجاه السودان سيكون لها مردود سياسي على الطرفين، وستدفع أطرافاً إفريقية أخرى “أوغندا، جنوب السودان، إثيوبيا، إفريقيا الوسطى، كينيا، جنوب إفريقيا” لمراجعة موقفها من الأزمة السودانية.

وبالتالي أرى أن تعمل حكومة الرئيس “محمد كاكا” على إصلاح ما يمكن إصلاحه في حال الموافقة على طلبها لمقابلة القيادة السودانية، ويجب على أنجامينا أن تدرك بأن ما سيتم التوافق عليه في اجتماع بورتسودان المرتقب هو ما سينعكس على سير خط الأحداث القادمة في الساحة التشادية وأهمها “الانتخابات القادمة” و “مستقبل العلاقات السودانية التشادية” و “مستقبل القوات السودانية التشادية  ميكس

• حتي لو تغيرت مواقف دول الجوار لماذا تبدو القضية في السودان شديدة التعقيد؟

•• القضية في السودان الآن ليست قضية كيزان وفلول و البرهان  وحميدتي، الوضع في السودان يفرض أن يكون الشعب كله مع الجيش ضد هؤلاء المغول، السودان ليس الكيزان، والجيش هو جيش السودان ليس جيش البرهان، ثورة ديسمبر ثارث ضد الظلم في حق المواطن وليس ضد بقاء المؤسسات الوطنية

ومن هنا  فبقاء الدولة السودانية مرتبط ببقاء تلك المؤسسات وبالتالي يجب الاتحاد مع الجيش الوطني ودعمه لبقاء الدولة السودانية وبعد ذلك يتم تطهير مؤسسات الدولة من الإخوان والكيزان والجن الأزرق، القضية قضية وطن وليس قضية أشخاص.

• في هذا السياق كيف تبدو خيارات الجيش السوداني؟

•• فيما يتعلق بالسودان فمن الظلم أن أحكم على منتسبي مؤسسة وطنية بأنهم جميعهم تابعون لتنظيم الإخوان، فالمؤسسات الوطنية في جميع أنحاء العالم تجد من منتسبيها من يدعم حزبا على حساب آخر ومن يعتنق أيديولوجيا قد لا تتوافق مع أيديولوجيا أقرانه وهم في ذات المؤسسة ولكن ما يجمعهم هو الوطن وخدمته.

فهل من المنطق أن أستبعد وأقصي مواطنين من خدمة أوطانهم لمجرد أنهم ينتمون لرأي أو لأيديولوجيا لا تتوافق مع الأغلبية؟ هل هذه هي المواطنة الحقيقية التي سيتم تكريسها في شعوب حيه استوعبت فكرياً وسياسياً كينونة الوطن!

تقارب أنجامينا مع الخرطوم سيدفع دول الجوار لمعاودة النظر في موقفها من الصراع بالسودان

• لكن هذا قد يخالف قرارات اجتثاث نظام الإنقاذ؟

•• نظام الإنقاذ حكم السودان ثلاثين عاماً وأعلم ما فعله في السودان وفساده كبير لا يمكن تجاوزه إلا باجتثاثه هذا صحيح ولكن الاجتثاث لا يكون من خلال مليشيا حميدتي وأذرعه الداخلية والخارجية،

ومن ناحية أخرى خلال حكم الإنقاذ الممتد لماذا لم يتقوض الأمن الإقليمي في ذلك الوقت “وأنا هنا أتحدث عن الآمن الإقليمي والعلاقات السودانية الإفريقية” !! فلنكن منصفين في إبراز الخطايا والمحاسن لكافة الأنظمة حتى وإن اختلفنا معها.

فلا يوجد نظام حاكم ملائكي منذ تاريخ البشرية حتى اليوم ولن يأتي، كل نظام حاكم في هذا العالم  له أخطاؤه التي لا تغتفر وله محاسنه التي لا تُنسى..

• تسعي روسيا والصين وتركيا لتعزيز وجودها في القارة الافريقية خصوصا في بلدان الساحل فهل ترين أن التدخل الروسي في السودان قد يحسم الصراع وينهي المواجهة بين الجيش والدعم؟

•• بالطبع الدور الروسي سيكون له تأثير على خط سير الأحداث في السودان إذا تحقق، ولكن أرى أن موسكو وبكين وإن كانوا قادرين على إحداث تغيير في قواعد اللعبة الدولية إلا أن هناك ادراكا روسيا صينيا بأن واشنطن وحلفاءها الغربيين مستعدون لفرض واقع جديد في السودان في حال المساس بمصالحهم.

اجتثاث نظام الإنقاذ لا يتم من خلال ميليشيات حميدتي واذرعها الخارجية

• ما هو تصور ك لسيناريوهات الحرب في السودان بين الحسم العسكري والتسوية وفرض حلول من الخارج او زيادة تأثير الداخل السوداني في انهاء الازمة؟

•• أعتقد أن الأزمة السودانية متجهة نحو مزيد من التدخلات الدولية في ظل تضارب المصالح الإقليمية والدولية في السودان، وقد تصل الأزمة السودانية إلى التدويل خاصة في ظل تصدر ملف المجاعة تلك الأزمة.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب